Wednesday 04 Dec 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
رجب سعد السيد الأشجار وفتاة المختبر | 12/05/2016
تلفت الأرقام الكبيرة انتباه الناس، وتثير دهشة بعضهم. فما بالك إن تعددت أمامك هذه الأرقام المدهشة، التي شغفتْ بها عالمة يجتمع في تخصصها علما البيولوجيا والجيولوجيا؟ هي هوب جاهرن، التي ترى أن العلم هو في حقيقته غرام بالأرقام، وهذه علاقة تتبدى كأوضح ما تكون في عالم النبات، على نحو ما ورد في كتابها الصادر حديثاً "فتاة المختبر" الذي يحكي مسيرتها في مختبرات البحث العلمي.
 
تستقبل المؤلفة قارئها بالأرقام منذ الفقرة الأولى في كتابها، حيث تشير إلى أن نسبة كتلة نباتات الأرض إلى كتلة حيواناتها هي 1000 إلى 1، وأن نصيب المواطن الأميركي الواحد 200 شجرة، ويبلغ عدد الأشجار في الحدائق القومية الأميركية 80 بليون شجرة. وتقول جاهرن إنها منذ فوجئت بهذه الأرقام زهدت في أن تعرف غيرها.
 
المدهش في هذه العالمة الكاتبة أنها تتعامل مع المادة العلمية غير المستساغة لكثير من عامة القراء كأنها تتحدث عن أغانٍ وأساطير. فيدهشك مثلاً وصفُها لخشب شجرة ما بأنه ذاكرتها، ولأول ورقة تتخلق على عود نبتة بأنها فكرة جديدة تبزغ. وتشبّه شجرة الصفصاف بفروعها الكثيفة المسدلة بالأميرة "رابونزيل"، تلك الشخصية الخيالية في أفلام والت ديزني الكرتونية، التي كانت حبيسة قلعة وأطلقت شعرها الطويل لينزلق عليه رفاقها السجناء ويفرّوا من القلعة. وعندما تتحدث عن العلاقة التكافلية بين فطر وشجرة لا تنمو في غير وجوده بجوار جذورها في التربة، فإنها تستدعي علاقة الصداقة التي تربطها بشريكها في المختبر، وليس على القارئ أن يخمن من تكون الشجرة ومن يكون الفطر، فهما متكافلان.
 
وتبدو الكاتبة متحققة تماماً من أننا لم نعد نأخذ أمور الأشجار مأخذ الجد. وتعتبر أن بقاءها في خريطة الحياة على سطح الأرض حتى الآن هو نتيجة تمتعها بقوى بارعة حفظتها من العدم، وربما أيضاً بسبب عجزنا نحن البشر عن اجتثاث جذورها تماماً. لكن نشاطنا الاجتثاثي لا يخفى على أحد، فنحن سادرون في أنشطة كفيلة بالتخلص من كل أشجار كوكبنا في غضون 600 سنة.
 
كتاب هوب جاهرن هو وصف لتجربتها الخاصة في مسيرة اتسمت بالوعورة، من أجل أن تكتسب صفة عالمة. فهي تؤكد على وجود تمييز بين الجنسين داخل جدران المختبرات. وتقول إن ذلك يشبه في مشقته زرع شجرة، فهي رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر، فأنت إن زرعت شجرةً الآن، لا تضمن لها بنسبة 95 في المئة أن تعيش حتى السنة المقبلة. ومع ذلك تبقى الأشجار ترفد الحياة بخيرات لا تحصى. وتدعو قراءها إلى أن يحاولوا زرع أشجارهم الخاصة، لأن من يزرع شجرة إنما يفتح باباً للرجاء.
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.