Wednesday 04 Dec 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
رجب سعد السيد هل تغرق البندقية أكثر | 11/02/2016
سيتعجَّـب الذين يعرفـون البندقية من هذا العنوان، فالمدينة شهيرة بمبانيهـا وشوارعها وميادينها التي تسبح في مياه البحر. إنها غارقة بالفعل، وهي تحصل على تفرُّدهـا بين مدن العالم من كونها مدينة غارقة.
 
البندقية مدينة ذات طبيعة خاصة، فقد أُنشـــئت قبل ألف سنة تقريباً على سلسلة من الجزر الصغيرة، متناثرة في بحيرة كبيرة متصلة بالبحر الأدرياتيكي. وبعد أن استقرت المدينة القديمة، أخذت الجزر تهبط بما عليها، رويداً رويداً، حتى وصل منسـوب المدينة إلى 24 سنتيمتراً، أو أكثر، تحـت مســــتوى ســطح البحـر. وإزاء هذه الظروف، يتخوَّف الخبراء من الأخطـــار المحتملة التي تهـــــدد وجودها، إذا تحقق بعض نتائج سيناريو ارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة الارتفاع العام في درجة حرارة العالم. ويرى بعضهم أن ذلك السيناريو الرهيب آخذ في التحقق، وثمة شواهد على ذلك، فسكان البندقية لا ينسون هجوم الأمواج المدّيـة على مدينتهم عام 1966، حين اندفعت مياه البحر لتغرق الطوابق الأرضية في معظم أبنية المدينة، ولم تتراجع مياه المد إلا بعد 15 ســـــاعة.
 
يقول أحد مهندسي بلدية البندقية: "البحر يرتفع، لا نشك في ذلك، وتتجاوز مياهه الجسور القديمة التي أُقيمت لتنظم العلاقة بين المدينة والبحر. ولا تكف المياه عن الارتفاع، مهددة القصور التي شُـــيّدت في القرنين 14 و15 واحتفظت حتى الآن بسلامة بنيانها ورونقها". ويضيف: "المشكلة ليست وليدة أيامنا هذه، فهي مطروحة ومتداولة بين الدوائر الحكومية المختصة منذ ربع قرن أو يزيد. وقد استقر الرأي أخيراً على بناء 79 بوابة متحركة ضخمة تفصل البندقية وبحيرتها عن البحر الأدرياتيكي.
 
هذه البوابات حل موقت للسنوات السبعين المقبلة، كمواجهة عاجلة لموجات المد غير المتوقَّعة، ولاحتمالات ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن تغير المناخ العالمي. وقد صممت لتحمي المدينة من مياه البحر إذا ارتفعت بمقدار نحو مترين. أما الحل النهائي للمشكلة، والذي لا يعرف أحد متى وكيف يمكن أن يتحقق، فهو الفصــل النهائي والدائم بين البحيرة، التي تطفو المدينة فوقها، والبحر الأدرياتيكي، مصدر الخطر.
 
الجدير بالذكر أن المشروع قد تعرض، وهو مجرد فكرة، لبعض الآراء المعارضة. ومنها رأي يقول إن البندقية فقدت منذ فيضان 1966 نصف سكانها تقريباً، هجروها فراراً من الخطر الذي يهددها، "فإذا كان الهدف هو الاحتفاظ بالمدينة كمزار سياحي، فلا حاجة إلى إقامة هذه البوابات المكلفة، فلماذا نمنع مزيداً من الغرق لمدينة يأتي إليها السياح ليستمتعوا بغرقها؟"
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.