Sunday 01 Sep 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
رجب سعد السيد هل ينقرض العرب؟ | 20/06/2013
الانقراض يعني انقطاع صلة كل أفراد نوع ما بالوجـود. وأشهر المنقرضين الدينوصورات، التي لم نعد نراها إلا في أفلام الخيال العلمي وفي الأحافير التي يعثر عليها علماء الحياة القديمة، مطمورة في الصخور.

أما أشهر المهدَّدين بالانقراض في عالمنا المعاصر فيأتي في مقدمتهم دب الباندا، وأنواع من اللبونيات البحرية. وتتسع القائمة لتشمل مئات الأنواع النباتية والحيوانية، منها ما هو "مهدد" فعلاً، أي على شفا حفرة من الانقراض، ومنها ما هو "معرَّض"، أي أصبح نادر الوجود وفي سبيله لأن يتحول إلى "مهدد".

ويمكن تلخيص عوامل الانقراض في كلمة واحدة: "الجمــــود". وإذا أردنا استخدام أكثر من كلمة، ترجمنا الجمود إلى "عدم القدرة على الاستجابة في مواجهة المتغيرات".

لقد استبدت بنا الوقائع المريرة التي كابدناها في الآونة الأخيرة وجعلتنا نشعر بأن ما يحيط بنا، نحن العرب، أكبر مما يجري أمامنـا، وأنه ربما يكون مقدمات لمتتالية من الصــروف، تغطي أجيالاً قادمة، وقد تنتهي بنا إلى ما لا نحب ونرضى، ما لم ننتبه ونستجب.

إن العلماء، حين يسارعون برفع الراية الحمراء وإعلان أن نوعاً ما قد أُدرج في قوائم الكائنات المهددة أو المعرَّضـة للانقراض، إنما يستهدفون حفز جهود الحماية، لتشمل مظلتها هذا الكائن الذي تتدهور أحوال وجوده في الدنيـا إلى درجة تنذر بدنو خطر الانقراض منه.

ونحن نرفع الراية الحمراء، وندق النواقيس، ونطلق صفارات الإنذار. فالنوع العربي تجتاحه ظروف شديدة الشبه بتلك التي أدت إلى حوادث الانقراض، تلك التي حصلت، وتلك التي تهدد كائنات انتهت أحوالها إلى وضع شديد الحرج.

معذرةً، فنحن لا نبالغ، أو - إن شئت الدقة - لا نبالغ كثيراً، وإنما نعمد إلى تضخيم فكرة، على نحو ما يفعل المشتغلون بفن الدراما، لنشد الانتباه إليها. وعلى أي حال، فإن التاريخ يخبرنا عن أمم وشعوب لم يعد لها وجود في عالمنا المعاصر... تآكلت على مدى الأجيال والقرون حتى اندثرت. وفي بداية القرن الحالي، نشرت اليونسكو تقريراً يفيد بأن القرن العشرين شهد انقراض عشرات من الثقافات واللغات، لشعوب كانت عوامل الوهن أخذت تضرب في أجسادها قبل قرنين أو أكثر، ولم تستجب لما أصابها من أسقام، فاجتاحتها الأحداث والمتغيرات التي لا ترحم ضعيفاً أو غافلاً.

الجدير بالذكر أننا نعايش الآن كائنـاً حياً "ذكياً" هو الدب القطبي، الذي استشعر أن حرارة جو الأرض في ارتفاع مطــرد، فقرر أن يغادر اليابسة إلى الماء. إنه لا يطيق العيش إلا على سطح الجليد، ولا طاقة له بالغوص لأكثر من دقائق قليلة للقنــص. فكيف ستكون الحال إن ذاب جليد القطب الشمالي بفعل حرارة الأرض المتزايدة؟ وجـد الدب القطبــي الحــل، ورأى أن يبدأ - قبل فوات الأوان - في التهيــــؤ لحيــــاة المــــاء. وثمة شـــواهد على أنه آخـــذٌ في اكتساب القدرة على الغوص زمناً أطول.

 

 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.