Sunday 01 Sep 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
عبد الهادي النجار همّة يا شباب... دفعة بسيطة ونصبح من الدول المتوحشة | 16/07/2013
شاءت الظروف أن تجعلني في صفوف الحاضرين ضمن ندوة عن الدول المتقدّمة والدول النامية، حيث كان همّ المحاضر أن ينال بالنقد من الدول المتقدمة التي استعمرت دول العالم الثالث واستغلّت خيراتها، معتبراً أن كل جهل هذه الدول وتخلفها يعود إلى سبب خارجي وحيد هو تسلط دول الشمال.
 
وباعتبار أن القضايا المتطرّفة هي أرضٌ خصبة للتناقضات، توجّهت للمُحاضر بالسؤال: "بلادنا كيف تُصنّف؟ أهي من الدول المتقدمة المتوحشة أم من الدول النامية المتخلفة؟"
 
أصحيحٌ أن كل ما بنا من تخلف هو حصيلة عقود أو قرون من الاستعمار؟ أم أن المشكلة فينا، وأن "الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم"؟ لماذا استطاعت دول محطّمة أن تنهض من تحت الأنقاض وتحقق الرفاهية لأبنائها ولم نستطع نحن؟
 
الأرقام التي توردها التقارير التأشيرية تدل على مواطن الخلل بشكل صريح. فتقرير التنمية البشرية الذي صدر مؤخراً يكاد يقرن ترتيب الدول العربية على سلم التنمية مع معدّلات الدخل الوطني، وهذا مؤشّر جيّد في صالح الدول العربية الغنية التي تعمل على رفاهية مواطنيها، ولكنه في الوقت ذاته مؤشّر سيئ على عجز بقية الدول - باستثناء لبنان وتونس - في تحقيق التنمية على رغم العوائق المادية.
 
في المقابل، نجد أن أداء معظم الدول العربية ضمن مؤشّر البصمة البيئية سلبي، بل أن الدول العربية الغنية نفسها التي حققت نتائج طيّبة على مؤشّر التنمية البشرية هي من أكثر الدول استنزافاً لمواردها الطبيعية. أي أن وضع الدول العربية هو إحدى حالتين: إما دول عاجزة عن تحقيق التنمية، وإما دول ناهضة ولكن بشكلٍ غير مستدام، وهاتان الحالتان تعكسان تردّياً في "الإدارة الرشيدة" للموارد المادية والبشرية لدى الدول العربية.
 
صديقي المحاضر الذي بدا أنه وقع في "حيص بيص" التصنيفات، قام برسم خط أفقي على اللوح خلفه، فاصلاً الدول المتقدمة التي تقع أعلى الخط عن الدول النامية التي تقع أسفله، معتبراً أن بلادنا تقع أسفل الخط مباشرة، أي في طليعة الدول النامية، وبتعبير بليغ أوجز: "دفعة بسيطة ونصبح من الدول المتقدمة".
 
نعم، على رغم من تسطيحه للمشكلة، فإن المُحاضر لم يخطئ عندما اعتبر أن قاطرة التنمية في الدول العربية متوقفة حالياً، وهي بحاجة إلى "دفعة بسيطة" كي تدخل في مصاف الدول المتقدمة. ولكن هل هذا التوقف هو نتيجة خلل بسيط في الدارات الكهربائية، أم أن المشكلة أكبر وتتطلب تنزيل المحرِّك؟
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.