Sunday 19 May 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد أكذوبة النرجيلة | 27/02/2015
اعتدتُ تدخين السجائر في فترة تجنيدي بالجيش. فلما قاربت نهايتها، تخلصتُ من هذه العادة السيئة، بدافع اقتصادي. ولكني رأيت أن يكون انقطاعي عن تدخين السجائر عبر تدخين النرجيلة، التي هي، حسب الاعتقاد الشائع، أخف ضرراً من السجائر، فالمياه التي يمر من خلالها الدخان تصفي محتوياته من الكيماويات الضارة. وبعد شهرين من تدخين النرجيلة، مرضت. وعادني أحد أصدقائي من الأطباء، فما إن أخبرته بحكاية النرجيلة حتى ثار في وجهي، وقال معنفاً: "هل يضع إنسان عاقل ماسورة عادم في فمه؟"
 
وها هي دراسة منشورة حديثاً تثبتُ عدم صحة الاعتقاد بأن النرجيلة أكثر أماناً من السجائر.
 
أجرى الدراسة فريق من الباحثين في الجامعة الألمانية - الأردنية في الأردن، قاموا بتحليل أربع عينات من التبغ المطروح في الأسواق المحلية، تمثل العلامات التجارية والنكهات الأكثر شعبية في البلاد. وذلك للتعرف على نوعية وكمية المواد الكيماوية في مادة التبغ ذاتها، وفي الدخان الناتج عن احتراقها، الذي يأخذ طريقه عبر خرطوم النرجيلة، بعد أن يختلط بما فيها من ماء، إلى الجهاز التنفسي للمدخن. ووجد الباحثون أن التبغ والدخان يحتويان على عدد من المعادن الثقيلة، شملت النحاس والحديد والكروم والرصاص واليورانيوم. وتبينوا أن ماء النرجيلة لا يحتجز سوى 3 في المئة فقط من هذه العناصر الخطيرة، التي يصل 75 في المئة منها مع الدخان إلى رئتي المدخن.
 
والنرجيلة وسيلة تدخين تاريخية عالمية الانتشار، مع اختلاف تصمياتها. وثمة تقارير تشير إلى تزايد انتشارها. وفي دراسة سابقة، أوضحت إدارة صحية أميركية أن نسبة 15 إلى 17 في المئة من طلبة المدارس الثانوية، وأكثر من 40 في المئة من طلاب الجامعات في الولايات المتحدة يدخنون تبغ النرجيلة.
 
والثابت، من خلال دراسات سابقة، ارتباط تدخين النرجيلة بزيادة احتمالات التعرض للإصابة بسرطان الرئة وسرطان الفم ومشاكل في الجهاز التنفسي. ولا يأتي الخطر من التبغ فحسب، فإن احتراق الفحم في النرجيلة يتخلف عنه بنزين، يتطاير متخذاً طريقه مع الدخان إلى فم المدخن. وثمة علاقة وثيقة بين البنزين وسرطان الدم.
 
وفي محاولة لتجميل وجه النرجيلة، كأن تدخينها مسألة وجودية ملحة، ظهرت في الأسواق نرجيلة إلكترونية لا يستخدم فيها تبغ ولا فحم، فهي مزودة ببطارية كبطارية الهاتف الجوَّال، وتستخدم كبديل للفحم في النرجيلة التقليدية لنحو خمس ساعات، قبل أن يعاد شحنها. وتحل مكان التبغ قارورة من البلاستيك فيها مركَّب ذو نكهة يختارها المدخن (تفاح، عنب، كرز...) تتصاعد عند التسخين في هيئة بخار، يختلف تماماً عن الدخان الناتج عن احتراق التبغ على الفحم في النرجيلة العادية.
 
الطريف في الأمر أن المروجين للنرجيلة الإلكترونية راحوا يتمسحون بالبيئة في برامجهم الدعائية، زاعمين أنها نرجيلة صديقة للبيئة.
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.