بعد فوزه بالجائزة الخاصة لمسابقة مهرجان كان السينمائي عام 2014 ضمن مجموعة الأفلام ذات المواضيع المحدّدة، جرى ترشيح الفيلم الوثائقي "ملح الأرض" (The Salt of The Earth) للفوز بجائزة الأوسكار لسنة 2015 ضمن فئة الأفلام الوثائقية.
"ملح الأرض" فيلم ألماني برازيلي يعرض رحلات المصوّر الصحافي البرازيلي سيباستاو سالغادو لاكتشاف المناطق البكر وعالمي الحيوانات والنباتات، كجزء من مشروع ضخم يعتبره القائمون على الفيلم بمثابة تحية لجمال كوكب الأرض.
خارج فئة الأفلام الوثائقية، نجد مجموعة محدودة من الأفلام ذات الصلة بقضايا البيئة التي تمّ ترشيحها لإحدى جوائز الأوسكار. ويأتي في طليعتها فيلم الخيال العلمي Interstellar الذي يدور حول تعرّض الأرض لعواصف رملية متكررة تسببت في تراجع الإنتاج الزراعي وانعدام المحاصيل وانتشار المجاعات حول العالم. وفي محاولة لإنقاذ الجنس البشري، تقوم وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) بإرسال بعثة في مركبة عابرة للنجوم للبحث عن كوكب بديل من الأرض.
الفيلم الثاني هو فيلم "نظرية كل شيء" (The Theory of Everything) المرشح لجائزة أفضل فيلم، مع أنه يقع ضمن تصنيف أفلام السيرة الذاتية التي نادراً ما تحظى بالجوائز الكبرى. يتناول هذا الفيلم قصة حياة عالم الفيزياء البريطاني ستيفن هوكينغ، أشهر علماء الفيزياء المعاصرين، وصراعه مع مرض التصلّب الجانبي الضموري لأكثر من خمسين عاماً، بعد أن توقّع الأطباء وفاته بمرور عامين على إصابته وهو في الحادية والعشرين من عمره. وبالرغم من هذا المرض الذي أقعده عن الحركة، تمكّن هوكينغ من مجاراة زملائه في علوم الفيزياء النظرية والتفوّق عليهم.
فيلم "فجر كوكب القرود" (Dawn of the Planet of the Apes) هو الفيلم الثالث الذي حظي بإحدى ترشيحات جوائز الأوسكار عن فئة المؤثرات البصرية. وهو الجزء الثاني من فيلم "صعود كوكب القرود" الذي أُنتج عام 2011، وفيه تعرّضت البشرية لوباء قاتل، فجرى استخدام مجموعة من القرود كحيوانات تجارب لاختبار علاج لهذا الوباء، إلا أن هذا العلاج تسبّب في زيادة ذكاء القرود وطوّر مهارات التواصل بينها، ونتيجة لذلك تمرّدت القرود على البشر وأصبحت هي المسيطرة على موارد الأرض.
خارج مسابقة الأوسكار، كان عام 2014 حافلاً بأفلام الخيال العلمي. ومنها الجزء الثاني من فيلم "غودزيلا" (Godzilla) الذي تدور أحداثه حول كائن ضخم يتطوّر ويعتاش على الإشعاع الصادر عن المفاعلات النووية، وبذلك يمكن اعتباره كأحد أشكال القوة المرعبة للطبيعة.
فيلم "الطائر المقلِّد" (Mockingjay) هو الثالث في سلسلة أفلام "ألعاب الجوع" (The Hunger Games) التي تتناول ألعاباً أقرب إلى الصراعات من أجل البقاء على قيد الحياة في عصر ثورة يقوم بها الجياع حول العالم. وقد تتابعت خلال هذا العام الأفلام التي تتناول الذكاء الاصطناعي ومخاطره على مستقبل الإنسانية، فكان فيلم "التسامي" (Transcendence) وفيلم "لوسي" (Lucy).
ما يميز أفلام الخيال العلمي ذات الصلة بقضايا البيئة خلال 2014 أنها تحوّلت من اعتبار الطبيعة والعوامل الخارجية كمصدر خطر مباشر على الإنسان إلى التركيز بقوة على العامل البشري ودوره في تخريب الطبيعة، وبالتالي فإن الصراع الذي يواجهه الإنسان مع الطبيعة هو نتاج ما زرعته يديه. في المقابل، كانت الحلول التي وضعتها هذه الأفلام لمواجهة غضب الأرض هي إما الهروب بالبحث عن كوكب بديل كما في فيلم "إنترستيلار" أو التقوقع في مستوطنات بشرية كما في فيلم "فجر كوكب القرود".
|