Friday 22 Nov 2024 |
AFED2022
 
AFEDAnnualReports
Environment and development AL-BIA WAL-TANMIA Leading Arabic Environment Magazine
المجلة البيئية العربية الاولى
 
موضوع الغلاف
 
سيـارات 2006 الأوسخ والأنظف  
شباط (فبراير) 2006 / عدد 95
 هل تعلم أن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من سيارة هامر H2 تصل الى ثلاثة أضعاف الانبعاثات من سيارة تويوتا كامري، وأن الانبعاثات من سيارة بورش كايان تصل الى ضعفي ما تنفثه سيارة مثل أوبل فكترا؟
المستهلك العربي لا يفكر غالباً في هذه الأمور، لأن المعلومات التي تقدمها شركات السيارات في المنطقة الى زبائنها تعبر في معظم الحالات عن استخفاف بالمستهلك والبيئة معاً. وتكفي مراجعة مواقع الانترنت عن السيارات المخصصة للشرق الأوسط والبروشورات التي تُوزَّع في الدول العربية للتحقق من هذه المسألة. فهي تتحدث عن قوة المحرك وسرعته ومواصفات الرفاهية من مقاعد وثيرة وأجهزة صوتية وآلات تحكم آلية. لكنها لا تشير إلى استهلاك السيارة من الوقود، ناهيك عن انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من محركها، وهي معلومات يُفرض على مصنّعي السيارات نشرها في معظم الدول. ففي دول الاتحاد الأوروبي، يفرض القانون ابراز معدلات الاستهلاك والانبعاثات حتى في الاعلانات عن السيارة. وفي الولايات المتحدة، تنشر وكالة حماية البيئة جداول سنوية بالاستهلاك وانبعاثات ثاني اوكسيد الكربون لكل السيارات الشخصية.
في غياب معلومات عن معدلات الاستهلاك والانبعاثات للسيارات المباعة في الدول العربية، جمع باحثو ''البيئة والتنمية'' أرقاماً موثقة عن خمسين سيارة مستخدمة في المنطقة العربية. وقد تم تجاوز عدم وجود المعلومات في المنشورات ومواقع الانترنت التي تديرها الفروع الاقليمية لشركات السيارات، بالحصول عليها من مصادر أوروبية وأميركية متعددة، بينها وكالة حماية البيئة الأميركية ووكالة البيئة الأوروبية والفروع الأميركية والأوروبية لشركات السيارات. وجرى تحليل علمي ومقارنة للمعلومات من المصادر المختلفة، إضافة الى ملاحظات المستهلكين. وتم على أساس هذا التحليل إعداد جداول بالاستهلاك والانبعاثات وفق أربع فئات: سيارات الدفع الرباعي، السيارات العائلية، السيارات الفخمة، السيارات الصغيرة. ولتوحيد معايير المقارنة، تم اختيار السيارات جميعها مع ناقل سرعة اوتوماتيكي ومكيف هواء، بمحركات تعمل على البنزين. أما سعة المحرك، فقد حاولنا تحديدها ضمن معايير متشابهة، مع أن هناك تفاوتاً بين المصنعين المختلفين، إذ أن بعض الشركات، خاصة الأوروبية، حددت أحجام محركاتها لتتوافق مع القيود المتشددة للانبعاثات.
ويعتمد حساب الاستهلاك والانبعاثات على أسلوب استخدام السيارة ونوعية الطرقات والازدحام والمناخ، مما يجعل المعدلات تقريبية ومتفاوتة بين منطقة وأخرى. لذا اعتمدنا المعايير الأوروبية كأساس، وقارناها في جميع الحالات بالأرقام الأميركية، وراجعنا آراء المستهلكين من تجاربهم في القيادة في مناطق مختلفة. وإذ اعتمدنا المعيار الأوروبي لتحديد أسس المقارنة، نشير الى اعتقادنا بأنه من الواقع اعتبار أن معدلات الانبعاثات في المنطقة العربية قد تكون أقرب الى 40 في المئة أكثر من المعدلات المذكورة في الجداول، وذلك بنسب متساوية لجميع السيارات، مما لا يغير في الترتيب. ويعود هذا الى الظروف القاسية للقيادة وتركيز السيارات الخاصة بشكل أساسي في المدن العربية المزدحمة.
سيارات الدفع الرباعي
