Saturday 28 Dec 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد للمطر تاريخ طبيعي وثقافي | 02/07/2015
أستعد حالياً لترجمة كتاب يرى نفرٌ من الدارسين أنه أول كتاب يحكي قصة المطر، وأنقل لكم بعض انطباعاتي عنه بعد قراءتي الأولى له. مؤلفته هي الصحافية البيئية سينثيا بارنِت، التي يبدو أن طول معايشتها لتاريخ المطر استبدَّ بها لدرجة أنها تبدو في صورتها الشخصية المُفضَّلة لديها تبتسم لخيوط المطر المنهمرة عليها. وقد أعطت كتابها عنواناً هو: "التاريخ الطبيعي والثقافي للمطر" (Rain: A Natural and Cultural History) وفيه إحاطة بدور المطر في تحديد مسارات الحضارة البشرية التي شهدت، على امتداد آلاف السنين، تباينات هائلة في معدلات الهطول أثرت في دورات متواترة من استقرار هذه الحضارة وتدهورها، وتدارسٌ لعلاقتنا المستمرة بالأمطار كظاهرة طبيعية، وهي علاقة تتسم بالدينامية ومثيرة للجدل والنزاع في كثير من الأحيان. كما يتعرض الكتاب لمحاولات الإنسان المستمرة لتغيير وتيرة المطر، ولتسخيره، بدايةً بالتوجه بالصلاة والقرابين إلى آلهة المطر، وأيضاً بالرقصات، وحتى بما يجري حالياً من محاولات لاستخدام ما توفر لدينا من علم وتكنولوجيا للتحكم في الأمطار، جلباً أو منعاً. وقد رأينا الصين، على سبيل المثال، تُطلقُ أكثر من ألف صاروخ محمل بمواد كيميائية مبددة لتجمعات السحب فوق العاصمة بيجينغ، خشية أن تعطل الأمطار مهرجان افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية عام 2008، كما أن لدى الصين أكبر مشروع للاستمطار. وترى المؤلفة أن الأولى بنا أن نتصالح مع المناخ فتعود كل الأحوال لتوازناتها الطبيعية.
 
ومؤلفة الكتاب راوية من الطراز الأول، وهي تنتقي لكتابها حكايات من التاريخ تصف استجابات البشر لظاهرة المطر، منها أصل المعاطف الواقية من الأمطار التي نقلها الأوربيون عن القبائل المكسيكية في القرن السابع عشر، وكانت تصنع من إفرازات لحاء شجرة المطاط التي كان المكسيكيون يطلقون عليها الاسم الشائع الآن "الكاوتشوك"، وقد استغرق تحويلها من مادة شديدة اللزوجة، كريهة الرائحة، إلى مطاط يصلح لصنع معاطف يقبلها الناس زمناً طويلاً، وكان ذلك بمعرفة الكيميائي الاسكوتلندي تشارلس ماكينتوش.
 
وتدلنا المؤلفة في كتابها على أغرب نوع من العطور، له "شذى المطر"، وهي تلك الرائحة المبهجة التي تشيع في أعقاب رخات قصيرة من المطر، وبخاصة في المناطق التي لا تعرف المطر كثيراً، ومصدرها زيوت عطرية هيدروكربونية متطايرة تفرزها النباتات، وتسمى "تربينات". وكان كيميائيان أوستراليان أعلنا في ستينات القرن الماضي اكتشافهما لسر شذى المطر، والحقيقة أن المكتشف الأول له سكان قرية قديمة في شمال الهند تدعى "كانايوج"، اشتهرت بصناعة العطور، وقد اكتسبوا مهارة استخلاص شذى المطر من الأرض، عشية هبوب الرياح الموسمية، وتقطيره وتعبئته في زجاجات، وأعطوه اسم "ميتي أتَّار".
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.