تنتشر في عدد من المناطق المغربية رسوم ونقوش صخرية يعود بعضها إلى العصر الحجري، ومنها الى 5000 سنة قبل الميلاد. وقد عبر بها الإنسان القديم عن نمط عيشه ومعتقداته. وتكشف هذه النقوش بعض مكونات التراث الحضاري المغربي، ويؤرخ بعضها لمعالم ومواقع أثرية.
ويزخر المغرب بأكثر من 300 موقع للنقوش الصخرية، متمركزة في جبال الأطلس الكبير وضفاف نهر درعة وروافده، وفي محاذاة الجداول الجافة في المناطق الصحراوية.
ويشهد الموقع الأثري في منطقة لغشيوات على طريق السمارة في الجنوب المغربي شريطاً صخرياً من الرخام يمتد من واد أوليتيس في اتجاه عين لحشيش شمالاً بطول 12 كيلومتراً وعرض 3 كيلومترات. وهو يحتضن رسوماً ونقوشاً صخرية متنوعة ويشير الى الحقب البشرية المتعاقبة على المنطقة. ويتفرد هذا الموقع بضخامة بعض نقوشه، إذ تصل الى 2.5 متر طولاً و1.5 متر عرضاً.
صوناً للبعد التاريخي والتراثي والبيئي لهذه النقوش، خصوصاً في جهة سوس ماسة درعة وبعض الأقاليم الجنوبية، أنشأت وزارة الثقافة مركزاً وطنياً للنقوش الصخرية، وفق خطة لحماية هذا الموروث الموغل في القدم ورد الاعتبار إليه باستثماره في تنمية السياحة البيئية. وسوف يجرى جرد شامل وتحليل علمي لهذا التراث الصخري المنقوش.