أكياس التسوق البلاستيكية التي يتم انتاجها باعداد هائلة في أنحاء العالم تملأ مطامر النفايات وتبقى مئات السنين من دون أن تتحلل. وهي التي ترمى عشوائياً فتنتشر على شواطئنا وفي شوارعنا وحدائقنا العامة ومروجنا وغاباتنا.هنا بعض الحقائق حول استهلاكها ومضارها وسبل التقليل منها

يصعب تخيل الحياة من دون اكياس بلاستيك. انها من الأشياء الاستهلاكية الأكثر انتشاراً على الأرض، فخفة وزنها وانخفاض كلفتها ومقاومتها للماء تجعلها ملائمة جداً لحمل البقالة والملابس والمشتريات الأخرى. هذه الأكياس الرقيقة التي تزن بضعة غرامات قد تبدو غير ضارة، لولا إنتاجها بأعداد هائلة. فالمصانع حول العالم تنتج كل سنة ما بين 4 و5 تريليون كيس (التريليون يساوي مليون مليون)، من أكياس القمامة الكبيرة الى أكياس التسوق السميكة وأكياس البقالة الرقيقة.

بالمقارنة مع أكياس الورق، يستهلك انتاج أكياس البلاستيك كمية أقل من الطاقة والماء ويولد مقداراً أقل من التلوث الهوائي والنفايات الصلبة، وهي تحتل حيزاً أصغر في المطامر. لكنها لا تتحلل الا بعد مئات السنين. وكمية كبيرة منها لا تنتهي في مجمَّعات النفايات، وانما تحملها الرياح بعيداً بعد رميها، فتعلق على الأسيجة وأغصان الأشجار وتسد قنوات التصريف والمجارير وتعوق مجاري الأنهار. وقد تبين في دراسات أميركية أن 47 في المئة من النفايات التي تذروها الرياح من المطامر هي مواد بلاستيكية، وكثير منها أكياس.

والأكياس البلاستيكية المتناثرة في البحر تتسبب في اختناق ونفوق أعداد كبيرة من الطيور والسلاحف والحيتان والفقم. كما انها مميتة للمواشي على البر. وقد طلب مزارع في ولاية نيو ساوث ويلز الاوسترالية إجراء تشريح لعجل نافق، فتبين وجود 8 أكياس بلاستيك في معدته أدت الى انسدادها.

- أكياس البلاستيك تبدأ كنفط خام أو غاز طبيعي أو مشتقات بتروكيميائية، وهذه تتحول الى سلاسل من جزيئات هيدروجينية وكربونية تعرف بالبوليمرات أو الأصماغ البوليميرية. وبعد تسخين البلاستيك واعطائه الشكل المطلوب وتبريده، يصبح جاهزاً للتسطيح والتلحيم والتثقيب وللطباعة عليه.

- أكياس البلاستيك الأولى التي كانت تستعمل للخبز والسندويشات والفواكه والخضار بدأ استخدامها في الولايات المتحدة عام 1957. وبدأت أكياس القمامة البلاستيكية بالظهور في المنازل وعلى الأرصفة حول العالم في أواخر ستينات القرن الماضي.

- تستأثر أميركا الشمالية وأوروبا الغربية بنحو 80 في المئة من أكياس البلاستيك المستهلكة، لكن استعمالها يتزايد في البلدان النامية أيضاً. ويرمي الأميركيون كل سنة نحو 100 مليار كيس مصنوع من بلاستيك البوليثيلين، ويعيدون تدوير 0,6 في المئة من الأكياس فقط.

- ربع الأكياس البلاستيكية التي تستهلكها البلدان الغنية يتم انتاجها حالياً في آسيا.

- يسمي الايرلنديون أكياس البلاستيك الواسعة الانتشار "العلم الوطني". ويسميها سكان جنوب افريقيا "الزهرة الوطنية"، اذ تملأ المروج والغابات.

