Friday 17 May 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد كريستوفر كولومبوس أبو اللوجستيات | 04/06/2015
لم يكن كريستوفر كولومبوس مجرد مغامر حالم، بل كان مسلَّحاً بخبرة عملية واسعة بالبحر وفنون الملاحة. فهو ركب البحر في الرابعة عشرة من عمره، ويُروى أن السفينة التي كان يعمل عليها احترقت، فلم ينج من بحارتها إلا من ألقوا بأنفسهم في لُجَّة اليمِّ، وكان هو من بينهم. وبالإضافة إلى الخبرة العملية، كان كولومبوس مطَّلعاً على معارف وثقافة عصره. وكان والد زوجته حاكماً لإحدى جزر البرتغال، ويمتلك مجموعة من الخرائط والوثائق البحرية، عكف كولومبوس على دراستها، فساعدت في بلورة أفكاره الجديدة لاقتحام المحيط المجهول والوصول إلى الشرق الساحر بالإبحار غرباً. إنه فكر "لوجستي" خالص لم يسبقه إليه أحد.
 
أخيراً نجحت مساعي كولومبوس وتمكن من مقابلة ملك البرتغال. قال له إن طرق التجارة البرية بين الشرق والغرب طويلة جداً، ويتعرّض المسافرون فيها للعديد من الأخطار ويتكبدون المشاق، فتأتي معهم بضائع الشرق، مثل الكافور والقرفة والفلفل وجوزة الطيب والحرير، إلى أوروبا وقد ارتفعت كلفتها، فتباع بأسعار باهظة. قال له الملك: "هذا صحيح، فماذا تقترح؟" فبدأ كولومبوس يشرح له أفكاره: "بدلاً من الاتجاه إلى الشرق براً يا مولاي، تأخذنا إليه السفن في المحيط الكبير. ولأن الأرض كروية، فلا بدّ أن هذا المحيط ينتهي عند بلاد الشرق، الهند والصين واليابان". تردد الملك قليلاً وسأل مستشاريه، فقالوا له إن كولومبوس معتوه.
 
لم ييأس كولومبوس، وحمل أفكاره ومشروعه اللوجستي إلى إيزابيلا ملكة اسبانيا، التي كانت تطمع في الوصول إلى الشرق بسحره وذهبه وتوابله. فوافقت على تمويل رحلة ذلك المغامر البرتغالي إلى الشرق... بحراً.
 
في الثالث من آب (أغسطس) 1492 بدأ كولومبوس مغامرته التاريخية، ومعه مئة رجل، على ثلاث سفن هي "نينيا" و"بنتا" و"سانتا ماريا"، وكانت الأخيرة هي سفينة القيادة.
 
وكانت الملكة إيزابيلا كلّفت كولومبوس بأن يسجِّل مشاهداته في يوميات للرحلة، كما فعل قبله الرحّالة ماركو بولو الذي قام برحلة إلى شرق آسيا عن طريق البر وكتب تقريراً عن رحلته عامراً بالغرائب والحكايات العجيبة.
 
ثمة كتابات عديدة حول شخصية كريستوفر كولومبوس. يصوره بعضها كمستكشف وبطل حقق للبشرية إنجازاً كبيراً، فقد كان يقصد فتح طريق بحري لتجارة الشرق، فاكتشف من دون أن يدري أرضاً جديدة هي القارة الأميركية الشمالية والقارة الأميركية الجنوبية (والأمر العجيب أن كولومبوس مات وهو يعتقد أن الأرض التي عبر المحيط إليها هي شرق آسيا). إلا أن بعض المؤرخين لا يرون في كولومبوس إلاّ غازياً، ويجدونه أسوأ من أتيلا زعيم التتار ومن هولاكو المغولي ومن هتلر.
 
أما أنا فأراه أباً للفكر اللوجستي.
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.