Sunday 05 May 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
عبد الهادي النجار مشاريع غيرت وجه العالم | 11/04/2016
يشهد العالم كل بضعة عقود تنفيذ مشاريع عملاقة تحسّن سبل التواصل بين أرجاء المعمورة. فقناة السويس التي انتهى تنفيذها عام 1869 أعادت رسم خط الملاحة البحرية بتأمين التواصل بين البحر الأحمر والبحر المتوسط. وكان لها أثر سلبي على المسار البحري الدوراني حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا، وكذلك على "طريق الحرير" البري من شرق آسيا إلى شمال أوروبا.
 
أما قناة كيل، التي انتهى شقّها عام 1895، فهي أمّنت الربط المائي بين بحر الشمال وبحر البلطيق. وقد ساهمت توسعتها في توفير مسافة 460 كيلومتراً من الإبحار حول شبه جزيرة جوتلاند شمال ألمانيا، مع ما يكتنف ذلك من مخاطر نتيجة العواصف الشديدة. وتعتبر قناة كيل حالياً أكثر القنوات البحرية الاصطناعية استعمالاً حول العالم.
 
عام 1914 تم الانتهاء من شق قناة بناما ووضعت في الخدمة، بعد سنوات طويلة من التجاذبات بين إمبراطوريات العالم القديم. وكان المستكشف الإيطالي أليساندرو مالاسبينا طرح الأفكار الأولى لشق هذه القناة، التي تصل بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ، خلال رحلته بين عامي 1788 و1793. وتتيح قناة بناما طريقاً مختصراً للتبادل التجاري بين آسيا والساحل الشرقي للأميركتين، كما توفر أكثر من 12500 كيلومتر من مسار الرحلة البحرية بين نيويورك وسان فرنسيسكو.
 
أما أشهر مشاريع الهندسة المدنية التي أتاحت التواصل بين القارات فهو جسر البوسفور في اسطنبول الذي يربط بين آسيا وأوروبا، وقد انتهى تشييده ووضع في الخدمة عام 1973. وتعود الأفكار الأولى للربط بين هاتين القارتين إلى داريوس الأول الذي حكم إمبراطورية الفرس خلال الفترة بين 522 و485 قبل الميلاد.
 
وبشكل مشابه، وفّر نفق المانش منذ افتتاحه عام 1994 سهولة في التواصل بين فرنسا وبريطانيا باستخدام وسائل النقل البري، حيث تعتبر حركة النقل عبر النفق الأكبر من نوعها على مستوى العالم. وكما كانت الأفكار لتنفيذ المشاريع السابقة تعود لفترات بعيدة، كذلك كانت فكرة إنشاء نفق المانش قديمة نسبياً، حيث اقترح مهندس المناجم الفرنسي ألبير ماتيو عام 1802 حفر نفق تحت القناة الإنكليزية يُضاء بمصابيح الزيت ويتم التنقل عبره بعربات تجرها الخيل.
 
مؤخراً، تم الإعلان عن التوافق بين السعودية ومصر على إنشاء جسر يربط البلدين ويمر فوق مضائق تيران في البحر الأحمر. ويتوقع أن يبلغ طول الأعمال المدنية الرئيسية للمشروع نحو 25 كيلومتراً، تمتد بين رأس الشيخ حميد في منطقة تبوك السعودية ومدينة شرم الشيخ في جنوب سيناء. هذا المشروع، في حال تنفيذه، سيختصر مدة السفر بين البلدين إلى 20 دقيقة فقط، وهو يعتبر جسر ربط حيوي بين شمال أفريقيا ودول غرب آسيا يتيح تدفق البضائع بسهولة كبيرة إلى جانب المرونة في نقل المسافرين وخاصة في مواسم الحج.
 
دراسات المشروع لم يتم إنجازها حتى الآن، وبالتالي فإن كلفته والتكنولوجيا المستخدمة فيه ليست معروفة بعد. وثمة مقترحات لتنفيذ نفق تحت مضائق تيران لتجنب إلحاق الضرر بالشعب المرجانية التي يشتهر بها البحر الأحمر.
 
قد يكون من المناسب اعتماد حل هندسي يوفر نفقات التشغيل ويحمي بيئة المنطقة ويعزز من فرص الاستثمار السياحي. وذلك من خلال تنفيذ المشروع على خمسة مقاطع: نفقان تحت الماء في الخليج شرق رأس القصبة وفي الممر المائي غربها، وجسر معلق يصل بين شمال جزيرة تيران والرأس البحري شرق مطار شرم الشيخ، وطريقان سريعان على أراضي رأس قصبة وشمال جزيرة تيران.
 
أياً يكن الحل الهندسي الذي سيتم اعتماده لتنفيذ مشروع الربط البري بين السعودية ومصر، فهو سيكون من دون شك أحد أهم المشاريع عربياً وعالمياً. فجميع المعطيات تدل على جدواه من الناحية الاستثمارية، كما أنه يعتبر مفتاحاً لتنمية المنطقة من تبوك حتى غرب النيل بما في ذلك شبه جزيرة سيناء.
 
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.