"إس إيه بي" تساعد المؤسسات على التجديد بطريقة مبتكرة لتصبح مؤسسات ذكية ومستدامة وناجحة، بحسب المهندس أحمد الفيفي، نائب أول للرئيس لمنطقة شمال الشرق الأوسط في إس إيه بي
من الواضح أنّ إدراك المؤسسات في الشرق الأوسط يزداد باتجاه أهمية وجود الاستدامة في صميم النماذج التي تقوم عليها أعمالها التجارية. ففي الوقت الذي نفخر به برؤية مشاريع ضخمة صديقة للبيئة يتم العمل بها حالياً مثل مدينة "نيوم" ومشروع البحر الأحمر، إضافة إلى إطلاق مبادرات وطنية كـ مبادرة السعودية الخضراء التي تهدف إلى تخفيض انبعاثات الكربون في السعودية إلى مستوى صفر بحلول عام 2060، قد يكون تجسيد هذا الموقف وبلورته ليس بالسهولة المرجوّة، عدا عن أنّ الاستدامة غالباً ما يُنظر إليها بتوجّس من حيث الربحية التجارية باعتبارها تتعارض معها بحسب المفهوم التقليدي. لكن لشركة "إس إيه بي" رأياً مختلفاً، فهي تركّز على سُبُل جعل الاستدامة "مُرادفاً مُستداماً" للربحية.
وقد أشارت دراسة أجرتها شركة "إس إيه بي" إلى أنّ مزيداً من المؤسسات في الشرق الأوسط وحول العالم ترى ضرورة تبنّي استراتيجيات خاصة بالاستدامة. وذكرت المؤسسات المشاركة في الدراسة أنّ أهم المحفّزات على اتباع استراتيجيات خاصة بالاستدامة تتمثّل في الحفاظ على القدرات التنافسية وتحقيق الأرباح، علاوة على الضغوط المتزايدة من العملاء.
وجاءت دراسة "إس إيه بي" العالمية الجديدة حول الاستدامة، والتي حملت العنوان "الموجة الثانية"، أو "إس إيه بي ويف 2"، لتبني على نتائج دراسة أولى مماثلة أجريت العام الماضي، ودراسة مشتركة أجريت حديثاً بالتعاون مع أكسفورد إكونوميكس، وجمعت بيانات من 6,669 من مؤسسات قيادية في 29 قطاعاً و40 دولة من مناطق بينها الشرق الأوسط. ووجدت الدراسة أن أكثر من 60 في المئة من قادة الأعمال أدركوا أن للاستدامة تأثيراً معتدلاً أو قوياً في قدراتهم التنافسية وفي قدرتهم على تحقيق الأرباح على المدى الطويل، كذلك أظهرت أن طلب العملاء بوصفه محفزاً للاستدامة قد ارتفع سبع مرّات في العام 2022 مقارنة بالدراسة الأولى التي أجريت في 2021.
إننا في "إس إيه بي" مستعدون لمساعدة المؤسسات على تجسيد هذا السيناريو المثالي، حيث أننا نستفيد مما تعلمناه في مسيرتنا الخاصة نحو الاستدامة. لذلك وقبل الخوض في السُبُل التي يمكننا عبرها معاونة المؤسسات على تحقيق أهدافها المرتبطة بالاستدامة، لنستعرض معاً بعض إنجازاتنا في هذا المجال:
· التزمت "إس إيه بي" بتسريع خطواتها نحو تحقيق الحياد الكربوني، فقرّبت التاريخ المحدد للوصول إلى هذا الهدف والأهداف المناخية الأخرى من العام 2050 إلى 2030، وذلك بما يتماشى مع اتفاقية باريس، أي أبكر بعشرين عاماً كاملة.
· تقود الشركة استراتيجية طويلة الأجل لـ "تخضير" عملياتها في جميع أنحاء العالم، بما يشمل استخدام الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة لتشغيل مراكز البيانات والمباني الخاصة بها في جميع أنحاء العالم، والذي بدأ منذ العام 2014، مع توسعة المستهدف بمرور الوقت ليشمل مراكز البيانات الخارجية (المواقع المشتركة ومواقع الحوسبة الفائقة).
