Monday 29 Jul 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
فاروق الباز إللى عمل الثورة يكمّلها | 02/04/2013
 لقد أثبت شباب مصر أنهم طاقة لا يستهان بها. خرج الشباب في يناير ٢٠١١ رجالاً ونساء، مسلمون وأقباط، طلبة وعمال، وإجتمعت كلمتهم في كل ربوع مصر. اعتلت أصواتهم مطالبة بتغيير حكم فردى سلطوى تشوبة اللامبالاة ويتفشى فيه الفساد والتركيز على استمرار الوضع القائم مهما كان مهيناً للوطن و للغالبية العظمى من الشعب. إتسمت ثورتهم بالسلمية والإلتزام مهما كانت العواقب والتي اشتملت على إستشهاد عشرات منهم. قد انبهر العالم أجمع بثبات شباب مصر أمام القهر بسلمية وإصرار حتى تهاوي النظام.
 
بعد مرور أكثر من عامين على ثورتهم، لا يجد الشباب ما كانوا يأملونه من وحدة الشعب وحكمة القيادة وصفاء سماء المستقبل. لذلك فهم حيارى بين داعم للنظام الإخواني و معارض لكل أوصافه. يحيّر الشباب غياب مخطط مقبول وواضح لخلق قيادة رشيدة توصل الوطن إلى الازدهار الذي قامت من اجله الثورة. ولا يجد الشباب مكاناً مؤثراً في التجمعات السياسية التي تتصف بالشجار الدائم دون جدوى.
 
لذلك علي شباب مصر التوجه إلى وسائل أخرى تؤهل مساراً اّمناً تجاه مستقبل افضل. عليهم أيضاً الإيمان بأن العمل الثوري الحقيقى هو الذي ينتج عنه ازدهار الأمه و الذى يتطلب الإجتهاد في سبيل إرتقاء الشعب بأكمله. هذا يعني ان على شباب مصر إكمال المسيرة للوصول إلى الغرض المنشود.
 
لان طلبة وطالبات الجامعات المصرية كانوا في مقدمة من قاموا بالثورة فعليهم أن يستمروا في القيادة والريادة. عليهم الثبات في المقدمة بغض النظر عن الإمكانيات المتاحة أو الظروف الصعبة. أهم ما يستطيع الشباب القيام به هو العمل الجماعي المجتمعي. لابد ان يكون العمل جماعياً لان عصر الفردية قد اثبت فشله فشلاً ذريعاً، كذلك لابد ان يكون العمل مجتمعياً لان هذا يؤثر على شريحة واسعة من المواطنين وهو أهم ثمار الثورة.
 
في كل العصور على اختلاف ظروفها تكونت جمعيات طلابية في الجامعات المصرية ونجحت هذه نجاحًا باهرًا في تحقيق أغراضها بالمحيط الجامعي. عصرنا الحالي يتطلب إقامة جمعيات طلابية تطوعية للعمل الدؤوب خارج الحرم الجامعي لخلق مجتمع افضل بالعمل بين شريحة واسعة من الناس، وعلى سبيل المثال في الميادين التالية:
 
١- محو الأمية (تحت شعار: إللي إتعلم عليه يعلم)
تدل الإحصائيات على أن نسبة الأمية في مصر تزداد مع الوقت. من لا يقرأ و لا يكتب لا يستطيع معرفة حقوقه ولا السبل المثلى للحصول عليها، أي لا يستفيد من الحرية و الديموقراطية التي نأملها. لذلك فالمشاركة في محو أمية الصغار والكبار هي احدى ركائز العمل المجتمعي الذي يتطلبه العصر. يمكن لمجموعات من الطلبة والطالبات تعلم كيفية تعليم القراءة والكتابة بمساعدة أستاذة اللغة العربية بجامعاتهم. يأتي بعد ذلك تدبير وسائل للنقل تؤمنها كلياتهم من وإلى الأماكن التي تعج بمن يود التعلم بالمدن والعشوائيات والقرى القريبة منها. نحن "أمّة إقرأ" لان القراءة تؤهل التديّن الصحيح والمواطنة الصالحة. كذلك فإن قرب الطلبة والطالبات من المجتمع يحقق إحترام قدراتهم. اضافة الى ذلك فإن ازدياد نشاطهم بين الناس يؤهل تمثيل العامة سياسياً في المستقبل.
 
