Monday 29 Jul 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
عبد الهادي النجار صيف الشرق بلا ماء | 02/07/2014
تشهد بلدان الشرق الأدنى، وبشكل خاص سورية والعراق، صيفاً قاسياً هذا العام يتّصل بالوضع المائي إلى جانب تداعيات أحداث الصراع العنيفة في هذين البلدين. فمعدلات الهاطل المطري تدنّت في الكثير من المواقع إلى ما دون 30 في المئة من معدّلات الهطل الوسطية السنوية، مما أدّى إلى تناقص كبير في مناسيب الأحواض المائية وانخفاض معدّلات تدفّق الأنهار.

يبدو أن حالة الجفاف التي تشهدها المنطقة ستكون أقسى بكثير من حالة الجفاف التي حصلت قبل سبعة أعوام ولا تزال آثارها ممتدّة حتى الآن. فعلى سبيل المثال، بلغت غزارة مياه نبع الفيجة الذي يغذّي العاصمة السورية دمشق وريفها 2.83 متر مكعب في الثانية بتاريخ 4 أيار (مايو) 2014، وهذا يعادل ثلث غزارة مياه الشرب التي تحتاج إليها مدينة دمشق والجزء المخدّم من ريفها.

أجبرت فترات انقطاع المياه الطويلة سكان مناطق عدّة من مدينة دمشق وريفها على شراء المياه من الصهاريج، حيث يعادل سعر المتر المكعب من المياه (غير الموثوقة لغرض الشرب) ما بين 7 و9 دولارات أميركية. أي أن الموظّف من أبناء هذه المناطق قد يصرف راتبه الشهري كاملاً لتأمين المياه، بعد تراجع قيمة صرف الليرة السورية مقابل الدولار إلى نحو 30 في المئة مقارنة بأسعار الصرف مطلع عام 2011.
وممّا ساهم في تفاقم مشكلة مياه الشرب في سورية حالات التخريب والارتهان التي طالت شبكات جرّ المياه ومحطات الضخ نتيجة الأوضاع الأمنية. وقد تسبب ذلك في قطع المياه بشكل متواصل لأيام وأسابيع طويلة في مدن عدّة مثل حلب وحماه وحمص.

واعتبر عدد من الخبراء والمسؤولين في لبنان وسورية أن حالة الجفاف الحالية شبيهة بحالة الجفاف التي أصابت المنطقة عام 1932. والمقارنة هنا تستند إلى الهطولات المطرية وغزارة الينابيع والأنهار. ولكن لا يمكن عكس حالة التشابه هذه على الحاجة الفعلية إلى المياه، في ظل زيادة عدد السكان خلال هذه الفترة واتساع رقعة الأراضي المزروعة وتنامي الاستثمارات الصناعية والخدمية.

من ناحية أخرى، القطاع الزراعي هو المتأثّر الأكبر بحالة الجفاف، خاصةً الزراعات البعلية كالقمح والشعير في أراضي حوضي الفرات ودجلة. ومما ساهم في تصعيد هذه الأزمة الأعمال الحربية وسيطرة المجموعات المسلحة على عدد من أهمّ المنشآت المائية في سورية والعراق.

يُضاف إلى ما سبق استمرار تركيا في تنفيذ السدود ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول التنموي، المعروف اختصاراً بمشروع GAP الذي تسبب هذا العام في تراجع تدفق المياه في نهر الفرات اعتباراً من منتصف نيسان (أبريل) وقطع مياه النهر بشكل تام في منتصف أيار (مايو) ولعدة أسابيع.

إن بلدان هذه المنطقة حسّاسة بشكل كبير لأزمات المياه نتيجة عمل القسم الأكبر من أهلها بالزراعة. وهذا الارتباط المصيري مع الماء تظهر تبعاته منذ القدم، فأول حرب موثّقة في العالم بسبب الماء جرت بين مدينتي لجش وأوما السومريتين (في جنوب العراق) قبل 4500 عام. وغالباً ما تسبّبت سنوات الجفاف عبر مراحل التاريخ المتعاقبة بحالات هجرة واسعة وتراجع في فرص العمل ومشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية. فأي عواقب ستشهدها المنطقة نتيجة هذا الجفاف؟ وهل سيكون حطباً يغذي النيران المشتعلة حالياً؟
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.