- في كانون الثاني (يناير) 2002، ألزمت حكومة جنوب افريقيا مصانع أكياس بلاستيك بانتاج أكياس تدوم مدة أطول وتكون أغلى ثمناً، في محاولة لثني المستهلكين عن التخلص منها، مما أسفر عن انخفاض استهلاكها بنسبة 90 في المئة.

- فرضت ايرلندا في آذار (مارس) 2002 ضريبة على كيس البلاستيك مقدارها 15 سنتاً، مما أدى الى انخفاض استهلاكها بنسبة 95 في المئة.

- في أوائل تسعينات القرن العشرين، نظم "تحالف نساء لاداخ" وهيئات أهلية أخرى حملة ناجحة أدت الى حظر أكيس البلاستيك، وبات يحتفل في أول أيار (مايو) من كل سنة بـ"يوم حظر البلاستيك". ولدى اوستراليا ونيوزيلندا وكينيا والجزائر والفيليبين وتايوان وكندا والولايات المتحدة وبريطانيا وبلدان أخرى خطط لحظر أكياس البلاستيك أو فرض ضريبة على استهلاكها.

- بدأت بعض محلات السوبرماركت حول العالم منذ سنوات تشجيع المستهلكين على الاستغناء عن أكياس البلاستيك، أو احضار أكياس أو حقائب جر خاصة بهم، وذلك بعرض ردّ مبلغ صغير لقاء كل كيس لا يستعمل.

- ينتج بعض الصانعين أكياس بلاستيك تتحلل بيولوجياً أو قابلة للتسميد، وهي مصنوعة من نشويات أو بوليمرات وخالية من البوليثيلين. لكن ارتفاع سعرها ما زال يعوق استعمالها، وهي تشكل أقل من واحد في المئة من سوق أكياس البلاستيك.

- خلال أولمبياد 2000 في سيدني باوستراليا، تم جمع 76 في المئة من فضلات الطعام المتولدة باستعمال أدوات تتحلل بيولوجياً وأكياس بلاستيك قابلة للتسميد، وبذلك تقلصت الحاجة الى فرز نفايات الطعام.

- حاول أن تمضي أسبوعاً واحداً على الأقل من دون أكياس بلاستيك جديدة. اذا تخلى كل متسوق عن أخذ كيس واحد فقط كل شهر، فان ذلك يعني عدم هدر مليارات الأكياس كل سنة.

- خذ معك كيساً قماشياً أو حقيبة جر للتسوق. كما يمكنك وضع مشترياتك في علبة كرتون.

- أرفض أن تأخذ كيساً بلاستيكياً من المتجر اذا كانت مشترياتك صغيرة وسهلة الحمل.

- استخدم الأكياس المستعملة في برميل نفاياتك، بدل شراء أكياس خاصة لهذا الغرض.

- راقب كمية الأكياس التي تتجمع لديك، وحاول أن تقلل عدد التي تأخذها الى المنزل. إن استخدامها لا يطول عادة الا دقائق، هي الوقت الذي تستغرقه للوصول، لكنها تبقى ما بين 15 و1000 سنة لكي تتحلل.

- أثناء تحضير الطعام، ابسطي بعض أوراق الجرائد وضعي عليها مخلفات الثمار أو الخضار ولفيها عند الانتهاء. هذه يمكن أن تذهب فوراً الى برميل (أو حفرة) التسميد العضوي في الحديقة، كما أنها تتحلل فوراً في تربة المطمر إن أرسلت ملفوفة هكذا من مستوعب النفايات.

- اطلب من المتاجر التي ترتادها أن توقف تقديم الأكياس مجاناً، أو أن تقدم حسماً مقابل عدم استعمالها. وشارك في تنظيم حملة لهذا الغرض.

- طالب ممثليك السياسيين المحليين بوضع تشريعات تفرض ضرائب على أكياس البلاستيك أو تقيّد استعمالها.

- في بعض البلدان يمكن شراء أكياس نفايات قابلة للتحلل بيولوجياً من السوبرماركت. هذه توفر دافعاً مادياً لتقليل كمية النفايات التي ترسل الى المطمر وزيادة الكمية التي يعاد تدويرها.