لقد أصبح من الواضح أن الأفكار البناءة الداعمة التي تم تطويرها منذ بعض الوقت بشأن عملية مؤتمر الأطراف قد تم تفسيرها بشكل خاطئ في سياق اليوم - لذلك نريد أن نجعل قناعتنا لا لبس فيها:
إن عملية مؤتمر الأطراف هي وسيلة أساسية لا يمكن الاستغناء عنها لدعم التغيير المتعدد الأطراف ومتعدد القطاعات والنظامي الذي نحتاج إليه بشدة. الآن أكثر من أي وقت مضى.
نحن حلفاء ملتزمون بهذه العملية ومناصرون لها - ونقدم دعمنا الكامل للجهود الإيجابية الجارية لتعزيزها بشكل أكبر لعصر التنفيذ الجديد الذي ندخله.
كما أظهرت الأمم المتحدة والدول والموجة الهائلة من الجهات الفاعلة غير الحكومية - نحتاج جميعاً إلى مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين لتقديم القيادة التي يريدها الناس والمجتمعات والشركات ويحتاجون إليها بشدة.
يريد قادة المناخ العالميون أن ينجح مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين لكنهم يدعون إلى إصلاح عاجل للعملية
أصدرت مجموعة من العلماء البارزين والمدافعين وقادة السياسات رسالة مفتوحة إلى الأمين التنفيذي لأمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ، سايمون ستيل، بينما يجتمع زعماء العالم في باكو لحضور مؤتمر الأطراف التاسع والعشرين. إن الموقعين على هذه الرسالة هم أصدقاء مؤتمر الأطراف ويؤمنون بالدور المهم الذي لعبته اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ، وستستمر في لعبه، في ضمان الطموح بشأن تغيُّر المناخ. لا شك أن تغيرُّ المناخ يشكل تحدياً عالمياً ويجب حله من خلال المفاوضات المتعددة الأطراف، جنباً إلى جنب مع الطموح على المستوى الوطني من خلال المساهمات المحددة وطنياً. لقد أرست اتفاقية باريس وقرارات مؤتمر الأطراف اللاحقة أساساً قوياً للإطار السياسي العالمي بشأن العمل المناخي. الآن، يجب أن نعمل معاً بإلحاح وهدف، لتحويل مؤتمر الأطراف المناخي حتى يتمكن من اتخاذ قرارات استراتيجية وموجهة نحو العمل وخاضعة للمساءلة لتحقيق نطاق الطموح المتناسب مع التحدي المحدد لعصرنا.
من بين الموقعين ساندرين ديكسون ديكليف، الرئيسة التنفيذية لـ Earth4All والسفيرة العالمية لنادي روما، ويوهان روكستروم، مدير معهد بوتسدام لأبحاث العمل المناخي، وبان كي مون، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، وكريستيانا فيغيريس، الأمينة التنفيذية السابقة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ، وماري روبنسون، الرئيسة السابقة لأيرلندا.
لقد تم تحقيق تقدم كبير من خلال عملية مؤتمر الأطراف، بما في ذلك اتفاقية باريس التاريخية واتفاقيات إنهاء إزالة الغابات. ومع ذلك، تسلط الرسالة الضوء على قيود العملية الحالية عندما لا تكون الأطراف مستعدة لسن التغييرات السريعة واسعة النطاق المطلوبة الآن بشكل عاجل للحدّ من الاحتباس الحراري إلى عتبة 1.5 درجة مئوية. تنص الرسالة على أنه "من الواضح الآن أن مؤتمر الأطراف لم يعد مناسباً للغرض". "نحن بحاجة إلى التحوُّل من التفاوض إلى التنفيذ".
تأتي الرسالة في أعقاب تصريحات من رئيس الدولة المضيفة لمؤتمر الأطراف 29 بأن النفط والغاز "هدية من الله"، والأخبار التي تفيد بأن أحد مسؤولي رئاسة أذربيجان لمؤتمر الأطراف كان يستخدم الحدث للتقدم بصفقات تجارية للوقود الأحفوري. 132 من مسؤولي شركات الوقود الأحفوري حاضرون في مؤتمر الأطراف 29 على شارات رئاسة أذربيجان ومفاوضات مؤتمر الأطراف تبتعد أكثر فأكثر عن الطموح.
