Sunday 01 Sep 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
عبد الهادي النجار قطار إلى العالم | 24/02/2015
أنظر في هذه الكلمات جيداً وحاول أن تتخيل معي: قطار ينطلق من الدار البيضاء، ويسير موازياً لساحل المتوسط، ماراً بمعظم العواصم العربية في شمال أفريقيا، ليعبر سيناء باتجاه مدينة جدّة عن طريق جسر فوق البحر الأحمر أو في نفق تحته. فيشكل عقدة مواصلات لخط الشمال القادم من أوروبا، ماراً باسطنبول ودمشق، متابعاً سيره نحو الجنوب باتجاه مكّة المكرّمة وعدن، متجهاً من جدّة نحو الشرق ليلاقي في الكويت تقاطع خط الخليج وخط طريق الحرير الآسيوي القادم من الهند والصين.
 
الفكرة طموحة، أليس كذلك؟ لكنها ليست جديدة بالمطلق، إذ أنها خليط من أفكار مشروع "قطار الشرق السريع" الذي أنهته الحرب العالمية الأولى، ومشروع "الخط الحديدي الحجازي" الذي توقّف مع تداعي الإمبراطورية العثمانية، بالإضافة إلى مشروع "الخط الحديدي العربي" الذي بقيت أفكاره في معظمها حبراً على ورق بعد تنفيذ أجزاء منه في بعض الدول العربية.
 
لنطور هذه الفكرة أو خليط الأفكار كي تصبح النتائج أكثر جاذبية لمن يعتبر السفر بالطائرة أو وسائل المواصلات الأخرى أكثر راحة وسرعة من السفر بالقطار. والخطوة الأولى ستكون بزيادة سرعة القطار من ٨٠ كيلومتراً في الساعة إلى ٥٠٠ كيلومتر في الساعة قابلة للزيادة مستقبلاً. هذه السرعة يمكن تحقيقها، إذ تسير قطارات "تي جي في" في فرنسا وقطارات شنكنسين في اليابان بسرعة فعلية تقترب من ٣٠٠ كيلومتر في الساعة حالياً، أما سرعتها النظرية فتزيد كثيراً عن ٥٠٠ كيلومتر في الساعة.
 
لنرتق بهذه الفكرة قليلاً ونجعل هذا القطار صديقاً للبيئة، وذلك بالاعتماد على الطاقات المتجددة ولا سيما الشمسية، مع منظومة لمعالجة جميع الانبعاثات والمنصرفات. أكثر من ذلك، لنضع في عربات القطار أهم وسائل الترفيه التفاعلية، ولنضف إليها مجموعة من الخدمات التجارية تسمح للمسافر بقضاء وقت ممتع أثناء رحلته يشتمل على الترفيه والتسوق، بل وتنفيذ بعض الأعمال عن بعد عبر خدمة الاتصالات المتطورة.
 
لنبسّط الإجراءات على المسافر، فنقوم أولاً بتعديل طريقة منح سمة الدخول "الفيزا" فنجعلها مؤتمتة تعتمد على منظومة قطع التذاكر الآلية وجوازات السفر الإلكترونية التي تحتوي على المعلومات الحيوية (البيومترية) للمسافرين. وليكن التنقل مبسّطاً بشكل مشابه لما هي الحال في منطقة اتفاقية "شنغن" الأوروبية. أما الاعتبارات الأمنية فهي بمثابة إجراءات احترازية لا تعرقل حركة المسافرين.
 
أين أصبحت فكرتنا الآن؟ آه، لقد أصبح نصف سكان الأرض يتنقلون بحرية بين عشرات الدول خلال بضع ساعات!
 
أطلق العنان لمخيلتك ولنتصور كيف ستكون النتائج: أنا زيد بن عمرو طبيب أقيم في القاهرة، ولدي عيادتي الخاصة في جدّة إضافة إلى عملي في أحد مستشفيات الدوحة. نهاية الأسبوع أمضيها مع أسرتي على شواطئ طنجة، أو متسوّقاً في بيجينغ، من دون أن أنسى بالطبع زيارة الأهل والأصدقاء في حلب.
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.