لا يهم أن تفهم الموسيقى الكلاسيكية لكي تسمعها. إن أجسامنا لا تطلب منا أن نكون على علم بمكونات الغذاء حتى تستفيد منه. كل ما تحتاجه لتكون مستمعاً جيداً إلى هذه الموسيقى الراقية هو التدرُّب. لقد ثبت أن الكائنات الأدنى تتأثر بالموسيقى، فما بالك بالبشر، الذين ميزهم الله بجهاز عصبي متقدم يقوده دماغ فائق القدرات؟
أجرت باحثة إيرلندية تجربة لدراسة تأثير الموسيقى على الكلاب، التي ظهرت عليها دلائل الهدوء والطمأنينة عندما استمعت إلى موزار وباخ وبيتهوفن. وانتهت الباحثة من دراستها إلى أن الموسيقى الكلاسيكية تؤدي إلى تقليص الإجهاد وتحسين الأداء وحالة المزاج العام. ونصحت بإذاعة هذه الموسيقى في غرف الانتظار في عيادات الأسنان والمستشفيات والمطارات (وربما جاز لنا أن نضيف مقار الأحزاب السياسية العربية!) وغيرها من الأماكن التي يرتبط التواجد فيها بالقلق والتوتر.
أما الباحثة الأميركية دوروثي ريتاليك فقد اهتمت بالاجابة عن السؤال: هل يتأثر النبات بالموسيقى؟ فجمعت عينات من نباتات القمح والفجل والخبازى والبنفسج، وأذاعت عليها معزوفة على البيانو لمدة 12 ساعة. فماذا حدث؟ كانت زهور البنفسج متهدلة في بداية التجربة، فلم تلبث أن انتعشت، بعد تكرار التجربة لمدة عشرة أيام. ونمت بقية النباتات بصورة طيبة.
بعد ذلك أجرت ريتاليك تجربة أخرى على نبات القرع، فوضعت مجموعة منه في كل من حجرتي مختبرها، وكانت نباتات الحجرة الأولى تستمع إلى موسيقى روك آند رول وفي الثانية إلى موسيقى كلاسيكية. واستمرت التجربة لمدة ثمانية أسابيع. لاحظت الباحثة أن نباتات حجرة الموسيقى الكلاسيكية ظهر عليها الاستمتاع بالموسيقى، إذ نمت متجهة ناحية مصدر الصوت، كأنها تمد أذنيها لتمسع أحسن، في حين أن نباتات حجرة الروك آند رول مالت مبتعدة عن مصدر الصوت، كأنها تحاول الهرب من الحجرة الصاخبة.
ومن نتائج أبحاث الدكتورة ريتاليك:
- تحب النباتات، بشكل عام، الموسيقى الهندية.
- الموسيقى الكلاسيكية تأتي في المرتبة الثانية، خصوصاً موسيقى باخ.
- يستجيب النبات لموسيقى الجاز.
- لوحظ أن بعض نباتات الظل المنزلية يميل في اتجاه مصدر الموسيقى أكثر من ميله في اتجاه ضوء النهار، مع أن الضوء ضروري لإنتاج الغذاء في النباتات. فهل يعني هذا أن صوت الموسيقى له تأثير مماثل، وربما أقوى، من تأثير الضوء في عملية إنتاج الغذاء؟
- لوحظ أن الآلات الوترية خصوصاً الكمان، هي الأكثر تأثيراً على النباتات. لقد ازداد ارتفاع نبات الفلفل بمعدل 90 في المئة، كما ازداد إنتاجه للثمار بنسبة 103 في المئة عن المعدل الطبيعي، عند استماعه إلى عزف على آلة وترية هندية اسمها "فينا" لمدة ثلاثة أسابيع.
|