Monday 29 Jul 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد الملاريا تعود! | 12/06/2014
أذاعت وكالات الأنباء مؤخراً خبراً صغيراً تـاه في ســـيل الأخبار السياسية والاقتصادية التي تتابع أحداثاً تعصف بأمن العالم واقتصاده، فلم ينتبه إليه أحد، على رغم أنه يمس الأمن والاقتصاد العالميين في الصميم. يقول الخبر: "ألغت منظمة الصحة العالمية الحظر المفروض على استخدام المبيد السيئ السمعة المعروف بالحروف الأولى التي تختصر صيغته الكيميائية "د. د. ت." لمكافحة الملاريا، بعد أن دام سريانه أكثر من 30 عاماً".

فقد عاد طفيل الملاريا يعيـث في الأرض ويصيب 270 مليوناً من سكانها كل عام، يصل عدد الحالات الحادة فيهم إلى مئة مليون، ويموت منهم سنوياً مليونان، حسب أخف التقديرات. وثمة تخوفات من أن يزداد توحش المرض ويرتفع عدد ضحاياه في السنوات القليلة المقبلة، نتيجة توافد أعداد ضخمة من البشر إلى المناطق الموبوءة بالملاريــا، هرباً من الجفـاف في مواطنهم، أو ســعياً إلى تملُّك الأراضـي في تلك المناطق، أو طلباً للنجاة من الحروب المحلية أو الاضطهــاد السياسي. ومن جهة أخرى، أحالت الفيضانات التي تضرب مواقع عديدة من العالم مساحات كبيرة من الأراضي إلى مستنقعات ترتع فيها أسراب البعوض. كما لوحـظ أن خطط مقاومة الملاريا تجاهلت مساحات ضخمة من القارة الأفريقية مليئة بالمستنقعات، التي هي مرابي البعوض.

ومع أن الملاريا مرض قديم، إلا أن مصدره ظل مجهولاً حتى نهاية القرن التاســع عشـــر، وبالتحــديد في العــــام 1880، حين تعـرَّف الطبيب الفرنسي شارل لافيران إلى طفيل الملاريا، وكان يفحص عينة من دم أحد مرضـاه. ثم جاءت الأبحاث التالية لتؤكد العلاقة المعقدة بين البعوضة والطفيل المسبب للمرض الذي يصيب الإنسان فيدمر قواه، وقد يميته. وتمكن الباحثـــــون من رصد وتعريف عدة أنواع من طفيل الملاريا، وهو من الأوّليات الوحيدة الخلية (بروتوزوا)، كان أكثرها شيوعاً بلازموديوم فيفاكس وأشــدها فتكاً بالإنســـان بلازموديوم فالســـيبارام.

يعود وباء الملاريا إلينـا في حال من الانتعـاش والتوحُّــش، وقد صار قادراً على مقاومة العقاقير التي كانت تقضي عليه في الماضي. فالتقارير الطبية ونتائج الأبحاث تشير إلى أن ســلالات من البلازموديــوم طـوَّرت قدراتهـا المناعيـة ضــد الأدويـة، مما جعل نفراً من العلماء يرى أن الحال الآن أسوأ مما كانت في خمسينات القرن العشرين.

ومن فضل الله ونعمته أن بعض الناس أُوتـوا القدرة على مقاومة هذا الطفيل الشرس إذا لدغتهم البعوضة التي تحمله، فهم يولدون متمتعين بقدرة كريات الدم الحمراء على التصدي للطفيل، فلا تظهر عليهم أعراض الحمــى. وثمة مجموعة أخرى من البشر يكتسبون المنعة ضد الملاريا، تدريجياً، بعد أن يصابوا بالطفيل عدة مرات. فإذا كُتـب لهـم أن ينجــوا منه، اكتسـبت أجسامهم القدرة على مقاومته إذا عادوا للتعرض له. وتكثر حالات "اكتساب المناعة عبر تعدد مرات الإصابة بالملاريا" في المناطق الموبوءة بالطفيل، كما في غرب كينيا. فالأطفال الذين تتكرر إصابتهم بطفيل بلازموديوم الملاريا هناك، ويفلحون في الوصول إلى مرحلة الشباب والرجولة، لا يمرضون بالملاريا بقية حياتهم.
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.