Sunday 01 Sep 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
رجب سعد السيد مطاردة التونة على كورنيش الإسكندرية | 29/05/2014
اختار لي أستاذي في المعهد القومي لعلوم البحار في الإسكندرية أن يكون موضوع الدراسة العملية للماجستير هو تصنيف عائلة أسماك التونة Scombridae. وظللت لنحو ثلاث سنوات أمسح ساحل البحر المتوسط المصري بحثاً عن أنواع تنتمي إلى هذه العائلة السمكية التي لا تخطئها العين، لوجود "زعينفات" عددها ثابت في كل نوع، موزعة على امتداد المسافة بين الزعنفة الذيلية وكل من الزعنفتين الظهرية والشرجية.
 
ونجحتُ في تسجيل ستة أنواع من هذه الأسماك، هي البلاميطة السوداء واسمها العلمي Euthynnus alletteratus، والبلاميطة البيضاء Orcynopsis unicolor، ثم كاسكومري أو الماكريل اللحيم Scomber Japonicus، ونوع آخر يشبهه هو ماكريل الأطلنطي Scomber scombrus، ثم نوع يسميه الصيادون في الإسكندرية "صرد" واسمه العلمي Sarda sarda، ونوع يشيع في العالم باسم التونة الفرقاطةAuxis thazard thazard. وهي كلها أنواع مُسجَّلَة من قبل في البحر المتوسط. وكان حلمي، طول الوقت، أن يحالفني الحظُّ وأظفر بنوع جديد يُسجَّلُ لأول مرة في هذا البحر أو في المياه المصرية منه.
 
والحقيقة هي أن ستة أنواع من عائلة واحدة عددٌ لا بأس به، خاصة وأن خطة العمل تشتمل على خطوات عديدة، الغرضُ منها تأكيد صحة تصنيف كل الأسماك المنتمية إلى النوع نفسه. فكنتُ أبدأ بالتصوير الفوتوغرافي للنوع، ثم دراسته مورفولوجياً، بوصفه، وأخذ قياسات عديدة للأجزاء المختلفة من الجسم، ثم فتح البطن وتصوير الأوضاع النسبية لمكونات الأحشاء، ودراسة محتويات المعدة من مكونات الغذاء، ثم أخذ عينات من لحم السمكة لإجراء عمليات فصل كهربائي لمكونات البروتين من الأحماض الأمينية، وهي وسيلة كيميائية للتصنيف، فلكل نوع سمكي نسقٌ خاصٌّ به من الأحماض الأمينية. وتنتهي خطوات العمل باستخلاص الهيكل العظمي للسمكة، فخواصه مميزة لكل نوع سمكي.
 
وبعد أن كدتُ أنتهي من العمل، طرق الحظُّ بابي. فبينما كنتُ في طريقي إلى المعهد في منطقة الأنفوشي في الإسكندرية، شاهدتُ عربة نقل صغيرة تغادر بوابة ميناء الصيد، وعليها صناديق مكشوفة مملوءة بمحصول الصيد. وذهبت عيناي مباشرة إلى عدد من الأسماك على سطح أحد الصناديق، ميزت فيها تلك "الزعينفات"، لكن النوع كان جديداً.
 
حاولتُ أن أتفاهم مع سائق العربة التي يجرها حصان، فرفض أن يستمع إلي، وقال إن بيع السمكات التي أريدها يتم بمعرفة التاجر في السوق. وانطلق بعربته في الطريق إلى السوق في وسط المدينة.
 
قررتُ ألا أفلت الفرصة، وأخذتُ في السير خلف العربة، حتى تعبت. فركبت سيارة تاكسي أوصيتُ سائقها أن يتبع العربة على مهل، حتى وصلنا إلى السوق. وقابلتُ التاجر، وتفاوضتُ معه حول السمكات التي أريدها، وكان عددها خمس سمكات. ولما علم بحكايتي كان كريماً فأهداها إلي.
 
وهكذا، أضفتُ إلى عملي نوعاً جديداً من عائلة التونة، اسمه في مصر "دراك"، والشائع "الماكريل الإسباني"، واسمه العلمي Scomberomorus commerson. وكان يُسجل لأول مرة في مياهنا، وهو مهاجر من البحر الأحمر عبر قناة السويس.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.