٢- تطهير النيل ( تحت شعار: مصر هبة النيل)
ليس هناك من شك ان نهر النيل و فروعه و ترعه هي السبب الأساسي للحياة في أم الدنيا وفي ثبات حدودها على مدى آلاف السنين. الشعار المذكور هو ما أهداه لنا المؤرخ اليوناني "هيرودوت" في القرن الخامس قبل الميلاد بعد أن تعرف على تبجيل أهل مصر القديمة لنيلهم. علينا اليوم ان نعيد اهتمامنا بهذا النهر العظيم وتأمين طهارة مياهه وخاصة لأن الكثير من أبناء و بنات مصر يشربون منها مباشرة.
 
علينا ان نتذكر أن في مصر القديمة لم يكن يتحقق للفرد ما يقابل دخول الجنة إلا إذا أقر:" أنا لم ألوث النهر". لذلك يعتبرهذا العمل التطوعي بواسطة مجموعات شبابية مشروع حيوى يعيد الاهتمام بمياه النيل و تطهير جوانبه و فروعه و قنواته التي توصل الحياة إلى كل المدن والقرى. لا بد لنا ان نعيد إحترامنا وتبجيلنا لهذا النيل الخالد.
 
٣- تجميل القرى( تحت شعار: قريتنا هي عنواننا)
تمثل القرية منذ آلاف السنين مصدر الخير في مصر. للأسف الشديد إختفت القرى من خرائط التنمية البشرية والاقتصادية والبيئية خلال عقود الحكم الفردى الغابرة. لابد من العودة إلى الاهتمام بالقرى إبتدأ بمظهرها. ولا شك في ان كل طالب وطالبة بجامعات مصر (التي تنحصر في المدن الكبرى) يمكنهم إعادة تاريخ الأسرة إلى قرية ما. يلزمنا إذاّ مجموعات طلابية تذهب بين آونة وأخرى إلى قرى قريبة من جامعاتهم لإصلاح طرقها أو تحسين مبانيها أو بناء أنديتها وما إلى ذلك من رفعة شأنها وإعادة مكانتها.
 
٤- نظافة مصر (تحت شعار: جمال البيئة فى نظافتها)
قد عانت البيئة كثيرا في مدن مصر وقراها من إلقاء النفايات و القاذورات في الشوارع والميادين وحتى في افنية المدارس والجامعات. عدم اهتمام الناس بمظهر بلدهم ينعكس على مظهرهم. المواطنة الصالحة لا بد ان تعمل بمقولة "النظافة من الإيمان". لقد أثبت شباب مصر حرصهم على نظافة الميادين التي تجمعوا فيها اثناء الثورة لإهتمامهم بالبيئة. لذلك فعلى مجموعات طلابية ان تحشد الطاقات لجعل مصر بلداً عنوانه النظافة. هذا امر مهم جدا لجذب السياحة مرة أخرى لدعم إقتصادنا.
 
هذه المقترحات هي أمثلة فقط لما يمكن أن يفعله طلبة وطالبات الجامعات المصرية في وقت الفراغ في سبيل رفعة الوطن ورقي أهله. المشاركة في مثل هذا النشاط الجماعي المجتمعي أولاً يزيد من تعرف الشباب على صفات الوطن ومشاكل أهله، و ثانياً يحقق تعرف العامة على امكانيات الشباب وخبراتهم وغيرتهم على الوطن. هذا يعني أيضاً أنه عندما ينخرط نفر من هؤلاء الشباب في العمل السياسي مستقبلاً يتحقق نجاحهم بدعم من عامة الناس.
 
إضافة الى هذا كله فإن العمل التطوعي في سبيل إزدهار الوطن يزيد من الثقة بالنفس وإحترامها. في نفس الوقت يحقق هذا الجهد مستقبل أفضل لمصر وأهلها جميعاً. لقد كان ذلك هو الغرض الأول والأخير لثورة 2011 ومنه ينبع النداء: "إللي عمل الثورة يكمّلها".
 
 
د. فاروق الباز، مدير مركز الاستشعار عن بعد  في جامعة بوسطن - الولايات المتحدة الأميركية.
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.