شركات الطاقة في كاليفورنيا ملزمة بتوليد 20 في المئة من كهربائها من مصادر متجددة بحلول 2010. ومزارع الرياح على أراضي قبائل السكان الأصليين تساهم في الوفاء بهذا الشرط
بدأت 25 طاحونة هواء بارتفاع 20 طابقاً إنتاج الكهرباء في مقاطعة سان دييغو بولاية كاليفورنيا الأميركية. فقدعادت قبائل "الهنود الحمر" الى ركوب الريح للنهوض باقتصاداتها. ومشروع "كيومياي وِند" (Kumeyaay Wind) القادر على توليد 50 ميغاواط هو أضخم مشاريع إنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في منطقة قبلية.
تعتمد اقتصادات كثير من قبائل السكان الأصليين في الولايات المتحدة على مبيعات الطاقة وتأجير الأراضي الى شركات التنقيب عن الفحم والنفط والغاز الطبيعي. وهذا يلحق الضرر بالأراضي القبلية، لكنه في أحيان كثيرة يعتبر ضرورياً لتأمين الأموال وفرص العمل في المستوطنات التي يسكنها الهنود الحمر ولحماية نمط من الحياة آخذ في الزوال.
يقول لورنس فلاورز، رئيس مجموعةWind Powering America (طاقة أميركا من الرياح) التي ترعاها وزارة الطاقة وتساعد القبائل في تطوير مزارع الرياح، ان من الطبيعي أن تتوجه القبائل الى الرياح طالبة العون، "فالرياح تتناسب كثيراً مع قيمها الروحية والثقافية، وهي لا تُستخرج من الأرض كالفحم والنفط، فاستغلالها لا يزيل شيئاً ولا يمس بالمقدسات".
سوف تبيع قبيلة كيومياي الكهرباء التي تنتجها مزرعة رياحها الى شركة غاز وكهرباء سان دييغو، ويتوقع أن تزود ما بين 12,000 و15,000 منزل بالطاقة. وقد خسرت قبيلتا هوبي ونافاهو في أريزونا جزءاً كبيراً من دخلهما في بداية سنة 2006، عندما أقفلت احدى أكثر محطات الطاقة تلويثاً في الولايات المتحدة. وهما تتطلعان الى مشاريع طاقة الرياح لتعويض الدخل والتوقف عن استخراج الفحم من أراضيهما لتشغيل المحطة.
هناك طواحين هواء بتوربينة واحدة تولد الكهرباء على أراض قبلية في ولايات نورث داكوتا وساوث داكوتا ومونتانا، لكن مزرعة الرياح الجديدة في كاليفورنيا هي الأولى المزودة بتوربينات متعددة. وفي ألاسكا خمسة مشاريع "هجينة" تشغلها طاقة الرياح والديزل، ويجري التخطيط لتشغيل عشرات المشاريع الأخرى. يقول فلاورز: "هذا عمل ضخم. اننا نعمل مع أكثر من 30 قبيلة لمساعدتها في تطوير موارد الرياح".
ومن المشاريع التي بوشر تنفيذها مشروع قدرته 80 ميغاواط يشمل ثماني مستوطنات قبلية في نورث داكوتا وساوث داكوتا. كما يجري توسيع مزرعة رياح بقدرة 750 كيلوواط في مستوطنة لقبيلة سيو في ساوث داكوتا، وهذه كانت أكبر مشروع من نوعه على أرض قبلية قبل مشروع كيومياي الذي يزيدها 70 مرة.
طاقة الرياح ليست مستقرة، فسرعة الرياح يجب ألا تقل عن 8 كيلومترات في الساعة لكي تولد الكهرباء. ومع أن مزرعة سان دييغو تقع في احدى المناطق التي تهب عليها أقوى الرياح في جنوب كاليفورنيا، فان قدرتها على الانتاج لن تكون في مستوى قدرة المحطات العاملة على الغاز الطبيعي والطاقة النووية والفحم. وتبلغ قدرة انتاج الكهرباء في مزارع الرياح في الولايات المتحدة نحو 9200 ميغاواط، بالمقارنة مع 6700 ميغاواط قبل سنة و2500 ميغاواط قبل خمس سنوات و1500 ميغاواط عام 1990، وفق جمعية طاقة الرياح الأميركية.
كلف مشروع كيومياي أكثر من 80 مليون دولار، أتى 51 مليوناً من شركة "بانكوك أند براون" للاستثمارات العالمية التي ستمتلك المشروع مع "جنرال إلكتريك". وسوف يساعد في الوفاء بمتطلبات ولاية كاليفورنيا أن تولد شركات الطاقة 20 في المئة من كهربائها من مصادر متجددة بحلول سنة 2010.
|