جاءت الأحجار الكريمة من باطن الأرض، ومن صخورها. ولكنها لفتت أنظار البشر منذ زمن طويل لاختلافها وتميزها عن غيرها من الحجارة، واكتسبت على مر الزمن قيمة جمالية رفعت من قيمتها المادية، فأعطيناها صفة "كريمة"، أي نفيسة.
كانت الأحجار الكريمة في بداية اكتشافها محاطة بالغموض، إذ كانت المعلومات المتوافرة عنها ضئيلة. من هنا جاء اعتقاد بعض القبائل القديمة في أوروبا وأفريقيا وآسيا والأميركتين بأن لها قوة السحر. وكان لذلك الاعتقاد تأثيره في الثقافة التقليدية لبعض الشعوب. على سبيل المثال، يهدي البولنديون كل وليد جديد حجراً كريماً يعرف باسم "حجر الميلاد"، يحرص على أن يظل محتفظاً به طوال حياته. وفي الولايات المتحدة يربط الناس بين شهور السنة وأنواع من الأحجار الكريمة فيقولون مثلاً إن العقيق (garnet) هو الحجر الكريم الخاص بشهر كانون الثاني (يناير). لماذا؟ لا أحد يعرف. أما الأوروبيون فقد عرفوا العقيق في العصور الوسطى، وكانوا يحذرون من سرقته لأنه يجلب سوء الحظ لمن يسرقه. وللهنود حكاية أخرى مع العقيق، فقد كانوا يستخدمونه في نهاية القرن التاسع عشر كطلقات رصاص، لاعتقادهم أن العقيق الذي يتميز باللون الأحمر الدموي يجعل جروح الأعداء تنزف بشدة. وكان الناس في العصور الوسطى يعتقدون أن التحلّي بقطعة من العقيق يجعلهم يختفون عن الأنظار.
أم الزبرجد (aquamarine) فهو الحجر الكريم الذي يربطه الأميركيون بشهر آذار (مارس). وإذا ترجمنا اسمه كان معناه "ماء البحر". وربما جاء هذا المعنى من ألوان الزبرجد، فهو يتخذ عدة درجات من اللون الأزرق، حسب الزاوية التي تنظر منها إليه، فيتغير من الأزرق الخفيف إلى الأزرق المائل للاخضرار، تماماً كألوان مياه البحر الصافية. وقديماً كان البحارة يعتقدون أن احتفاظهم بقطعة زبرجد يحميهم وسفنهم من الأخطار والكوارث البحرية.
وهناك نوع من الزمرد شديد الخضرة، إذا كان صافياً تماماً فإن قيمته تفوق معظم الأحجار الكريمة. وقد شاع في العصور الوسطى اعتقاد بأن الزمرد الأخضر يذيب عين الثعبان.
وثمة حجران نفيسان شقيقان يحملان اسم الياقوت، الأول لونه أحمر (ruby) والثاني أزرق (sapphire). وأصل الاثنين واحد: معدن اسمه كوروندام، والعناصر التي تتحد معه تعطيه أحد اللونين. وكان الناس قديماً يعتقدون أن الياقون الأحمر لا يمكن سرقته، لأن وهجه الأحمر سوف يدل على السارق.
|