· في العام 2018، أعلنت "إس إيه بي" عن نيّتها زراعة خمسة ملايين شجرة بحلول العام 2025 ورفعت الآن هذا الهدف إلى 21 مليون شجرة بحلول نهاية العام نفسه.
وبينما نحن متحمّسون لتحقيق هذه الأهداف وغيرها، فإن العمل مع المؤسسات في الشرق الأوسط يزيدنا إلهاماً لتمكينهم من النجاح في مبادراتهم الخاصة بالاستدامة من أجل الصالح العامّ. إنّ التقنيات الحديثة عامل تمكين وأداة تسريع لمساعدة المؤسسات من جميع الأحجام وفي كل القطاعات على تحقيق أهدافها المتمثلة في الحدّ من الانبعاثات، وذلك بتجديد طريقة حساب انبعاثات الكربون وإدارتها على امتداد سلاسل التوريد والعمليات المؤسسية. وليست "هيتاشي" و"يونيليفر" و"كولجيت-بالموليف" سوى أمثلة قليلة على علاقات تعاون ناجحة تلهم المؤسسات الأخرى لوضع أهداف طموحة مرتبطة بحماية المناخ.
وإن كانت "إس إيه بي" معروفة بالحلول التي تعزز الربحية عبر زيادة الكفاءات وتقليل التكلفة الإجمالية للملكية، فهي حريصة أيضاً على وضع تدابير الاستدامة في جميع جوانب هذه الحلول. بمعنى آخر، فنحن نساعد المؤسسات من خلال الربط بين البيانات والعمليات التجارية لتضمين الاستدامة في جميع وظائف الأعمال. وبهذه الطريقة، نربط المؤسسات على شبكات موثوق بها لمشاركة المعلومات وتسريع العمليات التجارية المستدامة.
إنّ الفكرة تكمن في إنشاء منظومة عالمية من الشركاء وعلاقات الشراكة التي تساعدنا على توسعة نطاق التأثير ليشمل المؤسسات من جميع الأحجام والقطاعات في جميع أنحاء العالم.
وعلاوة على دمج الشركة مقاييس الاستدامة في الحلول، فقد طورت أيضاً برامج مصممة خصيصاً لإدارة الاستدامة لدى العملاء؛ ومن ذلك الحلّ SAP Cloud for Sustainable Enterprises الذي يتيح مجموعة واسعة من التطبيقات المؤسسية الخاصة بالاستدامة، والتي يمكن لكل مؤسسة تنفيذها بمرونة وفقاً لمتطلبات الاستدامة الخاصة بها.
إن الحلّ الخاص بحساب انبعاثات الكربون SAP ProductFootprint Management يساعد المؤسسات على فهم انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من العمليات المرتبطة بمنتجاتها، وتحليلها، للتمكّن في نهاية المطاف من تقليلها، أما الحلّ SAP Responsible Design and Production، الخاص بعمليات التصميم والإنتاج المستدامة، فيمكّن المؤسسات من أن تصبح أكثر قدرة على التدوير في عملياتها.
وعلاوة على ذلك، يتيح لنا الدور الذي نلعبه في "إس إيه بي" والمتمثّل بالمساعدة على إدارة سلاسل التوريد المعقدة حول العالم، تشجيع المؤسسات على تسريع انتقالها إلى الاقتصاد الدائري.
في الختام، دعونا نفكّر في تأثير مبادرات الاستدامة الناجحة في سمعة العلامات التجارية، التي تلعب أيضاً دوراً في جعل الاستدامة مربحة، والربحية مستدامة!
إن قدرة الحلول التي ذكرناها على تمكين المؤسسات من قياس فاعلية مبادرات الاستدامة ورفع التقارير الدقيقة بشأن نتائجها للعملاء والمستهلكين والشركاء، يمنح هذه المؤسسات ميزة تنافسية قوية، هذا علاوة على أنّها تضمن القدرة على الصمود والازدهار في عالم ينصبّ فيه تركيز المستثمرين والمستهلكين على المعايير البيئية والاجتماعية ومعايير الحوكمة.
|