Sunday 01 Sep 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
بسام القنطار جوائز "العقل الأخضر": المموّل يربح | 15/01/2013
 
بسّام القنطار - جريدة الأخبار
 
كثيرة هي الألقاب الخضراء التي تحملها ندى زعرور. فهي رئيسة «حزب الخضر اللبناني» ورئيسة «جمعية العقل الأخضر ــ Green Mind»، وعضو الهيئة التأسيسية لـ«جمعية الثروة الحرجية والتنمية» التي تسعى الى زيادة المساحات الخضراء.
الناشطة البيئية تفاخر بأنها أول امرأة لبنانية تنتخب رئيسة لحزب سياسي، وهي أكدت لـ«الأخبار» أنها تستعد لخوض الانتخابات النيابية عام ٢٠١٣.
بعد سنوات على تأسيسه، انتقل مقرّ «حزب الخضر» من العقار الرقم 594 الذي يملكه النائب أكرم شهيّب في عاليه، إلى مكاتب فسيحة في الوسط التجاري لبيروت. ورغم أن فكرة تأسيس هذا الحزب أطلقها شهيب عام ٢٠٠٤، إلا انه بقي في الظل فاسحاً المجال أمام فيليب سكاف، لتولي الرئاسة قبل أن «يختار الابتعاد والتخلص من تبعات القيادة بعد انكسارات على مستوى التوقعات والآمال». لتتسلم بعدها زعرور مهمات الرئاسة، مطلقةً مجموعة من المبادرات البيئية، كان آخرها «جمعية العقل الأخضر» التي ستُنظم سنويًا احتفال توزيع جوائز تقديرية للإنجازات الخضراء البارزة في لبنان.
وبحسب الموقع الالكتروني للجمعية، قسّمت جائزة Green Mind إلى ثماني فئات، وجرى اختيار الفائزين من قبل لجنة تحكيم ضمت العديد من الوجوه المعروفة على المستوى الأكاديمي والإعلامي والاقتصادي والسياسي. وأُعلنت أسماء الفائزين خلال حفل أقيم في «رويال بافيليون» في البيال في بيروت في 31 تشرين الأوّل الماضي. وتسلّم الفائزون والمتسابقون ضمن كل فئة درعاً تذكارية، صمّمها الفنان رودي رحمة. ولقد بثت محطّة MTV هذا الحدث في 16 تشرين الثاني بالتزامن مع يوم البيئة الوطني.
وقبل أسبوع تلقت «الأخبار» رسالة عبر البريد الإلكتروني تنتقد بشدة حفل Green Mind Awards. وجاء في الرسالة التي وقعها «مجهول» أن البهرجة الاعلامية التي رافقت حفل إعلان الجوائز لا تلغي حقيقة أن هذه المسابقة شابها العديد من الخروقات التي يجب التوقف عندها، وخصوصاً انها سوف تكرّس حدثاً سنوياً.
الخرق الأول أن الجوائز، والبالغ عددها ٢٤ جائزة، شملت العديد من الشركات التي ساهمت في تمويل الحدث، وأبرزها «بنك البحر المتوسط» وشركة «Dawtec» ومجموعة Malia. نحن إذاً أمام شعار جديد تكرّسه هذه المسابقة، وهو أن «المموّل يربح»، في استعارة مشوّهة للمبدأ البيئي المكرّس في الاتفاقيات الدولية «الملوّث يدفع».
أما الخرق الثاني في هذه المسابقة، فهو قبول الجمعية، الرعاية الماسية لشركة BeitMisk العقارية. ومن المعلوم ان هذه الشركة رفضت في السابق الالتزام بتنفيذ دراسة الأثر البيئي للمجمعات السكنية التي أنشأتها في منطقة في قلب الطبيعة، وحين أرغمتها وزارة البيئة على تنفيذ هذه الدراسة قدمتها منقوصة، ولم تلتزم بمعالجة مياه الصرف الصحي. وقد مرّر ملف الترخيص لهذه الشركة في العديد من الادارات اللبنانية بقرار سياسي. نحن إذاً أمام شركة تسعى من خلال «الجوائز الخضراء» إلى تبييض صفحتها البيئية على حساب طبيعة لبنان والرقعة الخضراء الباقية فيه.
ثمة خرق ثالث لا يقل خطورة، تمثل في الدعم الذي حظيت به المسابقة من «صندوق لبنان الاخضر»، وهو عبارة عن هبة ألمانية لمصلحة لبنان لتأهيل الأماكن التي ضربها التلوث خلال عدوان اسرائيل عام ٢٠٠٦. ولا ينص بروتوكول هذا الصندوق على تقديم أي منحة أو مساعدة لمصلحة هذا النوع من الجوائز، ويفترض أن تصرف أمواله في المشاريع التي يوافق على تمويلها.
من خروقات الرعاية والتمويل الى خروقات توزيع الجوائز! فبحسب الرسالة التي تلقتها «الأخبار» فإن الحفل الذي أقيم في «البيال»، بلغت كلفة بطاقته ٣٠٠ دولار أميركي، وإذا أضيفت أموال البطاقات إلى الأموال التي دفعتها شركات الرعاية، يصبح من المشروع السؤال أين ذهبت أرباح الحفل؟ وخصوصاً أن الجائزة النقدية الوحيدة، والبالغة قيمتها خمسة آلاف دولار اميركي، تبرّعت بها شركة ABC وتسلّمتها بلدية معاصر الشوف قبل أن تُسحب منها وتسلّم إلى أندية الليونز.
ترفض زعرور الاتهامات التي وجهت إلى جمعية Green Mind، مشيرة إلى أن شروط المسابقة كانت واضحة منذ البداية، ولم تشمل توزيع أموال على الفائزين، كما أن الأموال التي قدمت لتنظيم هذا الحدث بلغت ١٠٠ الف دولار اميركي صرفت بسخاء، لأن المطلوب أن يكون الحدث نوعياً وعلى مستوى يليق بالبيئة والمدافعين عنها. وأكدت زعرور أن الشفافية هي مبدأ أساسي تعتمده الجمعية، وهي تعلن سنوياً عن بياناتها المالية. وعن اللغط في تسليم جمعية الليونز الجائزة المالية كبديل عن بلدية معاصر الشوف، أوضحت زعرور أنه «حصل خطأ خلال توزيع الجوائز وقد اعتذرنا عنه»، مشيرة إلى أن «أندية الليونز تبرعت بالجائزة لمصلحة الجيش اللبناني».
تدافع زعرور بشدة عن قرار لجنة الحكم تسليم جوائز لمصلحة شركات ساهمت في دعم المسابقة. وتسأل: «ما الضير في ذلك؟ فالمطلوب تشجيع هذه الشركات على أن تكون ملتزمة بيئياً، وأن تدعم خيار المسؤولية الاجتماعية للشركات». وغمزت زعرور من قناة أحد المنتديات البيئية، الذي يتلقى دعماً من شركات نفطية عالمية من دون أن يرف له جفن.
وأعلنت زعرور أن جمعية Green Mind سوف تنظم في ١٦ كانون الثاني المقبل اجتماعاً يضم جميع الذين ترشحوا للجائزة والبالغ عددهم ١٣٦ مرشحاً، وذلك «بهدف تنسيق جهودنا المشتركة»، وفيما أكدّت أن «Green Mind Awards سوف يكرس سنوياً» دعت جميع البيئيين إلى «وقف حملات التشهير والتشويه ضد بعضهم البعض، ولنعمل جميعاً يداً واحدة».
 
جريدة الأخبار- مجتمع - العدد ١٨٨٩ السبت ٢٢ كانون الأول ٢٠١٢
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.