Saturday 18 May 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
رجب سعد السيد مغامرات تهجيـن الأسـود والنمـور | 02/05/2015
الكائنات الهجينة ليست غريبة على الإنسان. ثمة مئات الأنواع من النباتات الهجينة، والعديد من الحيوانات المهجنة. ولعل أقرب حيوان هجين نعرفه هو البغل، نتاج التزاوج الاستثنائي بين الحصان والحمار. ولا يقدم الإنسان على إجراء عمليات تهجين للكائنات الحية إلاَّ لغرض إنتاج كائن "هجين" تتجمع فيه صفات محمودة مطلوبة، أو للتخلص من صفات مرذولة.

غير أن ذلك لا ينطبق – كما نظن - على مغامرات تم فيها تهجين بين حيوانين مفترسين هما: الأسد والنمر، لإنتاج نوعين من الحيوانات المهجنة: "نِمْسَـد"  (Liger) عند التزاوج بين أنثى نمر وأسد، و"أَسَــمْر" (Tigon) عند التزاوج بين ذكر نمر ولبؤة. وقد أعطينا لهذه العمليات صفة "مغامرات" لأنها تجرى دون مباركة من الجانب الأكبر من علماء الحياة، في نطاق ضيق، ولأغراض المتعة الشخصية والتجارة المحدودة، أو هكذا يبدو الأمر حتى الآن.

يبلغ وزن النمسد البالغ قدر وزني أمه وأبيه معاً، ويمكنه التهام 15 كيلوغراماً من اللحم النيء في اليوم الواحد، وله بقايا من عفرة أبيه. ويشبه الأَسْمر النمسد، وإن كان يقل عنه حجماً ووزناً. والأسامير أقل عدداً من النماسد، فالمربون لا يقبلون على إنتاجها، ربما لأن مظهرها أقل غرابة من مظهر النماسد. ومن أشهر الأسامير "جافا" الذي يعيش في حديقة خاصة في ولاية وسكونسن الأميركية، وهو يجيد لعب الكرة.

ولا يزيد عدد النماسد الموجودة في العالم حالياً عن 30 نمسداً، ومع ذلك فإنها غير مدرجة في قائمة الكائنات المهددة بالانقراض. فوجودها، بالأساس، ليس طبيعياً. بل إنها لا تعد "نوعاً"، حسب أصول علم تصنيف الكائنات الحية، إذ لم تأت نتيجة معايشة النمور والأسود في الطبيعة، فهما مختلفا الطباع.

النمور، على سبيل المثال، تميل للتوحد والانعزال، بينما تعيش الأسود في مجموعات. ولا يتزاوج هذان النوعان في البرية، وإنما جاءت النماسد والأسامير استجابة لرغبة نفر من البشر المولعين بالحيوانات الغريبة المظهر والطبع، يقتنونها في حدائق حيوان خاصة بهم، أو يتاجرون بها. غير أن أحد العاملين في هذا المجال يحكي عن حالات تزاوج غير متعمدة جرت بين نمور وأسود تم الجمع بينهما في الحبس، كحالة الأسد "بارني" والنمرة "تروبيت"، اللذين أخضعا للعيش في نطاقين متداخلين، على أمل مراقبة سلوكياتهما، فلم يلبثا أن تعلق أحدهما بالآخر و"تزوجا" وأنجبا عدداً من النماسد.

ويعترض العلماء على هذه الأعمال التي تنتج عنها كائنات غريبة جاءت من اتحاد صفات وراثية متنافرة، فتعيش عرضة للإصابة بالعمى وضعف القلب والصمم، ويكون عمرها قصيراً. وقد لاحظ أحد المهتمين بتجارب إنتاج النماسد والأسامير أن النمسدين اللذين يتعهدهما بالرعاية قد أصبحا، بعد زمن قصير من ولادتهما، يمشيان بمشقة، ويعانيان ارتجافات الرأس. وعلى رغم أن أحد الوالدين يكون نمراً أو نمرة، والنمور تنتمي لفصيلة القطط، إلا أن ذريتهما من النماسد والأسامير لا تبدي تعاطفاً أو تفاعلاً مع أفراد هذه الفصيلة. لذلك، لا يمكن المخاطرة بإطلاق نمسد أو أسمر إلى الحياة الطبيعية بين الوحوش الحقيقية في البرية.
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.