Monday 29 Jul 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد !أنا وحاجز الصوت | 30/01/2014
كاتب هذه السطور واحد من مئات الملايين في العالم الذين مر بهم يوم الرابع عشر من تشرين الأول (أكتوبر) 2007 من دون أن يشعروا بأن ثمة ما يستحق التوقف أمامه، لأنهم نسوا أنه الذكرى الستون لواحد من الأحداث الاستثنائية في تاريخ البشرية، أو لعلهم لم يكونوا يعرفون أنه في مثل هذا اليوم، قبل ستين عاماً، حطَّم الإنسان حاجز الصوت.
 
عندما استوقفني خبر هذه الذكرى في مجلة Cosmos Update أحسست أن في الأمر جانباً يخصني، على نحو ما. فقد توافق تحطيم حاجز الصوت في الطيران مع ذكرى مولدي، فقد كنت أنهي، في ذلك التاريخ تقريباً، عامي الستين. وخلال هذا العمر ركبت الجو مرات عديدة، وكنت في كل مرة أكابد مشاعر الخوف من ركوب وسيلة مواصلات تعمل ضد قوانين الجاذبية الأرضية، مخلوطة بأحاسيس الامتنان لتلك الكتلة الضخمة من سبائك الألومنيوم التي ترتفع بي، ومعي مئات من المسافرين، بأمتعتهم، فتقهر قوة الجاذبية، وتنطلق على ارتفاع آلاف الأقدام، غير مبالية بالعوائق الأرضية من جبال وأنهار وحدود سياسية، تطوي المسافات طيّاً بسرعة مئات الكيلومترات في الساعة.
 
إننا ننطق تعبير "تحطيم حاجز الصوت" ببساطة بالغة، غير مدركين لقيمة هذه الخطوة الفائقة في تطوير "ركوب الجو"، أو الطيران، الذي يستحق أن نصنفه في المقدمة من قائمة أعظم إنجازات الحضارة البشرية. ولقد تحقق هذا التطور بخطى متسارعة. فبعد عشرات القرون من التطلع إلى الفضاء من خلال الأساطير وأوهام القوة، ومحاولات فردية مميتة لتقليد الطيور، تحقق حلم الإنسان بركوب الجو حين ارتفع الأخوان رايت بأول طائرة آلية ذات جناحين في بداية القرن العشرين (عام 1903). وقبل انقضاء نصف قرن على ذلك، عام 1947، تمكن الرائد تشارلز ييجار، في سلاح الجو الأميركي، من تجاوز سرعة الصوت بطائرته "بيل – إكس 1" على ارتفاع 45 ألف قدم من سطح الأرض. وتبلغ سرعة الصوت في الوسط الهوائي الاعتيادي 340 متراً في الثانية، أي 1026 كيلومتراً في الساعة، وقد اصطلح على أن تسمى "ماخ 1" وكانت سرعة "بيل - إكس 1 1200 كيلومتر في الساعة، أي أنها تجاوزت سرعة الصوت بنحو مئتي كيلومتر في الساعة.
 
وقد أبت وسائل الإعلام الأميركية، المنقوعة في توجهات العولمة، إلاَّ أن تحتفل بالذكرى من خلال "فرد"، متمثل في الرائد ييجار، متجاهلة ما تراكم من إضافات في مجال محاولات الطيران، منذ إيكاروس الأسطوري صاحب أجنحة الشمع، مروراً بالمغامر الخيالي إبن فرناس، إلى الأخوين رايت. وعلى أي حال، لا بأس في الاحتفاء بالرائد تشارلز ييجار، الذي تقزمت مهارته كطيار مقاتل خاض العديد من المعارك الجوية ضد الطائرات الهتلرية في الحرب العظمى الثانية، أمام جسارته وهو يقود طائرته ذات المحركات الصاروخية التي حقق بها إنجازه العظيم، كسر جدار الصوت.
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.