هازجة البصرة وغزال بخارى والقرش المتشمس ودلفين المتوسط القصير الخطم، وحيوانات مهاجرة أخرى، مخلوقات مهددة وضعت مؤخراً تحت جناح حماية دولية قد تنقذها من الفناء
"البيئة والتنمية" (نيروبي، بون)
انضمت مجموعة من الحيوانات الفاتنة مؤخراً الى قائمة الأنواع المهاجرة المهددة بالانقراض التي تحظى بحماية عالمية.
فقد تم إدراج 11 نوعاً جديداً في الملحق الأول لاتفاقية الأنواع المهاجرة الذي يضم 118 نوعاً مهدداً، وتشمل الاجراءات التي يتعين أن تتخذها الحكومات المعنية تحسين موائلها ومواقع تكاثرها وازالة العقبات التي تعترض هجرتها. وأدرجت البقية في الملحق الثاني، الذي يدعو الدول الى إبرام اتفاقيات اقليمية لحمايتها.
طيور مهاجرة
تضمنت القائمة الجديدة أنواعاً عدة من الطيور واجراءات اضافية لحمايتها. فطائر النوء البحري الذي يعيش في جزيرة هندرسون الخاضعة لبريطانيا لا يعشش الا هناك، حيث تفترسه الجرذان والسلاطعين. ونجاحه ضعيف في التكاثر، اذ ان أقل من 20 في المئة من بيضه يفقس فراخاً. ويتوقع ان يؤدي إدراجه في الملحق الأول الى تعاون أوثق بين فرنسا وبريطانيا إذ إن هناك طائراً شبيهاً به يعيش على جزر أخرى في المنطقة هي جزء من بولينيزيا الفرنسية، وقد يثبت أنه من النوع ذاته. ويمكن أن تشمل الاجراءات المشتركة ابادة الجرذان في الجزر المعنية.
بلشون سكواكو المدغشقري، الذي يهاجر بين مدغشقر وبلدان مثل الكونغو الديموقراطية وكينيا واوغندا، أدرج في الملحق الأول أيضاً. فقد انخفضت أعداده الى ما بين 2000 و6000 طائر. ويهدده تدهور الموائل والاعتداء على البيض والفراخ في مواقع التعشيش.
الدريجة الحمراء طائر يهاجر بين جزيرة ساوثامبتون في كندا وأرخبيل تييرا دلفويغو واقليم بنتاغونيا الأرجنتيني في أميركا اللاتينية. وقد أدرجت في الملحق الأول. ويشكل دمار الموائل نتيجة السياحة ومشاريع التنمية غير المنظمة تهديداً رئيسياً لهذا الطائر.
كذلك أضيفت هازجة القصب في البصرة الى الملحق الأول، وقد انخفضت أعدادها الى ما بين 2500 و10,000. وهي تعيش في أهوار العراق التي تم تجفيفها الى حد كبير إبان الحكم السابق. وتهاجر الى مناطق مثل جنوب شرق كينيا والسودان وجنوب الصومال وشرق تنزانيا وموزمبيق. وتشير دراسات أجريت في منطقة نغوليا في كينيا الى أن أعداد هازجة البصرة قد تكون انخفضت بين 80 في المئة منذ سبعينات القرن العشرين.
جَلَم الماء البلياري طائر بحري تبلغ أعداده المعششة في العالم قرابة 2000 زوج، وقد ادرج في الملحق الأول. وهو يعيش على جزر اسبانية في البحر المتوسط مثل مايوركا وإبيزا وفورمنتيرا، داخل كهوف وتجاويف على منحدرات ساحلية. ويهاجر الى خليج بيسكاي على محيط الاطلسي بين اسبانيا وفرنسا، وترتحل بعض مجموعاته الى مياه شمال افريقيا، والبعض الآخر يمضي بعيداً الى جنوب اسكندينافيا وجنوب افريقيا. وتفترسه القطط والجرذان وسعادين الرَّباح المنقطة، كما يهدده التلوث أثناء وجوده في البحر.
دُجّ الأرض المنقط، الذي تقدر أعداده بين 1000 و2500، أدرج أيضاً في الملحق الأول. ويعرف وجود سلالتين مهاجرتين من هذا الطائر، واحدة تنتقل بين أماكن مثل غابة أرابوكو سوكوكي في كينيا وتنزانيا وربما موزمبيق، وأخرى تعيش في جنوب افريقيا وتهاجر بين مناطق ناتال وترنسكي وترانسفال. الخطر الرئيسي الذي يهدد هذا الطائر تدمير ملاذاته في الغابات. وهو يهاجر ليلاً، لذا يتعرض للاصطدام بالمباني المضاءة.
ومن الطيور التي أدرجت في الملحق الثاني أبو اليسر الصخري الذي تقدر أعداده بنحو 25,000، وهو يهاجر عبر غرب ووسط أفريقيا، وتتهدده أخطار مثل استخراج الرمال من الأنهار. أما أبو مقص الأفريقي فتتهدده مضايقات الانسان والمواشي. وصائد الذباب الغريب الذيل يقطن في باراغواي وشمال الارجنتين، وقد عانى خسائر كارثية في البرازيل.
ومن الطيور الأخرى التي منحت حماية ضمن الملحق الثاني صائد الذباب الكبير ذو الذيل الشبيه بذيل الديك، الذي يعيش في شمال وشرق بوليفيا وجنوب البرازيل وشرق باراغواي وشمال الأرجنتين، وتهدد موائله في مروج الأعشاب العالية مشاريع التنمية الزراعية. وهناك أيضاً آكل البزور الكستنائي في أميركا الجنوبية، وآكل البزور الذي يهوى المستنقعات، والشحرور الزعفراني القلنسوة في جنوب شرق باراغواي والأرجنتين وأوروغواي والذي تراجعت أعداده أكثر من 30 في المئة خلال السنوات العشر الماضية.
