Saturday 21 Dec 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
شيريل لوتجين أحبوا الأرض الآن | 20/03/2024
وجبة الغداء جاهزة؟ تم. الباب الخلفي مُغلق؟ تم.
 
الجميع استيقظوا، ارتدوا الملابس، تناولوا الفطور؟ تم، تم، تم.
 
لكنني ما زلت أشعر وكأنني نسيت شيئاً ما. تجول عيناي في المطبخ بينما يقف مراهقان يشبكان ذراعيهما عند الباب الأمامي، وينظران إلى أجهزتهما المتوهّجة. أتفحّص مجموعة الأجهزة الوامضة والأطباق المتّسخة في الحوض... ثم أتذكر.
 
لم أفعل شيئاً واحداً للتكفير عن وجودي الذي يعمل بالوقود الأحفوري، والذي يستهلك الماء خلال الجفاف، ويولّد النفايات البلاستيكية. أمسكتُ بمفاتيح السيارة قبل أن أسمح لنفسي بالتفكير في الأمر مرة أخرى. "لكنني أقوم بإعادة التدوير!" أصرخ رافعة قبضة يدي وأنا في طريقي للخروج من الباب، مما أعطى المراهِقَيْن سبباً آخر ليتذمروا منّي.
 
لا أستطيع أن أفهم تماماً كيف وصلتُ إلى هذا المستوى من اللاوعي البيئي. أتذكّر الاحتفال بيوم الأرض أول مرّة بملصقات ملوّنة. ووثَّقَت كُتبي في المرحلة الإعدادية للعصر البيئي الجديد، من خلال الطيور التي قتلتها مادة الـ دي. دي. تي.، وتدمير بيئة الأنهار بسبب نفايات المصانع، وقطع الغابات بسبب الأمطار الحمضية. وطبعاً لم يرُق لوالدي قيامي بتثبيت مفاتيح الإضاءة في منزلنا على وضع "إيقاف التشغيل" لتوفير الطاقة. ولكن حتى في حينه، شعرت أنه كان علي أن أفعل شيئاً ما.
 
بعد سنوات، وفي اليوم الأول من برنامج للتدريب الروحي يستمر لمدة سنة، أرسلنا المدرّب إلى الخارج لنجلس مع الطبيعة. راقِبوا، استمِعوا، اشعُروا، كونوا. أخذتُ الأمر بقليل من السخرية.
 
كان الحزن الكبير الذي ألمّ بي إثر وفاة والدتي المفاجئ هو ما دفعني للشروع في هذا النوع من البرامج، وهو خروج حاد عن عقود من اكتساب العلم من خلال الكتب. لم يكن أي شيء في كل سنوات دراستي قد أعدّني للتعامل مع فقدان والدتي/صديقتي. وكما تراجعت يد محبوب، امتدت يد محبوب آخر. فدعتني الحبيبة كايت للانضمام إلى برنامج "كاهنة العصر الحديث". وقد استجاب قلبي للنداء، حتى عندما كان عقلي يخشى هذا الغوص في المجهول الكبير.
 
عقلي الواعي، المعتاد على تولي المسؤولية، كان يعارِض كل تمرين. التأمل، الكونداليني يوغا، الصلاة، التنفُّس الشاماني - لم تمنح أي من الممارسات قشرتي الأمامية الدور الرئيسي الذي شعرت أنها تستحقه. ولكن التمرين المسمى "الجلوس مع الطبيعة" كان أكثرها تحدياً بالنسبة لي. مشيت لفترة طويلة في احتجاج صامت على أمر المدرّب بالجلوس. أخيراً، وصلت إلى بستان شجر الليمون، وفكّرت في قتل الوقت من خلال تدوين يومياتي عن الإحباط الذي كنت أشعر به.
 
كان طنين نحلة واحدة، وهي ترقص بنمط غير قابل للتمييز، مما يشير إلى رمز لم أتمكن من فك شفرته، كافياً لتشتيت انتباهي. ثم حلّقت النحلة على زهرة شجرة ليمون، وهي زهرة صغيرة جداً لم أكن لأراها لولا النحلة التي كانت تشير إليها مثل سهم مضيئ، "أنظري هنا". بعد لحظات، طارت النحلة بعيداً، فكتبت: "نحلة تحلّق بنمط معيّن. استقرت على زهرة صغيرة. ثم انسحبت بعيداً. ربما ذلك يعني أن ألاحظ انشغالي وأحصل على قسط من الراحة. تقديراً لأصغر تعابير الجمال. ثم يمكنني العودة إلى العمل".
 
بعد فترة طويلة أخرى مملة، رنّ الجرس الذي يدعونا للعودة إلى غرفة التدريب. قدّم طلاب آخرون تقارير مفصّلة عن تجارب مؤثرة مع الطيور والحشرات والأشجار والسُحُب، وقد تأثر بعضهم لدرجة البكاء. لكن عندما قدّمت تجربتي المختصرة، بصوت رتيب، شعرت وكأنني طالبة متوسطة القدرات بين أعضاء فريق من العباقرة.
 
