Saturday 28 Dec 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
البيئة والتنمية - خاص سلاح الماء يهدد المدن السورية | 23/06/2015
تتصاعد أزمة مياه الشرب بشكل كبير في عدد من المناطق السورية. ومن غرائب الأمور أن تصل هذه الأزمة إلى درجة إنشاء صفحة على الفيسبوك عنوانها "أخبار المياه في حلب دقيقة بدقيقة"، يتابعها أكثر من 34 ألف شخص.
 
ضمن هذه الصفحة ستجد الكثيرين الذين يشكون همّهم نتيجة انقطاع المياه لفترات طويلة. فالمياه بحسب بعض التعليقات لا تزال مقطوعة في شهر حزيران (يونيو) عن أحياء حلب في المشهد والأعظمية والإذاعة والأكرمية.
 
وفق مصادر رسمية، فإن الانقطاع عائد لانخفاض معدلات ضخ المياه من محطات المعالجة على بحيرة الأسد التي يسيطر عليها "تنظيم الدولة الإسلامية"، بالإضافة إلى التوقفات في محطات الضخ نتيجة عدم توفر مصادر الطاقة في حي سليمان الحلبي وحي باب النيرب اللذين تسيطر عليهما المعارضة المسلحة. وقد تسبّبت هذه الظروف مجتمعة في فرض برنامج تقنين لا يسمح بضخّ المياه إلى المنازل إلا بعد مدد طويلة من الانقطاع المتواصل.
 
بدأ سعي "تنظيم الدولة" للتحكم بالموارد المائية في سورية والعراق منذ مطلع 2013، بالسيطرة على سد الطبقة (سد الفرات) الذي يُعتبر أضخم السدود في سورية والمصدر الأساسي لمياه الشرب والكهرباء لنحو خمسة ملايين مواطن سوري، لا سيما في مدينة حلب. وهو كذلك يوفّر مياه الري لآلاف الكيلومترات المربعة من حقول القمح والشعير في منطقة الجزيرة السورية ومحافظة حلب.
 
أما في دمشق، فتبقى مياه الشرب رهينة المجموعات المسلحة في منطقة وادي بردى التي تفرض سيطرتها على نبع الفيجة، المصدر الأساسي لمياه الشرب في العاصمة ومحيطها. وقد قامت هذه المجموعات منذ أيام بتحويل تدفق النبع إلى نهر بردى وخفض معدلات ضخ مياه الشرب نحو مدينة دمشق، مما ينذر بحصول أزمة مائية كبرى ما لم يتم الوصول إلى تسوية ما.
 
في وادي بردى تحاول الجماعات التابعة لـ"تنظيم الدولة الإسلامية" فرض سيطرتها على نبع الفيجة واستخلاصه من أيدي المجموعات الأقل راديكالية، باعتبار أن السيطرة على هذا النبع يمثّل بشكل أو بآخر سيطرة على شريان حياة العاصمة. وهنا تبدو استراتيجية التنظيم في التحكم بالموارد المائية جزءاً مهماً ضمن استراتيجيته العامة في السيطرة على الموارد الجوفية وحرمان الخصوم منها.
 
تحركات "تنظيم الدولة" باتجاه المناطق جنوب وغرب مدينة حمص لا تخرج كثيراً عن هذه الاستراتيجية. فهذه المناطق تضم نهر العاصي ونبع التنور وآبار دحيريج، التي تمثّل مصادر مياه الشرب لأكثر من مليوني شخص في مدينتي حمص وحماة اختبروا سابقاً انقطاع مياه الشرب لفترة طويلة بسبب الأحداث الأمنية.
 
باستثناء المنطقة الساحلية الغنية بمصادر المياه السطحية والجوفية، يبدو أن جميع المناطق في سورية من شمالها إلى جنوبها ومن وسطها إلى شرقها قد عانت من أزمات كبيرة ومتكررة في مياه الشرب. وكانت معظم هذه الأزمات وسيلة من وسائل الضغط والعقاب الجماعي للمدنيين، واستخدمت كسلاح في الحرب المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، رغم المناشدات المتكررة للتوقف عن استخدام هذه السلاح الذي يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي.
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.