Sunday 01 Sep 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
جعفر طيّون الممثلون | 23/06/2014
ليس "التمثيل" جديداً على العاملين في السياسة والحقل العام، فلطالما كان جزءاً من حياتهم. وللتمثيل في اللغة العربية أكثر من معنى، إذ قد يكون تمثيلاً للناس كما قد يكون تمثيلاً عليهم أو بهم. وتمثيل الناس قد يكون شرعياً وعن وجه حق، من قبل أشخاص اختارهم الناخبون بحرية لينطقوا باسمهم ويدافعوا عن مصالحهم وحقوقهم، كما قد يكون تسلطاً وانتحال صفة. وفي هذه الحال غالباً ما يتحول الى تمثيل على الناس بدل أن يكون تمثيلاً لهم ولحقوقهم.

عدوى التمثيل بدأت تصيب الحياة البيئية. فقد ورد هذا الفعل أكثر من عشر مرات في خبر واحد صدر مؤخراً عن حفل أقيم في مناسبة يوم البيئة العالمي، حيث مثّل الوزير مستشاره، ومثّل موظفون رئيس الوزراء السابق وثلاثة وزراء، كما مثّل آخرون نقباء المهندسين والأطباء والمحامين. ومغالاة في التمثيل، حفلت الخطب التي ألقيت بوعود وسرد لنيّات حميدة فارغة من أي مضمون عملي أو إنجاز فعلي. وقد يكون أطرف ما جاء فيها تأكيد من الوزير، بلسان ممثله المستشار، على حرصه أن تكون الوزارة عصرية!

المؤسف أن بعض المسؤولين عن قضايا البيئة يحاولون تغطية عجزهم عن التغيير الفعلي بإصدار لوائح من الإنجازات تقتصر على سردٍ للبرامج والاجتماعات والهبات والقروض، من دون الإشارة إلى النتائج. منذ ما يربو على 20 عاماً، تم صرف عشرات الملايين من قروض وهبات لمعالجة التلوث الخطير في نهر يصب في بحيرة، تحولت إلى خزان مكشوف للمجارير والفضلات الصناعية. بعد عشرات الدراسات والبرامج التي لم يعالج أي منها أساس المشكلة، يتم في حفل عامر الإعلان عن خطة جديدة بمئات الملايين، من دون أن يكلف المسؤولون أنفسهم إيضاح كيف صُرفت أو هدرت الملايين التي تم تخصيصها للهدف نفسه خلال عشرين عاماً خلت.

ومن أطرف الأمور حملة إعلانية بدأتها إحدى الوزارات مؤخراً تحت شعار "قلبي من النار لاوي". سلامة قلوبكم جميعاً! ولكن الناس ليسوا حائط مبكى. فمواجهة حرائق الغابات تكون بوضع خطط عملية وتهيئة ما يلزم لتنفيذها، بدلاً من ذرف الدموع على الناس الذين لا حول لهم ولا قوة. منذ 20 عاماً تم وضع عشرات الخطط لمعالجة حرائق الغابات، لكنها تستمر في التكاثر والتهام الأخضر واليابس والغابات تتهاوى.
وما دمنا في موضوع التمثيل، لا ننسى الانتشار غير المسبوق لألقاب "أبطال التنمية" و"سفراء البيئة" (فوق العادة أو تحت العادة، لا فرق) التي توزعها هيئات وهمية في غالب الأحيان ويتهادى منتحلوها كالطواويس.

التمثيل أحد أرقى الفنون الجميلة. لكن كفوا شرّكم عن التمثيل بالبيئة أو عليها.
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.