Thursday 28 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
مقالات
 
"البيئة والتنمية" (برلين) الهدف الأخضر  
حزيران (يونيو) 2006 / عدد 99
 "عيون العالم على ألمانيا خلال بطولة كأس العالم، ونريد أن نكون قدوة في حماية البيئة".
فرانز بكنباور، رئيس اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم في كرة القدم
عندما يتألق بالاك ورونالدينو وزيدان وغيرهم من الأبطال تحت أضواء دورة كأس العالم لكرة القدم، التي تستضيفها ألمانيا هذا الشهر، ستكون ركلاتهم أكثر رفقاً بالبيئة من أي وقت مضى. فقد اتخذت الحكومة الألمانية واللجنة المنظمة تدابير لاجراء دورة "نظيفة بيئياً".
تنطلق نهائيات كأس العالم لكرة القدم في 9 حزيران (يونيو) وتستمر أربعة أسابيع. وسيحضر مبارياتها الـ 64، أكثر من 3,2 ملايين متفرج من ألمانيا والخارج، مما يعني ازدياداً حاداً في حركة السير. كما ستتأثر البيئة بطرق أخرى، من امدادات الطاقة والمياه الى التخلص من النفايات.
منذ مرحلة باكرة، حددت اللجنة المنظمة أربعة عناصر أساسية لمبادرة بيئية أطلقتها تحت شعار "الهدف الأخضر"، وهي: الطاقة، النفايات، النقل، المياه. ووضعت لها أهدافاً صارمة ومحددة لأول مرة في حدث رياضي بهذا الحجم.
طاقة متجددة ومقتصدة
خلال الأسابيع الأربعة التي ستستغرقها نهائيات كأس العالم، تحتاج الملاعب والمراكز الاعلامية وأماكن الضيافة وحدها الى 13 مليون كيلوواط ساعي، ما يعادل متوسط الاستهلاك السنوي لنحو 4000 منزل. شركة الطاقة العملاقة EnBW، المزود الرسمي للدورة، ستؤمن هذه الكمية من مصادر متجددة، خصوصاً الطاقة الكهرمائية. عموماً، ينتج توليد كل كيلوواط ساعي بالفحم أو الغاز ما يراوح بين 400 و1000 غرام من ثاني اوكسيد الكربون، المسبب الرئيسي لظاهرة الاحترار العالمي. أما الطاقة الكهرمائية فلا تطلق ثاني اوكسيد الكربون، لذلك فهي محايدة مناخياً.
وقد نال مجمَّع وستفالنستاديون الرياضي في دورتموند "الجائزة الشمسية الأوروبية" التي تمنحها الجمعية الأوروبية للطاقة الشمسية "يوروسولار". فمنذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2005، أصبح هذا المجمع أكبر منتج للطاقة الشمسية في ألمانيا. ففيه نظامان من الوحدات الفوتوفولطية، أحدهما فوق حلبة التزحلق على الجليد، والآخر على سطح مركز المعارض قرب ملعب كرة القدم. وهما سينتجان سنوياً 550 ألف كيلوواط ساعي من الطاقة الشمسية النظيفة، ويؤمنان الطاقة الضرورية لتشغيل المباريات الست التي ستقام في دورتموند اضافة الى المركز الاعلامي.
واتخذت تدابير تقنية وتنظيمية للاقتصاد بالطاقة. فالأضواء الغامرة الحديثة في الملاعب، على سبيل المثال، سوف تستهلك نصف الكهرباء التي كانت تستهلكها الأضواء السابقة، وهذا سيخفض استهلاك الطاقة بنسبة 20 في المئة على الأقل. وتم تشييد الأبنية والمرافق الجديدة وفق تصاميم هندسية توفر استفادة قصوى من النور الطبيعي واقتصاداً أكبر في الإنارة والتكييف والتبريد.