لبائن سابحة وبرية وطائرة
أدرجت في الملحقين الأول والثاني لاتفاقية الأنواع المهاجرة أنواع عدة من الثدييات (اللبائن)، بينها دلفين البحر المتوسط ذو الخطم القصير. وأنماط هجرة هذا الحيوان ليست معروفة جيداً، لكن يعتقد أنه ينتقل عبر مضيق جبل طارق وربما يعبر المضايق التركية. ولئن تكن أعداده غير معروفة بدقة، فهي تتراجع نتيجة عوامل متعددة بينها وقوعه في شباك صيد الأسماك.
غزال بخارى هو الأيل الوحيد الذي يقطن الأماكن الجافة في وسط آسيا، وقد أضيف الى الملحقين الأول والثاني. وهو يهاجر عبر بلدان منها طاجكستان وأوزبكستان. وقدرت أعداده عام 1995 بنحو 350، لكن جهود الحماية التي تولاها الصندوق العالمي لحماية الطبيعة وهيئات ومنظمات أخرى أثمرت زيادة في أعداده الى نحو 900. ويشكل الصيد غير المشروع لهذه الغزلان أثناء هجرتها الخطر الرئيسي عليها، لكن ثمة، تهديدات أخرى منها تدمير موائلها وتلوثها نتيجة رش حقول القطن بالمبيدات.
وأدرجت الغوريلا في الملحق الأول. وتشمل أنواعها غوريلا المنخفضات الشرقية وغوريلا المنخفضات الغربية والغوريلا الجبلية. ومما يهدد هذه الحيوانات تدهور موائلها، والقتل طمعاً بلحومها، والحروب الأهلية والقلاقل.
القرش المتشمس ثاني أكبر قروش العالم، اذ يصل طوله الى 10 أمتار، وقد أدرج أيضاً في الملحقين الأول والثاني. هذا الحيوان العملاق يتغذى على عوالق بحرية، يلتقطها بواسطة "فلتر" في فمه، ويعيش في الجروف القارية في المحيطات الأطلسي والهندي والهادئ والبحر المتوسط. أعداده في العالم غير معروفة، لكن اصطيد منه ما بين 80,000 و106,000 في شمال شرق المحيط الاطلسي خلال نصف القرن الماضي. ويعتقد أن هذه الحيوانات تهاجر الى مناطق بعيدة، فقد بينت دراسة حكومية بريطانية للقروش المتشمسة في الاطلسي أنها تصل الى المياه المقابلة لسواحل فرنسا وايرلندا وبريطانيا وويلز، وشمالاً الى المياه الاسكوتلندية. أما التي تعيش في المياه الاميركية فتهاجر الى المياه الكندية والكاريبية. ومن الأخطار التي تهدد هذه الحيوانات الصيد المباشر وغير المباشر. ولأنها كثيراً ما تتجمع في الخلجان والمياه الضحلة، فهي عرضة أيضاً لخطر الاصطدام بالسفن. ومن الدلائل على تكرار هذه الحوادث مشاهدة خدوش على أجسام الكثير منها. كما أن الاحترار العالمي يشكل خطراً ناشئاً على العوالق التي هي مصدر غذائها.
أدرجت في الملحق الثاني ثلاثة أنواع من الوطاويط الافريقية. ويعيش وطواط ناتال المتعلق، أو وطواط شريبر ذو الجناحين المنحنيين، في بلدان مثل الكونغو وجنوب افريقيا. وهو يهاجر موسمياً، ويهدده تدهور الموائل نتيجة مشاريع التنمية الزراعية والتنقيب عن المعادن والسياحة. كما تتأثر طرق هجرته بالحروب وهو يصاد أحياناً لأكله.
أما الوطواط الكبير الأذنين الطليق الذيل، أو وطواط الدرواس العملاق، فيتوزع على رقعة واسعة من اثيوبيا الى جنوب افريقيا. وتتراوح أعداده في مستعمراته بين بضع عشرات وبضع مئات.
وقد سجل وجود أكثر من 1000 وطواط من هذا النوع في نفقين كونتهما حمم بركانية في كينيا، في جبل سوسوا بالوادي المتصدع وفي ايثودو بمرتفعات شيولو. وأظهرت مسوحات أجريت هناك مؤخراً أن الوطاويط اختفت ما عدا 17 وجدت في ايثودو. ولا يوجد دليل مباشر على هجرتها، لكن يشتبه ان البعض يهاجر بين كينيا وتنزانيا. ومن التهديدات التي تواجهها الازعاج والسياحة وانسداد المداخل وتغير المناخ المحلي في مواقع الأنفاق نتيجة الحفريات.
الوطواط الثالث الذي أدرج في الملحق هو آكل الثمار القَشّي اللون، الذي يقطن في جزر خليج غينيا وزنجيبار وبيمبا ومافيا قبالة سواحل تنزانيا. وقدر عدد الوطاويط في احدى المستعمرات في كمبالا خلال ستينات القرن الماضي بنحو مليون. لكن الاعداد انخفضت، ويتعامل المزارعون مع هذه الثدييات الطائرة كمصدر ازعاج، فيضعون لها السموم ويقتلعون الأشجار التي تأوي اليها.