سيارات ''هامر H’’2 و''كاديلاك اسكالايد'' و''بورش كايان'' جاءت في أسفل قائمة سيارات الدفع الرباعي، من حيث انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون. فسيارة ''هامر''، التي طورتها جنرال موتورز من تصميم مركبة عسكرية، وتم تسويقها في أميركا والشرق الأوسط على أنها سيارة جيل جديد من المدراء الناجحين ذوي أسلوب حياة يتميز بالنشاط والهجومية، كانت الأسوأ بلا منازع. فهيتنتج 565 غراماً من ثاني اوكسيد الكربون في كل كيلومتر تقطعه. وقد تتضاعف هذه الكمية في الزحمة التي تشهدها دبي وبيروت مثلاً، المدينتان اللتان أصبحت فيهما ''هامر'' سيارة شائعة. وحتى طراز H3 الذي أدخلته هامر بمحرك أصغر سعته 3,5 ليترات، ينفث انبعاثات بمعدل 331 غراماً في الكيلومتر، ما يتجاوز المحركات الأخرى من الحجم نفسه. وتتبع ''هامر'' سيارة ''كاديلاك اسكالايد'' (377 غراماً) وبورش كايان (376 غراماً) وشفروليه تاهو (364 غراماً) ورانج روفر (354 غراماً). وبالمقارنة، تبلغ الانبعاثات من سيارة ''سوبارو اوتباك'' 260 غراماً فقط، بسعة محرك 3 ليترات. وبين الطرفين، هناك نيسان مورانو (276 غراماً) وتويوتا لاند كروزر (305 غرامات) وفورد إكسبلورر (332 غراماً). هذه السيارات جميعاً تعمل على البنزين الخالي من الرصاص، مع محول حفاز.
أما المميز في فئة الدفع الرباعي لهذه السنة، فهما طرازان من فورد ولكزس بمحرك هجين، وهما غير متوفرين في المنطقة العربية. لكزس تبيع في الأسواق الأميركية والأوروبية واليابانية سيارة دفع رباعي فخمة هجينة (RX 004h)، تعمل على البنزين والكهرباء معاً. سعة محركها 3,3 ليترات، ومعدل انبعاث ثاني اوكسيد الكربون منها لا يتجاوز 192 غراماً لكل كيلومتر واحد. أما فورد، فتبيع في الأسواق الأميركية هذه السنة سيارة هجينة من نوع ''إسكايب'' (Escape) تعمل على البنزين والكهرباء معاً، سعة المحرك 2,3 ليتر بمعدل انبعاثات 188 غراماً بالكيلومتر، هو الأقل بين سيارات الدفع الرباعي.
السيارات الفخمة
اذا كنت تريد اقتناء سيارة فخمة، يمكنك الاختيار بين واحدة من الأسوأ في الانبعاثات، ''مرسيدس إس ''500 التي تنفث 296 غراماً من ثاني اوكسيد الكربون في كل كيلومتر تقطعه، و''ساب 5-''9 التي لا تتجاوز انبعاثاتها 238 غراماً. لكن الأولى تسير بمحرك سعته 5,4 ليترات والثانية بمحرك 2,3 ليتر. وبين الاثنتين مجموعة من السيارات الفخمة ذات المحركات المتعددة الأحجام، لكن الملاحظ أن الانبعاثات متقاربة بين المحركات ذات السعة التي تتراوح بين 4 و5 ليترات، أكانت فورد تاون كار أم كاديلاك أم جاغوار أم إنفينيتي أم لكزس. أما الانخفاض فيحصل لدى هبوط سعة المحرك، كما في فولفو إس ،80 بمحرك قوي سعته 2,5 ليتر فقط وساب 5-9 بمحرك 2,3 ليتر. وتجدر الاشارة الى أن مرسيدس وكاديلاك وأودي وبي إم دبليو تقدم أيضاً خيارات لسيارات بمحركات أصغر، لكننا اخترنا في اللائحة الطرازات الشائعة في المنطقة على أنها تقع تحت وصف ''فخمة''. ويجدر بالشاري مراجعة لائحة المواصفات لجميع الطرازات والمحركات المتوافرة لانتقاء الأنسب والأنظف، فقد يجد من نوع السيارة نفسها طرازاً آخر بمحرك أكثر توفيراً وملاءمةً لاحتياجاته.
السيارات العائلية
شفروليه لومينا وكابريس من السيارات العائلية الأكثر رواجاً في منطقة الخليج، لكن محركاتهما الكبيرة تضعهما في قمة لائحة انبعاثات ثاني اوكسيد الكربون ضمن هذه الفئة. واللافت أنه في حين أوقفت جنرال موتورز إنتاج هذين الطرازين في أميركا الشمالية، واستبدلتهما بسيارات عائلية ذات محركات أصغر، فقد استمرت في انتاجهما خصيصاً للشرق الأوسط في مصانع ''هولدن'' التي تملكها في أوستراليا، وذلك تلبية للطلب الخليجي على سيارات عائلية واسعة بمحركات كبيرة.
لم نتمكن من الحصول قبل إصدار اللائحة على معلومات عن الانبعاثات من لومينا وكابريس، من أي مصدر اقليمي أو خارجي. لذلك اخترنا شفروليه إيبيكا بمحرك سعته 2,5 ليتر، وهي متوفرة أيضاً في الأسواق الأميركية، وقد سجلت معدل انبعاثات من ثاني اوكسيد الكربون وصل الى 288 غراماً بالكيلومتر.
