Sunday 01 Sep 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
اليس في بلاد العجائب
هذه مساحة حرّة مفتوحة لتعليقات بيئية بين الهزل والجد
 
عوسج شنديب رجال القرن في بلد الخرافات | 28/07/2000
أكاد كلما قرأت جريدة أو سمعت الأخبار على محطة تلفزيون أتذكر جملة سعيد تقي الدين: لبنان يا بلداً يعيش على الخرافات . فمؤخراً أذاعت الأخبار أن ما يسمى المعهد الأميركي للسيرة الذاتية اختار أحد الساسة اللبنانيين رجل سنة 2000 نظراً لانجازاته في المجتمع . وكنا قرأنا منذ أسابيع أن احتفالاً كبيراً أقيم لتكريم أحد الأشخاص الذي يقول انه اخترع يوم البيئة العالمي سنة 1962 في لبنان، قبل كل العالم، لانه أقام ما سماه يوم البيئة والنظافة . ومع أنه لم نسمع عن جهاده البيئي منذ ذلك الحين، فقد وجد من يلقي كلمات التقريظ، باسم مسؤولين رفيعين، على أنه دشن أول يوم بيئي عام 1962 مستبقاً بعشر سنوات اعلان اليوم العالمي للبيئة . وفي حين لم نفهم علاقة تنظيف ملعب مدرسة عام 1962 بيوم البيئة العالمي، فلم نسمع حتى الآن توضيحاً من المنظمات التي ورد اسمها في البيانات الصحافية ونسب الكلام اليها. فهل تكون البيئة محصورة في تنظيف ملعب، وهذا ما يفعله الناس منذ فجر التاريخ كمهمة نظافة عادية يومية، وننسى ان مفهوم البيئة يعني الماء والهواء والتراب والموارد الطبيعية وحسن إدارتها؟ وهل صحيح أن مسؤولا في الأمم المتحدة في بيروت سمح لنفسه بالقول إن هذا الحدث الجلل المتمثل في تنظيف ملعب، هو البداية الحقيقية ليوم البيئة العالمي، أي أهم من الأعمال البيئية لموريس سترونغ ومصطفى كمال طلبه، مثلاً.
وقبل الاعلان عن اختيار رجل سنة 2000 ، كنا سمعنا قبل شهور، بطنة ورنة، عن اختيار شخص لبناني، من قبل شركة تدعى مركز كامبريدج ، على أنه رجل العلوم للقرن العشرين. وبهذا، يكون تفوق على كل علماء هذا القرن، الذي شهد أكبر تقدم علمي عرفه التاريخ!
 
هل سأل المسؤولون، قبل إغداق الأوسمة وإلقاء الخطب في حفلات التكريم، عن حقيقة المعلومات التي يروّجها مدّعو العبقرية والتفوق العالمي؟ وأين هي الدراسات والأبحاث العلمية التي نشروها، وفي أية مجلات علمية متخصصة؟ وما هي حقيقة تلك المراكز التي تغدق عليهم الألقاب؟ وهل هي مجرد شركات تجارية، توزع الألقاب على آلاف الأشخاص سنوياً، لقاء بدل مادي عن نشر الاسم في كتاب وبيع شهادة في برواز، فيحصل الآلاف على اللقب نفسه: رجل السنة أو عالم القرن ، أو غيرهما. والرسائل التي ترسلها هذه المراكز التجارية، ويرميها العارفون في سلة المهملات، تنص عادة على أنه تم اختيارك رجل العلم في القرن العشرين، (أو رجل السنة أو قائد الصناعة) لتنضم الى مجموعة من الأشخاص الذين حصلوا على هذا اللقب. اذا كنت ترغب في تثبيت حقك في اللقب ، يمكنك أن تطلب الشهادة الموقعة، ضمن برواز فني فخم تختاره من البروشور المرفق. ويمكنك أن تضع هذا البرواز بفخر في بيتك أو مكتبك. (وهذه ترجمة حرفية لرسالة من أحد مراكز بيع الألقاب). وحين يدفع رجل العام خمسمئة أو ألف دولار، تبعاً لنوع البرواز الذي يختار، يدعو الى حفلات التكريم والتقريظ. ويمكنكم أن تشاهدوا في أحد الأفران على أوتوستراد انطلياس شهادة ضمن برواز من مركز عنوانه مدينة دوسلدورف الألمانية، تعطي هذا الفرن لقب أفضل منشأة صناعية للعام 1997 .
 
يمكن، بكل بساطة، سؤال سفارة أميركا عن حقيقة المعهد الأميركي للسيرة الذاتية في نورث كارولينا ، وقيمته العلمية، وكم شهادة رجل العام يعطي سنوياً وبأية شروط. كما يمكن سؤال السفارة البريطانية عن مركز كامبريدج ، وهل هو مجرد شركة تجارية بعنوان بريدي يبيع البراويز، أم هل له أية صفة علمية وما هي قيمته، وكم شهادة رجل القرن العشرين أعطى، وبأي سعر؟ والأفضل لو قامت الدوائر التربوية والثقافية والاعلامية في السفارات بتوضيح هذه الأمور، حفاظاً على بعض قيمة للعلم. رحم الله سعيد تقي الدين حين قال: لبنان يا بلداً يعيش على الخرافات . وأية خرافات؟ ولماذا نحتج، ما دام طلع من عندنا، في سنة واحدة، عالم القرن العشرين و رجل سنة 2000 ، ومخترع يوم البيئة العالمي.
 
عوسج شنديب
 
 
 
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.