Thursday 02 May 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
عبد الهادي النجار البحث عن "دوري" والدينوصورات | 03/05/2016
ثلاثة عشر عاماً هي الفترة الفاصلة بين فيلم الرسوم المتحركة "البحث عن نيمو" الذي أطلق عام 2003 وجزئه الجديد "البحث عن دوري". نيمو هو سمكة صغيرة من نوع السمك المهرج، يجري التقاطها من موطنها في الحيد المرجاني العظيم شمال أوستراليا، وتدور أحداث الفيلم حول تحريره وعودته إلى موطنه بجهود الأب والأصدقاء، لا سيما السمكة دوري التي تنتمي إلى نوع التانغ الأزرق.
 
حقق فيلم "البحث عن نيمو" نجاحاً منقطع النظير عند عرضه، وانطوى على العديد من المضامين التربوية والرسائل الإيجابية، بما في ذلك التوعية إلى المخاطر التي يتعرض لها التنوع الأحيائي في المحيطات.
 
فعلياً، وقع الأطفال وأهاليهم في غرام نيمو، ونتيجة ذلك ارتفع الطلب على أسماك الزينة من نوع السمك المهرج عدة أضعاف. لقد كان فيلم "البحث عن نيمو" كارثة على السمك المهرج، بكل ما تحمله الكلمة من معنى. إن اتساع حجم التجارة في هذا النوع من الأسماك، إضافة إلى التغير المناخي وارتفاع حموضة المحيطات، دفع الباحثين في أكثر من مؤسسة حكومية وأكاديمية إلى التفكير جدياً في إدراج السمك المهرج على قائمة الكائنات المعرضة للانقراض.
 
شركة "بيكسار"، التي أنتجت هذين الفيلمين، أطلقت في نهاية عام 2015 فيلم رسوم متحركة كانت مجمل شخصياته من الحيوانات المنقرضة. وتستند قصته إلى فرضية مؤثرة هي: ماذا لو أن الأرض قبل 65 مليون عام نجت من الاصطدام النيزكي الذي يُعتقد أنه تسبب بانقراض الدينوصورات؟
 
في فيلم "الدينوصور الطيّب" سنشاهد حيوانات الأباتوصور وقد تحولت إلى كائنات ذكية تفلح الأرض، وتزرع الذرة، وتعيش حياة هانئة لا يعكّر صفوها سوى المحاولات المتكررة التي يقوم بها طفل بدائي لسرقة شيء من محصولها. بشكل ما، يتقاطع مصير أحد صغار الأباتوصور مع مصير الطفل البدائي، ويخوض الاثنان رحلة مشتركة للنجاة من مخاطر الطبيعة وتهديدات أنواع الدينوصور المفترسة الأخرى.
 
لقد افترض صنّاع الفيلم أن الأباتوصور تمكّن من تطوير ذكاء خاص به بعد نجاته من الانقراض. وفي المقابل كان الإنسان في الفيلم، أو بمعنى أدق النياندرتال أو شبيه الإنسان، يعيش حياة بدائية محدودة الذكاء انتهت فعلياً بظهور الإنسان العاقل وهيمنته. ولكن ماذا لو أن الدينوصورات نجت فعلاً وامتدت بها الحياة لتشهد عصرنا الراهن؟
 
مبدئياً، لا بد من الإقرار بأن سلالة الدينوصورات لم تنقرض بالكامل. وإذا لم تصدق هذا الطرح فاذهب إلى محرك البحث "غوغل "واستعلم عن حالة انقراض الدينوصورات (Dinosaur Extinction Status) وستجد أن غوغل قد عرض إجابة سريعة موجزة تقول إن الدينوصورات غير منقرضة.
 
هناك اعتقاد شائع بين علماء الأحياء يعتبر أن الطيور في زمننا المعاصر تطورت عن الدينوصورات الطائرة التي عاشت خلال الحقبة الجيولوجية الوسطى أي قبل 252 إلى 66 مليون سنة. وبالتالي فإن سلالة الدينوصورات لم تنقرض بالكامل، وذلك باستمرار دماء قسم من الدينوصورات الطائرة في أنواع الطيور المعاصرة.
 
ولكن ماذا لو كان الأباتوصور، أشهر أنواع الدينوصورات العاشبة، والسنتروصور الذي يشبه وحيد القرن، على قيد الحياة في وقتنا الحالي؟ ربما سيكون النوع الأول مهدداً بالانقراض نتيجة الطلب على جلده، أما الثاني فيكون انقرض فعلياً بسبب طمع الصيادين في قرنه العاجي.
 
احتمالات واقعية تماماً بالمقارنة مع حيوانات معاصرة توشك على الانقراض، مثل الفيل الأفريقي ووحيد القرن، أو حيوانات انقرضت منذ فترة قصيرة مثل الماموث الصوفي الذي اختفى قبل نحو 3700 سنة وبقيت أنيابه هدفاً لتجار العاج الذين يبحثون عنها بين أحافيره في سيبيريا.
 
إنسان هذا الزمان لا يهتم كثيراً لمصير سمكة مهرج مثل "نيمو" أو سمكة تانغ زرقاء مثل "دوري" أو فيل أفريقي أو وحيد قرن. همه الوحيد هو الاستحواذ على كل شيء ووضعه تحت سلطانه المطلق، حيواناً كان أو حتى إنساناً.
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.