نفايات أقل وتدوير أكثر
حظيت النفايات بالقدر الأكبر من العناية. فالمواطنون المحليون يتذمرون عادة من القاذورات التي تنتشر في الطرق بعد الأحداث الرياضية الكبرى، ومنها الاغلفة والعبوات الفارغة وعلب المأكولات السريعة والمنشورات الترويجية.
"الهدف الأخضر" ينوي إنصاف ألمانيا كدولة رائدة في مجال ادارة النفايات. وقد أعطيت الأولوية لاجتناب النفايات من الأساس والتقليل منها الى أقصى حد ممكن. فتقدم الأطعمة بأقل تغليف ممكن والأشربة في عبوات وأكواب يتم ردّها لقاء رسم مرتجع. وسوف تخفض كميات النفايات في الملاعب وحولها بنسبة 20 في المئة بالمقارنة مع المستويات السابقة، وتنتشر نظم ومرافق لتجميع النفايات وفرزها لاعادة تدويرها.
نقل صديق للبيئة
الأعداد الغفيرة التي ستحضر المباريات والتي تقدر بنحو 3,2 مليون مشاهد، اضافة الى 15,000 صحافي ونحو 1500 من مسؤولي الاتحاد العالمي لكرة القدم والضيوف وما لا يقل عن 12,000 متطوع، ستكثّف حركة السير داخل المدن وحول الملاعب. حركة النقل الاضافية الناجمة عن الدورة ستطلق نحو 80,000 طن من غازات الدفيئة في ألمانيا، 90 في المئة منها بفعل السفر الى المدن المضيفة، والبقية من التنقل داخل هذه المدن. وضمن خطة "الهدف الأخضر" تخفيض هذه الانبعاثات بنسبة 20 في المئة، وإبقاء التلوث المباشر (مثل الضجيج وغازات العوادم) في حد أدنى. وفي المخطط التوجيهي أن يتم نقل كل فرد بطريقة صديقة للبيئة، واجتناب أسباب الزحمة، وتوجيه المسافرين الى وسائل النقل العامة كالحافلات والقطارات والترامواي.
المسافرون بالقطار لحضور المباريات سيتجنبون زحمة السير ومصاعب العثور على مواقف لسياراتهم، ويساهمون في حماية البيئة لأن السفر بالقطار يطلق غازات دفيئة أقل كثيراً من مجموع السيارات الخاصة المعادلة. وقد أصدرت الشركة الوطنية للسكك الحديد "دوتشي باهن" عرضين خاصين للسفر الى أماكن المباريات بطريقة صديقة للبيئة، هما "تذكرة كأس العالم" و"بطاقة كأس العالم".
تذكرة كأس العالم ذهاباً وإياباً تحقّ لجميع الذين بحوزتهم بطاقات لحضور مباريات. وهي تكلف 54 يورو لرحلة أقصاها 200 كيلومتر، و74 يورو لرحلة أقصاها 350 كيلومتراً، و90 يورو لجميع الرحلات الأطول. أما بطاقة كأس العالم فهي صالحة من 7 حزيران (يونيو) حتى 11 تموز (يوليو) 2006 في جميع أنحاء ألمانيا ولكل السفرات المحلية والوطنية بواسطة قطارات دوتشي باهن. وليس لزاماً على حاملها أن يشتري بطاقات لحضور المباريات. وهي تكلف 349 يورو للدرجة الثانية و549 يورو للدرجة الأولى.
اقتصاد المياه وحصاد المطر
تنصّ الخطوط التوجيهية لـ"الهدف الأخضر" على الاقتصاد في المياه، وحمايتها من التلوث. وذلك بتخفيض الكمية المستهلكة نحو 20 في المئة، وإحلال مياه المطر والمصادر الطبيعية الأخرى حيثما أمكن، والسماح بتصريف مياه المطر طبيعياً، والتقليل من التلوث وصرف المياه المبتذلة.
