Monday 29 Jul 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد هل تنشب في أفريقيا أولى حروب تغيُّر المناخ؟ | 27/06/2013
تساهم أفريقيا بأقل قدر من غازات الدفيئة أطلقته في الغلاف الجوي. فحتى عام 2004 لم يكن نصيبها من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون ليزيد عن 2.3 في المئة، مقارنة بـ 11 في المئة لدول الاتحاد الأوربي الخمس عشرة، و20.9 في للولايات المتحدة، و17.3 في المئة للصين. وينبغي أن يترتب على ذلك، إن كنا نعيش في عالم تسوده العدالة ويتمتع سكانه بحقوق متساوية في غلافه الجوي، أن تكون لأفريقيا حقوق كبيرة في سوق الكربون العالمية. غير أن أحد أوجه الفساد في مفاوضات تغير المناخ يتمثل في أن من يستغلون نفوذهم هم الملوثون الكبار: الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والصين، والهند، والبرازيل، الذين يمارسون المغالطات في هذه السوق بما يتلاءم مع مصالحهم.

أما أولئك البشر الأكثر عرضة لأقسى ضربات الاحترار الكوني، فصوتهم ضعيف، أو لا صوت لهم، فليس لديهم ما يتاجرون به. وكانت الدول الأفريقية ترغم على أن ترضى بما يتوصل إليه زعماء العالم من اتفاقيات ونظم، من دون أن يكون لها ولو مقعد واحد حول المائدة التي أُقـرَّت عليها تلك النظم. والحقيقة هي أن قلة حيلة أفريقيا في هذا الصدد ترجع لسببين: ضعف وضع الاقتصاد الأفريقي، والخلافات الإقليمية. فالتباين الشديد في المصالح بين البلدان الأفريقية المنتجة للغاز والنفط، التي يتزايد عددها، وبعض بلدان القارة الأشد فقراً، يحول دون أن يكون لها صوت يجمعها. وعلى صعيد الشأن الداخلي، في كثير من دول أفريقيا تفاوتات في النفوذ السياسي والمصالح الاقتصادية، بين نخبة غنية وغالبية فقيرة، وينتهي ذلك إلى أن الحكومات لا تحمل معها مطالب ووجهات نظر ملايين الفقراء من صغار المنتجين إلى طاولات المفاوضات. ولا خيارات تقريباً أمام الفقراء غير أن يخاطروا بركوب البحر، على متن قارب صيد متهالك، من السنغال أو ليبيا أو مراكش، على أمل أن يرسو بهم في أوروبا.

ويشدد بعض الكتّاب، ممن يغالون في تنبؤاتهم، على احتمال نشوب صراع حول الموارد التي تزداد ضآلة، مثل المياه والغذاء والأرض. وتؤكد خبيرة البيئة البريطانية باميلا تولمين في كتابها "تغير المناخ في أفريقيا" على وجود بينات على ذلك، وترى أننا نقتربُ من "أولى حروب تغير المناخ" في العالم. ومن جهة أخرى، يرى مراقبون أن أسباب نشوب حرب لا صلة لها عادة، بتحـدٍّ بيئي، كتغير المناخ، وأن علينا أن نتوخّـى الحذر عند استنتاج علاقة بسيطة بين تفاقم شح الموارد الطبيعية والصراع. وعلى كل حال، من الجلي أن التنبؤات الأكثر كارثية بارتفاعات في درجة الحرارة وشـح الأمطار في القارة السوداء قد تؤدي، إن تحققت، إلى عجز كبير في المياه والغذاء، وتطلق العنان للاضطرابات السياسية في أقاليم عديدة.
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.