Thursday 26 Dec 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد ـ 1843 ـ شقيقة الإيكونوميست | 15/04/2016
كانت بريطانيا في العام 1843 تموجُ بالأحداث والأخبار الثقافية والفكرية المثيرة، بالرغم من أن مناخها العام كان يمر في ذلك الزمن باضطرابات سياسية، ويشهد أيضاً نوعاً من الازدهار الاقتصادي. من أهم تلك الأحداث والأخبار، وضع إبنة اللورد بايرون، واسمها (أدا لافليس) أول برنامج لحاسوب، لتشغيل آلة تحليل بيانات لم يستكمل تشارلز باباج اختراعها. وفي الوقت ذاته، أسس جوزيف كروغ شركة لإنتاج الشامبانيا، ليروي عطش فئات جديدة متضخمة، جاء بها الانتعاش الصناعي والمهني. وفي ذلك الزمن المليء بالمتناقضات، كان تشارلز ديكنز في ذروة شهرته، وشهد ذلك العام مولد روايته المفعمة بالعاطفة "ترنيمة الكريسماس"، فقابله إدغار ألان بو، عبر المحيط الأطلسي، بإصدار روايته المثيرة "القلب الواشي". ووسط كل ذلك، كان صاحب مصنع قبعات يعيش في لندن، هو جيمس ويلسون، يعاني عدم استقرار في أحواله المالية نتيجة سياسات الحماية الاقتصادية، فقرر أن يشنَّ حملة ضدها، من خلال مجلة يؤسسها لهذا الغرض، فكانت الإيكونوميست.
 
ولم يكن إصدار هذه المجلة بالأمر العسير في تلك الأيام، وكان صاحبها جيمس ويلسون هو كاتبها الوحيد، ولها من المراسلين واحد، هو صِهرُ زوجته، وكان كيميائياً ومدير أعمال في مناجم الفحم في يوركشاير. وكان للمجلة هدف يستقطب كل قواها. وكانت كل تغطياتها الإخبارية مصطبغة، بطبيعة الحال، بما يتشيع له ويلسون من أفكار عن فضائل التجارة الحرة. ومن حين لآخر كانت تظهر في المجلة أخبار اجتماعية، على سبيل المجاملة. وكان أول موضوع غلاف للإيكونوميست بعنوان: "إنتهاء معاهدتنا التجارية مع البرازيليين".
 
ثم راحت الإيكونوميست تشدُّ عودُها، فيزداد حجمُها وإقبال القرَّاء عليها، وتتسع وتتنوع مجالات تغطياتها الإخبارية. وينتسب إليها الآن أكثر من 160 محرراً، وقد تجاوز معدَّل تداولها 1.4 مليون عدد. وأصبحت أقسامها تغطي العلوم والفنون، جنباً إلى جنب مع سياسات العالم واقتصادياته. ولم ينجح غير عدد قليل جداً من المجلات الأجنبية في فرض اسمه الأعجمي على عربيتنا، ومنه الإيكونوميست، فإن أنت قلت "المجلة الاقتصادية" لن تجد من يفهمك، فعليك أن تقول الإيكونوميست.
 
وقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية تفرع مجلة شقيقة، تستهدف إضافة مزيد من الاتساع لنطاقات اهتمامات الأخت الكبرى، وقد أعطتها إدارة الإيكونوميست اسم "1843"، وهي السنة التي خرجت فيها الشقيقة الكبرى من قبعة جيمس ويلسون، لتكون في ذلك تذكرة بتاريخ الإيكونوميست، وإشارة إلى علاقة القرابة بين المطبوعتين.
 
وتستهدف 1843 نوعية قارئ الإيكونوميست نفسها، المهتم بالأفكار والثقافة، والحريص على التواصل مع ما يفكر فيه الناس ويتوفرون عليه في سائر أنحاء العالم. غير أنها ستعمل على الاستحواذ عليه بأسلوب مغاير. ففي حين اعتاد قراء الإيكونوميست على التقارير والآراء الموجزة المبنية على أدلة قوية، ستنحو 1843 إلى تقديم تقارير مطوَّلة تستكشف أحوال العالم بمزيد من الروية، من خلال صحافة لمَّاحة تجيد السرد. وإذا كانت الإيكونوميست اعتادت إخبار قرائها بما يحتاجونه من معلومات ليسيحوا في أنحاء العالم، فإن 1843 تعد قراءها بإخبارهم بما يجب أن يعرفوه ليجنوا مزيداً من المتعة، بأسلوبها الخاص في الاقتراب من مواقع الأحداث بقدر الإمكان، لتتلمس ما تأتي به حركة العالم من تصاميم وأساليب حياة، وتقنيات يستخدمها الفرد بنفسه، ومظاهر رغد العيش، وحركة السفر، وماذا يأكل الناس ويشربون.
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.