في وقت ما بعد انتهاء التدريب، اشتكيت من الانزعاج الذي تسببه ممارسات "الجلوس مع الطبيعة" إلى زميلتي وصديقتي. فصاحت الدكتورة إيلي (وهي أيضاً أختصاصية موهوبة في الوخز بالإبر): "شيريل، أنت من تأتين من تلك التمارين وتلخّصين معنى الحياة في بضع جُمَل!"
 
وقع هذا كضربة قوية على جمجمتي السميكة. لقد كانت تبالغ بالتأكيد، لكنني لن أخوض معركة مع شخص يغرز الإبر. إلا أن ملاحظتها أكّدت صحة رؤيتي بطريقة لم أسمح بها من قبل. ربما، ربما فقط، توجد حكمة أعمق تتجاوز ما علّمتني إياه جميع دروس العلوم، ومختبر الهندسة، وممارسة القانون. لا أقصد أن أتجاهل أي حكمة، مهما كانت مكتسبة؛ هناك الكثير من الألغاز لتكون انتقائية إلى هذا الحدّ.
 
أهمس في داخلي طالبة الإرشاد، من خلال أي رُسُل متاحين، إلى فِعلٍ واحدٍ بسيطٍ لتكريم الأرض كل يوم، وهو أمر لدي الوقت والمال، ونعم، الرغبة في تحقيقه. وأتعهد بتكريمها كيفما جاءت، سواء كان ذلك عن طريق نحل العسل أو الحمام الزاجل. سأغلّفها بالقشرة الواقية لحبي لغابات الخشب الأحمر، والجداول الصافية، ولأطفالي. أختتم هذه الصلاة المرتجلة بكلمات الامتنان لجميع الذين ألهموا هذه الرحلة.
 
أُخرِج مفكّرتي وأكتب "أحبوا الأرض الآن" في أعلى كل صفحة للأسبوع المقبل، ثم أغلقها قبل أن يتمكن المتهكِّم الذي في داخلي من السخرية. ثم أركب سيارتي وأقودها لمسافة ميل واحد لاصطحاب الأطفال من المدرسة، مع القليل فقط من الذنب.
 
كل فصل في هذا الكتاب هو لقطة لمحاولاتي السير عبر الخط الرفيع بين الوعي البيئي والجنون البيئي. أشارك هذه القصص ليس لتوضيح ما يجب على أي شخص آخر فعله. أنا بالكاد أُبقي رأسي فوق المياه المرتفعة بسبب ذوبان الجليد. أشارك من منطلق التضامن مع أي شخص آخر يكافح لمعرفة ما يجب فعله.
 
لأن محاولة القيام بكل ما تحثّ عليه الأفلام الوثائقية الخضراء وأحدث توصيات "أفضل عشرة من أجل الكوكب"، هي وصفتي للجنون. هناك حدود لما يمكنني تحقيقه بالموارد المتاحة مباشرة - وتأجيل العمل حتى "الوقت المناسب" في وقت لاحق يعني تأجيل السلام.
 
إن محاولة حشر نفسي في الوصفة البيئية لشخص آخر تعني أيضاً تجاهل تحركات قلبي وروحي، اللذين لديهما حكمتهما الفريدة لنقلها. القلب والروح يتوقان للاهتمام الفوري.
 
كيف يدعوك قلبك وروحك إلى المساهمة والعيش والتواجد؟ أنت فقط يمكنك أن تدرك ذلك. إمنح نفسك الوقت والرحابة لاكتشاف العبارات التي تحثّك على اتخاذ إجراء ما.
 
بركات الرحمة والشجاعة والنعمة يا عائلة الأرض.
 
 
عن الكاتِبة
إن حب شيريل لوتجين العميق للأرض وأملها في مستقبل مشرق لأطفالها يغذي شغفها للاستجابة لتحديات عصرنا بالقلب والأمل والفكاهة والممارسة الروحية. تكتب لوتجين لتشارك تجاربها حول التأرجح بين الاهتمام بالأرض والجنون البيئي، ليس لأنها فهمت كل شيء، ولكن تضامناً مع أي شخص آخر يتخبّط في طريقه لعيش حياة أكثر وعياً.
 
إنها تستمد من خبرتها كجيولوجية ومحامية وربّة عمل وزوجة وأم لتشق طريقها للخروج من هاوية اليأس البيئي. إنها تسعى للحصول على العزاء من حكماء الطبيعة الذين يكشفون عن الحكمة التي تحتاجها للتنقل في مسار أكثر محبة للأرض.
 
 
لمزيد من المعلومات عن الكاتِبة
 
 
 
للحصول على الكتاب
 
Love Earth Now
Publisher: Turner Publishing
ISBN-10: 1633536254
ISBN-13: ‎978-1633536258
 
 
 
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.