السيارات الأخرى في هذه الفئة، التي تراوحت سعة محركاتها بين 2 و2,5 ليتر، جاءت انبعاثاتها أقل. لكن الأفضل في هذه الفئة، من حيث الانبعاثات مقارنة بحجم المحرك، كانت سيارة أوبل فيكترا بمحرك سعة 2,2 ليتر، إذ بلغ معدل الانبعاثات منها 192 غراماً بالكيلومتر فقط. والمفارقة أن هذه السيارة من انتاج الفرع الأوروبي لشركة جنرال موتورز. وتلتها سيارة بيجو307، بمحرك سعته ليتران وانبعاثات بلغت 195 غراماً بالكيلومتر. ولم نورد ضمن هذه الفئة سيارات هجينة وذات وقود بديل غير متوافرة في الأسواق العربية، مثل طرازين من فولفو يعملان على الايثانول والغاز الطبيعي، وانبعاثاتهما قليلة.
السيارات الصغيرة
اخترنا في فئة السيارات الصغيرة محركات تتراوح سعتها بين 1,3 و1,4 ليتر، لأننا حصرنا المقارنة بالسيارات الأوتوماتيكية مع مكيف هواء، ما لا يتوافر في السيارات ذات المحركات الأصغر. وقد برزت في هذه الفئة سيارة أوبل كورسا بتقنية نقل سرعة ''إيزي ترونيك''، حيث سجلت نسبة انبعاثات 137 غراماً بالكيلومتر، هي الأقل في فئتها بمحرك اوتوماتيكي يعمل على البنزين. وتلتها سيارة ''سمارت فور - فور'' بمحرك 1,3 ليتر وانبعاثات 138 غراماً. أما بقية السيارات الأوتوماتيكية الصغيرة العاملة على البنزين، فتراوحت نسبة انبعاثاتها بين 185 غراماً لفولكسفاغن بولو و162 غراماً لتويوتا كورولا.
في هذه الفئة برزت سيارتان هجينتان من تويوتا وهوندا، تعملان على البنزين والكهرباء معاً، لكنهما غير متوافرتين في الأسواق العربية. فسيارة تويوتا بريوس الهجينة بمحرك 1,5 ليتر بلغ معدل انبعاث ثاني اوكسيد الكربون منها 104 غرامات بالكيلومتر، وسيارة هوندا سيفيك الهجينة بمحرك 1,3 ليتر سجلت معدل انبعاث بلغ 116 غراماً.
بعض الشركات عرضت في معرض دبي لسيارات 2006 نماذج هجينة تعمل على البنزين والكهرباء، أو الهيدروجين. لكن أيّاً منها لم يكن مخصصاً للأسواق العربية، بل هي عرضت للعلاقات العامة فقط. وقد أصبح مؤكداً بالتجربة العملية أن السيارات الهجينة العاملة على البنزين وبطارية الكهرباء هي ذات كفاءة عالية، تنتج انبعاثات أقل، وتخفف من تلوث أجواء المدن، وهي لا تحتاج الى أية تجهيزات إضافية، اذ أن البطارية تعبئ نفسها تلقائياً من محرك البنزين. فمتى نرى في صالات العرض وعلى الطرقات العربية سيارات هجينة مثل هوندا سيفيك وتويوتا بريوس وفورد اسبايس ولكزس؟
وهل يمكن أن يحصل هذا بمعزل عن تطوير التشريعات في دول المنطقة، التي ما زالت تتعاطى مع السيارة كصندوق على عجلات، تتقرر الضرائب والرسوم عليها وفق الوزن والحجم لا وفق الانبعاثات والأثر البيئي؟ إلى أن يحصل هذا، ستبقى طرقات المدن العربية ملاعب لدينوصورات العصر الحديث، خاصة مع الطفرة الاقتصادية التي رفعت استيراد دول الخليج وحدها الى 600 ألف سيارة في السنة.
 
 
 
 

اضف تعليق
*الاسم الكامل  
*التعليق  
CAPTCHA IMAGE
*أدخل الرمز  
   
 
بندر الأخضر صديق البيئة
(المجموعة الكاملة)
البيئة والتنمية
 
اسأل خبيرا
بوغوص غوكاسيان
تحويل النفايات العضوية إلى سماد - كومبوست
كيف تكون صديقا للبيئة
مقاطع مصورة
 
احدث المنشورات
البيئة العربية 9: التنمية المستدامة - تقرير أفد 2016
 
ان جميع مقالات ونصوص "البيئة والتنمية" تخضع لرخصة الحقوق الفكرية الخاصة بـ "المنشورات التقنية". يتوجب نسب المقال الى "البيئة والتنمية" . يحظر استخدام النصوص لأية غايات تجارية . يُحظر القيام بأي تعديل أو تحوير أو تغيير في النص الأصلي. لمزيد من المعلومات عن حقوق النشر يرجى الاتصال بادارة المجلة
©. All rights reserved, Al-Bia Wal-Tanmia and Technical Publications. Proper reference should appear with any contents used or quoted. No parts of the contents may be reproduced in any form by any electronic or mechanical means without permission. Use for commercial purposes should be licensed.