سألت الطفلة أمها: "لماذا لم تكن الدينوصورات تقرأ الكتب؟" استغربت الأم السؤال ونظرت إلى ابنتها بتعجب، فتابعت الصغيرة: "أخبرتنا المعلمة اليوم أن الدينوصورات لم تكن تهوى القراءة، وعلينا أن نأخذ العبرة مما حلّ بها: من دون العلم والمعرفة قد ينقرض الإنسان كما انقرضت الدينوصورات".
ضحكت الأم واحتضنت ابنتها، ثم أخذت تتخيل مجتمعاً من الدينوصورات المثقفة، وتتصور نوعية الكتب التي ستفضلها هذه الكائنات. بدلاً من رواية "الفيل الأزرق" للكاتب أحمد مراد ستكون هناك رواية "الأباتوصور الأحمر". وبدلاً من رواية "1984" للكاتب جورج أورويل سنجد رواية "84 مليون سنة قبل الميلاد". أما كتاب "بنادق وجراثيم وفولاذ" للعالم جارد دياموند فسيصدر تحت عنوان "أنياب ومخالب وحوافر". وبطبيعة الحال، سيكون هناك الكثير من الكتب التي تصلح للقراءة في العصر الجوراسي من دون حاجة إلى تغيير حرف واحد فيها!
في السوق، لم تتوقع الأم أن تأخذ ابنتها مسألة الدينوصورات بكل هذه الجدية، ووقفت محتارة ماذا تفعل فيما الصغيرة تشد يدها متجهة نحو المكتبة. نظرت إلى الدراهم القليلة المتبقية معها، ثم أجرت حسبة بسيطة كانت نتيجتها أن شراء كتاب علمي من النوعية الجيدة لطفلتها لن يبقي معها من المال ما يكفي لشراء لوازم وجبة دسمة للغداء.
قررت الأم هذه المرة أن تستجيب لطلب ابنتها، على أن تفكر لاحقاً كيف ستتدبر مسألة الطعام في البيت.
في اليوم التالي، كانت الطفلة سعيدة وهي تستعرض بين رفيقاتها في المدرسة كتابها الجديد عن الدينوصورات الذي اشترته لها أمها. وانتبهت المعلمة للجلبة التي أثارها التلاميذ المدهوشون بالصور الملونة الجميلة التي احتواها الكتاب. وعندما عرفت المعلمة سبب الجلبة نادت صاحبة الكتاب وسألتها: "هل تعلمين يا صغيرتي أسباب انقراض الدينوصورات؟"
وقفت الطفلة بثقة وأجابت: "لم أكمل قراءة الكتاب بعد، ولكني أعرف أن الدينوصورات انقرضت لعدة أسباب. فهي لم تكن تهوى القراءة، ولذلك لم تتسلح بالعلم الذي كان سيحميها من الأخطار كما أخبرتني. وهي أيضاً كانت تأكل الكثير من اللحوم والدجاج، ولم تأكل الفول المدمس الذي كان سيحافظ على صحتها كما أخبرني أبي".
|