أنشئت خزانات تحت الأرض لتجميع مياه المطر. وستتم تلبية جزء من المتطلبات المائية في الملاعب بمياه المطر والينابيع والمياه السطحية. ولتجنب تلوث المياه الجوفية، تستعمل مواد صديقة للبيئة لتنظيف الملاعب وصيانة الساحات، وتخفض كميات الصرف الصحي الى أقل مقدار ممكن. ولمنع انسداد المسطحات الترابية الطبيعية واستيعاب مياه المطر، استخدمت مواد مسامية على سطوح المنشآت والملاعب والأرصفة.
على سبيل المثال، صمم الخبراء حلاً بيئياً لملعب ميونيخ الجديد. فبدلاً من توجيه مياه المطر الى شبكة المجاري البلدية، يتم تجميعها بطريقة تسمح لها بالارتشاح الى داخل الأرض. قد يبدو هذا عملاً بسيطاً، لكنه يحتاج الى تقنية عالية. فتلك الأرض المستوية المغطاة بالعشب التي تبلغ مساحتها سبعة هكتارات، والواقعة فوق موقف للسيارات متعدد الطبقات، تم تصميمها بحيث ان مياه المطر الفائضة تجري في خنادق طبيعية الى خزانات ترسيب اسمنتية تحت الأرض، حيث تستقر الأتربة والجوامد في القعر. ومن ثم يتم توجيه المياه النظيفة المتبقية الى شبكة من الأنابيب المثقبة ضمن طبقة من الحصى، فترتشح مياه المطر من خلال الحصى الى داخل الأرض. بهذه الطريقة سيتم تصريف مياه المطر الى الدورة المائية الطبيعية في 98 في المئة من مساحة الملعب التي تبلغ 51 هكتاراً. وهذا سيضيف الى المخزون الطبيعي نحو 200 ألف متر مكعب في السنة، ما يكفي لامداد نحو 200 عائلة.
هذه العملية المتكاملة لترشيح المياه لها حسنات بيئية كثيرة. فهي تعيد شحن المخزون الجوفي، وتريح محطات معالجة مياه الصرف في ميونيخ فلا ترهقها مياه المطر النظيفة. كما أنها ستوفر على ادارة الملعب 300 ألف يورو سنوياً بدل رسوم شبكات التصريف.
دورة محايدة مناخياً
التزمت اللجنة المنظمة لدورة كأس العالم في كرة القدم بالمسؤولية عن حماية المناخ العالمي، ما انعكس في أهداف بيئية محددة للاقتصاد بالطاقة واستخدام مصادر متجددة ووسائل نقل صديقة للبيئة.
لكن حتى لو استوفيت كل هذه الأهداف، فان المتطلبات الطاقوية وحركة السير الاضافية في أنحاء البلاد أثناء الدورة سيكون لها أثر سلبي على المناخ العالمي. لذلك قررت اللجنة موازنة هذه الانبعاثات الاضافية التي لا يمكن تجنبها بدعم تدابير لحماية المناخ في أماكن أخرى. ومن منظور شامل، تقرر أن تكون هذه الدورة الأولى التي لا تترك أثراً سلبياً على المناخ، أي أن تكون "محايدة مناخياً".
ولتحقيق هذا الهدف الطموح، يجب "تحييد" نحو 100 ألف طن من غازات الدفيئة في مكان آخر، عن طريق دعم مشاريع في بلدان نامية تجمع بين حماية المناخ العالمي ودفع عجلة التنمية، في ما يشبه الاجراءات التي يلحظها بروتوكول كيوتو ضمن "آلية التنمية النظيفة".
كادر
أهداف "الهدف الأخضر" لحماية البيئة
- جعل نهائيات كأس العالم أول بطولة "محايدة مناخياً".
- نقل 50 في المئة من الزوار في وسائل نقل مشتركة.
- تخفيض النفايات في الملاعب وحولها بنسبة 20 في المئة.
- تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 20 في المئة.
- تخفيض استهلاك المياه بنسبة 20 في المئة.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
جوزيف نهرا ومهى عواد (بيروت) مؤتمر النوادي البيئية المدرسية
رجب سعد السيد (الاسكندرية) كابوريا
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.