لم أحضر اجتماعاً تنموياً إلا ونمت فيه. أحياناً أقاوم، لكنني غالباً أنام.
لقد نمت في اجتماعات حكومية. نمت والمانح يراقب. نمت في اجتماعات استغرقت 15 دقيقة، وفي اجتماعات حضرها ثلاثة مشاركين فقط. نمت في كل اجتماع للموظفين. ولم أعبئ مرة استمارة لتقييم أي ورشة عمل، فعندما يتم توزيع الاستمارات أكون قد غفوت.
شخرت في اجتماعات نقلتها محطات التلفزيون، وشاهدت وجهي الخامل في الصحف وفي تغريدات تويتر. تدلى رأسي مرات لا تحصى وأنا جالسة على منصة مرتفعة كضيفة شرف، ومرتين وأنا أدير جلسة. وحصل أن أغمضت عيناي وأنا أتحدث على المنبر.
اجتماعات الأمم المتحدة هي الأسوأ. في هذه الاجتماعات أجلس أبعد ما يمكن إلى الوراء، مطرقة رأسي وحاجبة عيني بيدي كما لو أنني أفكر بعمق أو أتفحص أجندتي. وكثيراً ما ألفّ وشاحاً حول عنقي كي لا يقطر لعابي عندما يسيل.
وعندما تعقد اجتماعات بلغات لا أفهمها، استسلم كلياً. أضع كومة من بطاقاتي الشخصية أمامي، وأقول للجالسين قربي إنني أعاني من صداع، وألقي وجهي على الطاولة وأغيب.
جربت كل شيء أعرفه لأبقى مستيقظة: القهوة، وخز اليدين والرجلين، الحكاك، التخيلات الجامحة، كتابة الطرائف والرسم على هوامش أجندة الاجتماع، تحريك أصابع قدمي واحداً واحداً، قياس مدى قدرتي على حبس أنفاسي.
أعرف أن هذا السلوك مشين، لكن الخطأ ليس خطأي. لا يهم مقدار الطاقة التي أدخل بها قاعة المؤتمر، فلدي استجابة نوم "بافلوفية" لشاشات العرض ولعبارة "أريد أن أضيف أن..."
الموت المطلق هو في النقاش الجماعي. هنا يرديني الملل. ترى، لماذا يستمر الناس في الكلام عندما لا يكون لديهم ما يقولونه؟ قل ما تريد باختصار، ثم اصمت. قد يكون إغفائي استجابة نفسية لإدراكي أن ثمة من يهدد حياتي.
ومن يهتم أصلاً؟ لن يقرأ أحد محضر الاجتماع في أي حال. ولن يقرأ أحد تقاريري. بياناتي ملفَّقة، وصوري مسروقة من إنستغرام، ومراجعي أبحاث أجراها فلان وفلان، ولا يُلاحظ أحد شيئاً من ذلك.
أنا واثقة بأنني لست الشخص الوحيد في اجتماعات شؤون التنمية الذي يغرز ملاقط الورق تحت أظفاره كي لا يستغرق في غيبوبة. أراهن أن الملل يغلب كثيرين إلى حد النوم. يوماً ما، سوف أبقى مستيقظة فترة كافية لأثبت ذلك.
دارا باسانو اسم مستعار لكاتبة تنشر تعليقاتها في صحيفة "غارديان" البريطانية
|