Friday 17 May 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد هيّا بنا ننقرض | 21/05/2015
هذه دعوة تقدمها لنا حركة معروفة بالحروف التي تختصر اسمها VHEMT وتُنطق "فيمت"، وترمز هذه الحروف إلى "حركة الانقراض الطوعي للبشر" (Voluntary Human Extinction Movement). وهي ليست منظمة أهلية، بل يمكن اعتبارها توجهاً فكرياً يتبناه نفر من المهتمين بشؤون الحياة على سطح الأرض، ينفون عن أنفسهم أن يكونوا من مبغضي البشر وأعداء النظام الاجتماعي، أو من أنصار المذهب المالتوسي الداعي إلى وجوب ضبط النسل، الذين لا يأبهون لما يحيق بالبشر من كوارث. ويظنُّ الفيمتيون أن دعوتهم إلى التعجيل بانقراض الإنسان هي البديل "الإنساني" لما يتعرض له البشر من كوارث.

وليس لحركة "فيمت" مؤسس محدد، ولكن الذي أعطاها اسمها أميركي اسمه لس نايت، وليس لها رئيس أو متحدث رسمي باسمها. ويدعي الفيمتيون أن عدداً كبيراً منهم كانوا من الدعاة لانقراض الإنسان حتى قبل أن يعرفوا شيئاً عن "فيمت"، وأن لديهم حساً غريزياً بالعدالة، هو الذي يوجههم إلى تحمل مسؤولية هذا الخيار. ويقولون إنهم يُساء فهمهم حين يعتقد البعض أنهم لا بد أن يكونوا كارهين للبشر، وأنهم يريدون أن ينتحر الناس أو يروحوا ضحايا لمجازر بشرية ضخمة. وهم يدعون إلى طريقة أخرى لتقليل أعدادنا، هي الامتناع الطوعي عن إنتاج ذرية، فتنقص أعدادنا تدريجياً إلى أن نتلاشى. ويعتبرون ذلك أفضل الحلول لنا وللكوكب الذي نعيش فيه.

الفيمتيون إذاً هم ضد أي انقراض مقصود لأي نوع. بل إن حركتهم تناهض جهوداً تعمدُ إلى انقراض الأنواع وإبادة البشر، ومنها: إنتاج الأسلحة واستخدامها في الحروب، وإنتاج السموم ومنها البتروكيميائية والنووية، والاستغلال الجائر للموارد الطبيعية والبشرية.

وعندما سُئلوا: هل يخدم أغراضكم ظهور أنواع جديدة من الفيروسات واشتعال الحروب واندلاع المجاعات وتزايد المخلفات السامة؟ كان الجواب أن الحقيقة هي العكس تماماً. فالأوبئة لا تقضي على نوع ما، بل تقويه. البشر على سبيل المثال يفوق تعدادهم 7 بلايين إنسان، ولا يوجد فيروس يمكنه القضاء على كل هذا العدد المنتشر على سطح الكرة الأرضية. وإذا نحن افترضنا أن وباءً ما اكتسح 99.99 في المئة من الناس، فسيبقى منهم 650 ألف إنسان، هم الـ 0.01 في المئة المتبقي، يكتسبون مناعة طبيعية ضد الوباء، ويمكنهم العيش والعودة للتوالد، لتستمر الحياة، وفي أقل من 50 ألف سنة يسترد البشر وجودهم على نحو ما هم عليه الآن. ولكي يبقى تعداد البشر ثابتاً على الوضع الحالي، يجب أن يتعرض 200 ألف إنسان لمرض مميت كل يوم. هكذا، الحل ليس في المعاناة، ولا في الموت، ففيهما أذى.

ومن جهة أخرى، قضى ملايين الناس نحبهم في الحروب العديدة التي مرت بالبشرية، ولم ينقص ذلك من تعداد البشر، بل إن الحروب تشجع كلاً من المنتصر والمهزوم على العمل لاستعادة ما فقده من قوة بشرية.
 
إذاً، لمصلحة الحياة على سطح الأرض، ليس أمامنا نحن البشر إلاَّ أن ننقرض طوعاً.
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.