Monday 29 Jul 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
منتدى البيئة
 
رجب سعد السيد ثورة السيارات الثانية... سيارة بلا سائق | 12/12/2013
أما الثورةُ الأولى فكانت منذ قرن أو يزيد، وتمثلت في الإنتاج الواسع النطاق للسيارات، الذي تسبب في انقلابات عديدة في مجالات الأعمال التجارية المختلفة، بدايةً من أنشطة صانعي السيارات أنفسهم، وظهور مجالات خدمية جديدة، كالمواقف والكاراجات ومحطات تعبئة الوقود وصالات العرض التي تبيع السيارات وتستبدلها.
 
وظهرت أنواع من الأنشطة التجارية بدافع انتشار استخدام السيارات داخل المدن، وفي ما بينها، مثل تخصيص باحات لوقوف السيارات، وموتيلات وهي فنادق صغيرة تنشأ على الطرق السريعة على أطراف المدن وتجهز لاستقبال المسافرين وسياراتهم، ليقضوا ليلتهم ثم يستأنفون السفر في اليوم التالي. كما شجعت السياراتُ الشركات التجارية الكبرى على إنشاء أسواق ضخمة ومراكز تسوق خارج المدن.
 
وعززت سهولة الانتقال بالسيارة انتشار الضواحي، فاتسعت رقعة المدن، واستغل الواعون من ملاك الأراضي والمشتغلون بالإنشاءات المعمارية ذلك في تحقيق ثروات ضخمة. وامتدت الفائدة إلى العاملين في إنشاء الطرق وصيانتها.
 
أما الخاسرون بسبب الثورة الأولى للسيارات فيأتي في مقدمتهم الحدادون والبيطاريون وصانعو العربات التي تجرها الجياد ومالكوها. فقد بارت تجاراتهم وكسدت أعمالهم بوصول السيارة، التي أزاحت الخيول والبغال جانباً، فانخفض عددها في الولايات المتحدة على سبيل المثال من 26 مليوناً عام 1915 إلى ثلاثة ملايين عام 1960.
 
وأما ثورة السيارات الثانية فإنها لم تحدث بعد، وإن كانت مقدماتها تلوح في الأفق، وسيكون عنوانها: سيارة بلا سائق. لا أحد يستطيع الجزم بموعد ظهور هذه الإضافة الخارقة في عالم السيارات. ويعتقد المسؤولون في شركة "غوغل" لصناعة هذه السيارات أن السيارة الجديدة ستأتي في خلال عقد من الزمن. ويجري العاملون في الشركة تجارب تحاط بسياج منيع من السرية على السيارة التي لا تحتاج إلى من يقودها. كما يبشر تقرير لمركز بحوث السيارات في ولاية ميشيغان الأميركية إلى أن السيارة الجديدة آتية بأسرع مما نعتقد، مؤكداً أن السيارة التي توجه نفسها ذاتياً ستكون لها آثار أعمق مما جاءت به السيارة العادية قبل مئة سنة.
 
ويتوقع بعض الخبراء أـن تكون هذه السيارة طوق النجاة لصناعة المحركات من حالة ركود تنتظرها، أو بدأت تمر بها حالياً. إذ ينتاب القلقُ صانعي السيارات من بعض علامات تحول سلبية، مثل هوس المراهقين هذه الأيام بالهواتف الخليوية التي تتطور كل يوم، فلا يلتفتون، كما كان يفعل آباؤهم، إلى السعي للحصول على رخصة قيادة والتخطيط لشراء أول سيارة. ويتخوف أرباب صناعة السيارات من أن تكون علاقة الحب التقليدية التي تنشأ بين الأجيال الطالعة والسيارة آخذة في التلاشي. كما يقلق صناعة السيارات أن استخدام السيارة في المدن المكتظة بالسكان ربما وصل إلى ذروته.
 
لقد كانت لثورة السيارات الأولى تبعاتها، فهل يمكنك التنبؤ بتبعات الثورة الثانية؟
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.