Monday 29 Jul 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد في انتظار المخلوقات الاصطناعية | 12/06/2013
في أواخر أغسطس 2007، أبرزت وكالة "أسوشييتد برس" خبراً مفاده أن العلماء على مبعدة عشر سنوات فقط من "تخليق" حياة صناعية. فما حقيقة ذلك؟
 
لقد خطا العلماء خطوات هائلة في مجالات تخليق الحمض الوراثي النووي "دي إن إي" واستنساخ الكائنات البشرية. وعلى رغم ذلك فإن تخليق كائنات اصطناعية ذات قدرات حيوية أمر يفوق كل هذه المنجزات ويتجاوزها، ويبدو بعيداً عن التصديق، مع أن المؤسسات والباحثين المشاركين في هذه المغامرة العلمية يثقون في مقدرتهم على إيجاد كائن اصطناعي، أو كما يفضلون أن يسموه "حياة صناعية طرية".
 
وتجتذب هذه القضية عدداً كبيراً من علماء الحياة. فهي تثير الدهشة، وحالها كحال الاكتشافات التي تمثل محطات فارقة في مسيرة العلم. إنها، إن حدثت ونجحت، ستكون انعطافة كونية حادة خطيرة. فهذه "الحياة الصناعية الطرية" لن تكون، كما قد يتصور البعض، مجرد كائن مخلّق من كائن أو كائنات أخرى باستخدام تكنولوجيا الهندسة الوراثية، بل ستكون كائناً مخلّقاً، بكامل هيئته اصطناعياً، أي أن أعضاءه المختلفة لم تكن موجودة من قبل.
 
فهل سيتمكن القائمون على هذا المشروع العلمي الخطير من أن يوفروا لكائنهم الاصطناعي المتطلبات التي تعطيه صفات الكائن الحي؟
 
ثمة قائمة تضم عدداً من المتطلبات الصعبة المنال، وقد يراها البعض مستحيلة. أولها، الحاجة إلى شيفرة وراثية، أو حمض نووي يحمل الصفات الوراثية المحددة لماهية الكائن، الذي ينبغي أن تتوفر له أيضاً قدرة على التوالد ونقل هذه الصفات إلى خلفائه. وقبل ذلك، هذه الشيفرة الوراثية لن توضع في أي مكان كان، فهي بحاجة إلى وعاء ذي مواصفات خاصة يحتويها هو الخلية الحية. وهذه بدورها لا تكتسب صفة الحياة، ولا تتمكن من أداء وظائفها المختلفة، وليس فقط حفظ المادة الوراثية، إلا إذا توفرت لجدارها قدراته العبقرية على صون محتويات الخلية الحية، وفي الوقت ذاته يسمح بأن تتم عبره عمليات حيوية عديدة. كما أن جدار الخلية هذا ينبغي أن تكون له نفاذية انتقائية، فيسمح للخلية بامتصاص الأملاح والمواد المغذية فيما يمنع عنها المواد والعناصر الممرضة.
 
لقد أعلن أحد علماء جامعة هارفارد عن قرب التوصل إلى تصنيع جدار أو غشاء خليوي بالمواصفات المطلوبة. ويعتقد بعض العلماء أن لديهم طريقة لتخليق الحمض النووي "دي إن إي" من وحداته الأساسية المسماة "نيوكليوتايدز"، بوضع هذه الوحدات بين جدران الخلية، فلا تلبث أن تتجمع وتتراكب مكونة حاملات الصفات الوراثية. غير أنهم لا يوضحون كيف سيوفرون الأنزيمات الضرورية لنجاح هذه العملية، وهذه نقطة ضعف كفيلة بتقويض المشروع من أساسه.
 
إن تقدم العلوم مؤسس بالدرجة الأولى على الرغبة الإنسانية في الاكتشاف والمضي قدماً. وإذا كانت مسيرة العلم، في كل ما مضى من تاريخ الحضارة البشرية على الأرض، تمضي في خطوات، الواحدة تلو الأخرى، فإنها من الآن فصاعداً تقفز قفزاً متسارعاً، وتترك المتابعين يلهثون وراءها.
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.