أعلنت وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) عن اكتشاف كوكب جديد، حجمه قريب من حجم كوكب الأرض، ويبعد عن شمسه مسافة تشابه المسافة التي تفصل الأرض عن الشمس، مما يعزز احتمالات وجود الماء فيه. الكوكب المكتشف "كبلر 452 ب" تفصله عن الأرض نحو 1400 سنة ضوئية، وهي مسافة هائلة للغاية إذا ما قارناها مثلا بالمسافة بين الأرض والشمس التي تزيد قليلاً عن ثماني دقائق ضوئية.
تمت ملاحظة هذا الكوكب للمرة الأولى في أيار (مايو) 2014 بفضل معطيات الرصد التي قدّمها التلسكوب الفضائي "كبلر". وبعد عام من المراقبة وتصحيح الأخطاء ومقاطعة النتائج، أعد فريق في وكالة ناسا ورقة بحثية عن منظومة هذا الكوكب وخصائصه التقديرية، تم قبولها في "المجلة الفلكية" في 23 أيار (مايو) 2015، وجرى نشرها بعد شهرين تماماً.
نجد في الورقة البحثية شرحاً عن خلفية اكتشاف الكوكب، واختبارات التحقق من المعطيات، والدراسة الطيفية، وحساب خصائص الكوكب ونجمه المضيف. وقد قام جزء كبير من نتائج هذه الورقة على فرضيات إحصائية وليس على قياسات مباشرة، وذلك لعدم توفر التقنيات الكافية التي تتيح إجراء الدراسات الدقيقة للأجرام الفائقة البعد عن كوكب الأرض.
من النتائج التي قدّرتها الورقة أن قطر الكوكب المكتشف يبلغ 1.6 مرة قطر كوكب الأرض، وهو يدور في المنطقة الداعمة للحياة حول نجم يكبر شمسنا بمقدار 10 في المئة، وهو أقدم منها بنحو بليون ونصف بليون سنة. والقطر الصغير لهذا الكوكب يوفر احتمالية معقولة تتراوح بين 49 و62 في المئة بأن يكون كوكباً صخرياً، وفي هذه الحالة من غير المرجح أن يشبه في تركيبه كوكب الأرض.
صيغة الإعلان عن الاكتشاف، التي نشرتها وكالة ناسا على صفحتها الرسمية في فيسبوك، جرى تعديلها جذرياً أكثر من مرة في غضون ساعة ونصف ساعة، وهذا أمر مستغرب على جهة علمية ومؤسسة عريقة بحجم وكالة ناسا ومن أجل خبر بمثل هذه الأهمية.
على سبيل المثال، قامت ناسا بإبدال عبارة «نحن نعتقد أن هذا الكوكب قد يحوي ماءً سائلاً على السطح، وهو على الأرجح ذو تضاريس صخرية» بعبارة "... يدور في المنطقة القابلة للسكنى، وهي المنطقة حول نجم ما حيث يمكن للماء أن يتجمع على سطح كوكب في المدار..." الظاهر أن غاية التعديل هي حذف عبارتي "نعتقد" و"على الأرجح" اللتين يبدو أن هناك من اعترض عليهما داخل فريق ناسا لأنهما تضفيان موثوقية على الخبر لا تنسجم مع افتراضات الورقة البحثية.
الأسوأ من ذلك أن ناسا أرفقت مع إعلانها رسماً فنياً يظهر بشكل حاسم أن الكوكب المكتشف عبارة عن كوكب صخري تخترقه المسطحات المائية وتغطي الغيوم غلافه الجوي الأزرق، فقدّمت بذلك صورة بصرية مضللة لم يكن ينقصها سوى رسم عدد من مخلوقات "نافي" التي ظهرت في فيلم "أفاتار".
مصادر:
الورقة البحثية حول الاكتشاف والتحقق من الكوكب كبلر 452ب
إعلان ناسا عن اكتشاف الكوكب كبلر 452ب
|