Tuesday 07 May 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد بيت في ليليباد | 10/09/2015
كان مرتادو "ديزني لاند" في كاليفورنيا، صغاراً وكباراً، يتجولون في بناء غريب من البلاستيك أطلق عليه اسم "بيت الكائنات الفضائية"، أقيم في العام 1957 واستمر عشر سنوات ثم زهدبه الجمهور فأزيل. وقد أرادت إدارة "ديزني لاند" أن تقدم لزبائنها تصوراً لما يمكن أن تكون عليه مساكن المستقبل، فلم يصدقوها. فالناس ينشأون ملتصقين بأنماط المساكن التي شهدت نشأتهم، ويصعب أن يطرأ تغيير حاد وسريع على ما اعتادوا عليه من مساكن قائمة على أسس وأعمدة وسقوف خرسانية. وذلك هو السبب الذي دعا الخبراء للقول بأن مساكن الربع الأول من القرن 21 لن تتغير، وها نحن نرى أنهم صدقوا في ذلك.
 
غير أن هذه الحقيقة لا تُحبط مُخيَّلة نفر من المعماريين الفنانين، يرون أن ازدحام اليابسة بالسكان والتغيرات المناخية الحادة والكارثية عاملان من شأنهما تغيير عادات السكن، والاتجاه إلى تصميمات جديدة للمساكن تستجيب للازدحام وتبدلات المناخ. وهم يمهلوننا إلى منتصف هذا القرن لنرى رواجاً ملموساً لما أبدعوه من نماذج لمنزل المستقبل.
 
لقد بدأنا نتداول بالفعل تعبير"مشردي المناخ" " أو "لاجئي المناخ"، الذين صمم لهم مهندس فنان اسمه فينسنت كاليبوت مدينة أطلق عليها اسم "ليليباد"، ويعني ورقة نبات النيلوفر الدائرية التي تطفو مستقلة بذاتها فوق سطح الماء، كأنها جزر خضراء لها اكتفاؤها الذاتي من الطاقة النظيفة (مصادرها الشمس والرياح والتيارات البحرية والعمليات الحيوية) كما أنها من المدن "الصفرّية الانبعاثات الغازية"، أي أنها لا تحمّل الجو بالمزيد من غازات الدفيئة، التي أدت إلى الكارثة التي حلت بسكانها من لاجئي الشواطئ والجزر الصغيرة الذين أغرقت فيضانات البحار والمحيطات مواطنهم الأصلية. فالأولى بهذه المدن إذاً أن تكون صديقة للبيئة. وسيكون لهذه المدن الليليبادية الطافية ما يشِّبهه مصممها بالجلد، يُصنع من مادة ثاني أوكسيد التيتانيوم التي ستمتص ثاني أوكسيد الكربون من الجو. وستبنى هذه المدن بأحجام صغيرة، بحيث لا تتسع لأكثر من 50 ألف مقيم. وقد روعي في تصميمها التنوع في التكوينات والهيئات الأرضية، إذ ستشتمل على مرتفعات تقطع امتداد منظور مسطح الأرض، وبحيرة اصطناعية لتكوين بيئة يأنس لها سكانها وتعطيهم الإحساس بأنهم على أرض حقيقية وليسوا على تكوين اصطناعي طاف. وستبنى المدن الليليبادية الطافية بالقرب من السواحل "الجديدة"، في مناطق من العالم يتوقع العلماء أن تغرق مياه الثلوج الذائبة سواحلها. وسوف تكون مثبتة إلى قاع المحيط في مواقع إنشائها، وقد تدعو الضرورة إلى أن تتحرك من مكان إلى آخر.
 
ربما يصف البعض هذه الفكرة بأنها غير واقعية، وربما انتُقدت بأنها غير قابلة للتنفيذ. ولكن الجميل فيها أنها تعالج حلاًّ لمشكلة لا تزال الآراء مختلفة حولها، وهي غرق السواحل نتيجة للتغيرات المناخية العالمية. فثمة من يؤيد هذا السيناريو الكئيب، وثمة من يدحضه. فإن قضت مشيئة الله بوقوع هذه الكارثة، سيجد البشر أمامهم أفكاراً كهذه الفكرة، تقدم لهم الحلول المعدَّة ســلفاً، وتساعدهم على تحمُّـل هول الكارثة.
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.