Sunday 28 Apr 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
عبد الهادي النجار الرادون القاتل الصامت | 07/12/2015
أطلقت الوكالة الاتحادية للرقابة النووية في بلجيكا مبادرة لتشجيع الأهالي على قياس تركيزات غاز الرادون في منازلهم. وسوف تزود المشاركين في المبادرة بأجهزة القياس، خلال الفترة بين بداية تشرين الأول (أكتوبر) 2015 ونهاية كانون الثاني (يناير) 2016، على أن يقدموا نتائج القياس للوكالة مساهمة في رسم الخريطة الوطنية لتركيزات الرادون.
 
وكانت منظمة الصحة العالمية نشرت كتيباً عن تلوث الهواء الداخلي بغاز الرادون عام 2009، دعت فيه دول العالم إلى وضع برامج وطنية ودعم البرامج القائمة من أجل الرقابة والسيطرة على وجود غاز الرادون في المنازل والمجمعات السكنية.
 
فما هو الرادون؟ وما هي مخاطره؟
 
الرادون غاز خامل كيميائياً ذو نشاط إشعاعي، يتشكل طبيعياً كأحد نواتج سلسلة تفكك اليورانيوم. وحيث أن اليورانيوم موجود في القشرة الأرضية في جميع الأماكن بتركيزات متفاوتة، تكون منخفضة بشكل عام، فيمكن العثور على غاز الرادون في كل مكان حيث يتسرب عبر أرضيات المباني، وينتقل مع حركة المياه تحت التربة، ويتواجد في مواد البناء، وفي المصادر الطبيعية بشكل عام بما فيها ماء الشرب وغاز الطبخ.
 
قدّرت منظمة الصحة العالمية أن النشاط الإشعاعي لغاز الرادون يتسبب بنحو 3 إلى 14 في المئة من إصابات سرطان الرئة، وهو بذلك يعتبر السبب الرئيسي للإصابة بسرطان الرئة بعد التدخين. وتكمن خطورته في أنه غاز لا لون له ولا رائحة ولا طعم، أي هو بمثابة القاتل الصامت الذي يتسلل من دون علم ضحيته. مع ذلك، يمكن القيام بعدد من الخطوات التي تخفض إلى حد بعيد من مخاطر الرادون على صحة الأسرة.
 
إن تركز الرادون داخل المباني، خاصة في الطبقات الأرضية والأقبية، يعتمد على التوازن بين معدل دخوله إلى الفراغ ومعدل إزالته مع الهواء. وبالتالي فإن التهوئة الجيدة للغرف والفراغات تساهم إلى حد بعيد في خفض تركيزه والإقلال من مخاطره. ولحسن الحظ أن نظائره ذات عمر إشعاعي قصير نسبياً لا يزيد عن 7.6 يوم، وبالتالي فإن تشتيته مع الهواء كفيل بالتخلص من أضراره.
 
توصي منظمة الصحة العالمية ألا يزيد تركيز غاز الرادون في الهواء الداخلي عن 100 بيكريل في المتر المكعب وبحد أقصى هو 300 بيكريل في المتر المكعب.
 
عربياً، واستناداً إلى دراسة تم نشرها في العدد الرابع عام 2007 من مجلة "الذرة والتنمية" الصادرة عن الهيئة العربية للطاقة الذرية، فإن معدلات تركيز غاز الرادون في مساكن بعض الدول العربية (10 دول) كانت ضمن الحدود الدولية، حيث تراوحت بين 9 و71 بيكريل في المتر المكعب. ولكن وجدت في مساكن معظم الدول تركيزات تتجاوز 200 بيكريل في المتر المكعب، "ومن المتوقع اكتشاف مستويات أعلى من هذه عند التوسع في المسح الإشعاعي للمساكن" بحسب ما جاء في الدراسة.
 
لقد تبنت قوانين البناء في العديد من دول العالم ترتيبات خاصة تتضمن مد أنابيب مثقبة ضمن فلاتر حصوية تتيح تهوئة الأرضيات وتصريف غاز الرادون عند الحاجة. لكنني لم ألحظ هذه الترتيبات غير المكلفة نسبياً في كودات البناء العربية التي اطلعت عليها بحكم اختصاصي الهندسي، وأظن أن قلة من المهندسين العرب قد يسمعوا بها.
 
إن تجهيزات قياس الرادون بسيطة ومتاحة بأسعار معقولة في العديد من الدول، حيث يتراوح سعرها بين 15 و25 دولاراً في الولايات المتحدة مثلاً. وإجراءات التخفيف من مخاطر ارتفاع تركيزات الرادون تعتمد على التهوئة بتكاليف بسيطة عادة. فما الذي فعلته الدول العربية بخصوص التوعية والتخفيف من مخاطر الرادون، باستثناء إجراءات القياس التي تبقى حبيسة المكاتب والمجلات البحثية التي لا يطلع عليها العامة؟
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.