Sunday 01 Sep 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
باتر وردم هل تلتزم المؤسسات والدول المانحة بمكافحة الفساد البيئي؟ | 28/04/2014
قبل سنوات قليلة اجتمعت كل المؤسسات المانحة في العالم في باريس وناقشت كيفية تطوير برامجها الداعمة للتنمية في دول الجنوب، وخرجت بمجموعة من المبادئ التي تبناها إعلان باريس ومن ضمنها مكافحة الفساد في تقديم مساعدات التنمية. لكن إلى أي مدى تلتزم هذه المؤسسات بمكافحة الفساد حقاً، وهل تضطر إلى أن تتجاوز هذه المبادئ لتمرير صفقات مع حكومات ووزارات فاسدة أم أنها تصل حتى إلى مستوى "تشجيع" ودعم الفساد؟
 
في القطاع البيئي في العالم العربي، هنالك اعتماد شبه تام على المساعدات الخارجية نظراً لضآلة الدعم المحلي لبرامج حماية البيئة وعدم قناعة المسؤولين وصناع القرار بهذه الأولوية. الدعم المقدم من الجهات المانحة يتجه نحو الحكومات والمجتمع المدني وأحياناً القطاع الخاص والأكاديمي حسب معايير التمويل. تعشق الحكومات العربية المشاريع التي تندرج تحت بند "بناء القدرات" وكذلك الجهات المانحة. أذكر مسؤولاً في وزارة بيئة عربية بقي مدة 15 سنة يطالب الدول المانحة بدعم لبناء القدرات في وزارته، ولم يظهر أي أثر لهذه القدرات العظيمة بعد كل تلك السنوات. مشاريع بناء القدرات هي مفتاح السفر واللجان والمكافآت والمياومات والاستشارات، لكن في معظم الحالات تعوزها الإرادة السياسية. ما أن ينتهي مشروع بناء قدرات بتوصيات محددة وواضحة حتى يأتي المشروع التالي ليبدأ من جديد ويقدم توصيات مختلفة أو مكررة. المهم في العملية تعظيم الاستفادة من المال المجاني وخاصة تحت نظرية "ما الذي سنحصل عليه" مقابل الدعم، والجواب على هذا السؤال يكون في الغالب مصالح شخصية فقط.
 
في حالات كثيرة تضطر المؤسسات المانحة لعقد صفقات مع مسؤولين حكوميين يتعمدون تعطيل بعض المشاريع بحثاً عن مكاسب شخصية. هذه المكاسب قد تتراوح بين عضوية لجنة أو تعيين شخص قريب في مشروع، وقد تصل إلى إحالة عطاءات كبيرة على شركات يمتلك المسؤول أسهماً فيها أو يكون شريكاً في أرباحها. تتغاضى الجهات المانحة أحياناً عن تلك السلوكيات بهدف ضمان تنفيذ مشاريعها والحصول على الأهداف الأكبر، وهي معادلة معروفة أصبحت تمارس بكفاءة عالية من الجهتين، بل ان بعض الجهات المانحة التي تتشدد في عدم تقديم هذه الصفقات يصبح مغضوباً عليها ولا تحصل على موافقة رسمية لتنفيذ المشاريع، ويتم البحث عن ممولين آخرين "أكثر تساهلاً" في شروط التمويل.
 
إذا كان الفساد في القطاع العام معروفاً فهو أيضاً أصبح منتشراً في المجتمع المدني. تشير سجلات العديد من الجمعيات التي تم إنشاؤها في مختلف الدول العربية إلى حالات ثراء عجيبة أصابت القائمين عليها نتيجة المشاريع التي نفذوها. وبالرغم من وجود لوائح ومعايير تمنع الإثراء الشخصي، هنالك عدة وسائل للتلاعب في هذه العقبات، وبالتالي تسهيل تدفق الأموال من الجهات المانحة نحو الأشخاص القائمين على الجمعيات أكثر من تحويلها للإنفاق الفعلي على الأنشطة. كل ما يتطلبه الموضوع تقارير سير عمل بموازنات يتم التلاعب بها تحت موافقة الطرفين. ظاهرة أخرى انتشرت في العالم العربي هي "تفريخ" المنظمات الجديدة. فإذا كان شخص ما قد أثبت نجاحاً مع منظمات مانحة وهو يعمل مديراً للمشاريع في جمعية ما، يمكن له أن يستقيل من جمعيته الأولى ويفتح "بقالة" أو جمعية جديدة يصبح فيها هو الآمر الناهي ويحصل على أموال الجهات المانحة مباشرة بدلاً من المرور بجمعيته السابقة.
 
الفساد في المشاريع البيئية والتنموية في العالم العربي كبير. وللأسف فإن بعض الجهات المانحة شريكة في هذه الممارسات التي تتعارض تماماً مع قيم الشفافية والنزاهة في الإدارة التنموية.
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.