قالت ساندرين ديكسون ديكليف، الرئيسة التنفيذية لـ Earth4All والسفيرة العالمية لنادي روما: "نحن بحاجة إلى عملية مؤتمر الأطراف التي تؤمن تقدم ولا تؤخر. "نطالب بمؤتمرات الأطراف التي تشكل منصات لطموحات الحكومات وأصحاب المصلحة، وليس تمكين عقود الطاقة الأحفورية وانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي المتزايدة. بعد 28 مؤتمراً للأطراف، انتهى وقت المفاوضات التي لا تعزز العمل والتنفيذ. يعتمد استقرار الكوكب على المساواة والعدالة وتخفيف حدة الفقر لمعالجة أعظم التحديات الوجودية في عصرنا".
يحذّر الموقعون من أنه لم يعد بإمكاننا استبعاد إمكانية تجاوز 2.9 درجة مئوية من الاحترار بحلول عام 2100. وقال يوهان روكستروم: "كوكب الأرض في حالة حرجة. لقد عبرنا بالفعل ستة حدود كوكبية. لا تزال هناك فرصة لهبوط آمن للبشرية، لكن هذا يتطلب عملية سياسة مناخية عالمية يمكنها تحقيق التغيير بسرعة هائلة وعلى نطاق واسع".
وتعلّق كريستيانا فيغيريس: "في مؤتمر الأطراف الأخير، تفوّق عدد جماعات الضغط في مجال الوقود الأحفوري على ممثلي المؤسسات العلمية والمجتمعات الأصلية والدول الضعيفة. لا يمكننا أن نأمل في تحقيق انتقال عادل دون إصلاحات كبيرة لعملية مؤتمر الأطراف تضمن التمثيل العادل لأولئك الأكثر تضرراً".
وتأتي الدعوة إلى الإصلاح في أعقاب تقارير تحذّر من زيادة انبعاثات الكربون العالمية، وتدهور أحواض الكربون، والخسائر البشرية والاقتصادية غير المسبوقة المرتبطة بالمناخ.
يقترح الموقعون سبعة إصلاحات رئيسية لضمان مؤتمر الأطراف الذي يمكنه الوفاء بالتزامات المناخ المتفق عليها وضمان التحوُّل العاجل في مجال الطاقة والتخلُّص التدريجي من الوقود الأحفوري:
- تحسين عملية اختيار رئاسات مؤتمر الأطراف: نحتاج إلى معايير أهلية صارمة لاستبعاد البلدان التي لا تدعم التخلُّص التدريجي/الانتقال بعيداً عن الطاقة الأحفورية. يجب على البلدان المضيفة أن تثبت مستوى طموحها العالي لدعم أهداف اتفاق باريس.
- تبسيط عملية الاجتماعات من أجل السرعة والحجم: يجب تحويل اجتماعات مؤتمر الأطراف إلى اجتماعات أصغر وأكثر تواتراً وموجّهة نحو الحلول لتسريع العمل والسماح بالتعديلات في الوقت المناسب بناءً على النتائج العلمية الناشئة والظروف العالمية المتغيرة.
- تحسين التنفيذ والمساءلة: يجب تعزيز عملية مؤتمر الأطراف بآليات لمحاسبة البلدان على أهدافها والتزاماتها المناخية.
- التتبع القوي لتمويل المناخ: مع صرف تمويل المناخ بشكل متزايد كقروض بفائدة، هناك حاجة إلى تعريفات موحدة لما يعتبر تمويلاً للمناخ، إلى جانب آليات الإبلاغ والتتبع.
- تعزيز صوت العِلم الموثوق: يتشارك الموقعون على الرسالة في مخاوف متزايدة من أن مؤتمرات الأطراف بشأن المناخ لا تدمج بشكل كافٍ أحدث الأدلة العلمية ويدعون إلى دمج هيئة استشارية علمية دائمة رسمياً في هيكل مؤتمر الأطراف.
- الاعتراف بالروابط بين الفقر وعدم المساواة وعدم استقرار الكوكب: تؤكد الأبحاث الجديدة من لجنة الأرض ومن Earth4All على الروابط المهمة بين عمليات التغيير البيئي والاجتماعي. وتدعو الرسالة إلى تعيين مبعوث لسياسة المناخ والفقر لضمان ترسيخ هذه الروابط الحاسمة في المفاوضات وإجراءات التنفيذ.
- تعزيز التمثيل العادل: مع تفوُّق عدد جماعات الضغط في مجال الوقود الأحفوري على عدد الممثّلين العلميين والسكان الأصليين والدول المعرضة للخطر في مؤتمرات الأطراف السابقة، هناك حاجة إلى قواعد شفافية وإفصاح أقوى وإرشادات واضحة تتطلب من الشركات إثبات التوافق بين التزاماتها المناخية ونموذج أعمالها وأنشطة الضغط.