شهدت الامارات العربية المتحدة أكبر تظاهرة بيئية من نوعها على مستوى منطقة الخليج، شارك فيها نحو 15 ألف متطوع، نظفوا عدداً من المواقع البرية والشواطئ الملوثة في الامارات السبع، أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان ورأس الخيمة وأم القوين والفجيرة. وذلك بتنظيم من مجموعة الامارات للبيئة وبرعاية نادي الصافي لأصدقاء البيئة التابع لشركة الصافي دانون السعودية.
قامت الحملة تحت شعار "نظفوا الامارات"، بهدف غرس مفهوم الوعي البيئي بين أفراد المجتمع والدعوة الى تقليل النفايات وتنمية الاحساس بالمسؤولية البيئية لدى الشباب والناشئة خاصة، إضافة الى إشراك المؤسسات الحكومية والشركات في مشاريع حماية البيئة ودعم التنمية المستدامة.
واعتبر محمد بن عبدالعزيز السرحان، نائب رئيس مجموعة الفيصلية العضو المنتدب لشركة الصافي دانون ومدير عام نادي الصافي، أن الحملة نقلت مفهوم المشاركة في حملات التنظيف من طابعها الرسمي والجاد الى اطار مسل وممتع، الأمر الذي أوجد الحافز والرغبة لدى قطاعات واسعة من الأفراد والمؤسسات على المشاركة والتفاعل وترقب هذا الحدث السنوي المهم، وهو ما انعكس على عدد المشاركين. وقال لـ"البيئة والتنمية" خلال مشاركته في الحملة إن النادي سيعمل من خلال اتفاقية الرعاية المبرمة بينه وبين مجموعة الامارات للبيئة على توسيع أنشطته خارج السعودية، خصوصاً في دول مجلس التعاون، "احساساً بالمسؤولية التي ألقيت على عاتقه بعدما حصل على جائزة مجلس التعاون لأفضل الأعمال البيئية لعامي 2000 و2001، إضافة الى أننا في شركة الصافي دانون نود أن نخدم المناطق التي تصلها منتجاتنا". وأشار السرحان الى أن أحد أهداف النادي من خلال رعايته هذه الحملة حث المجتمع على التعامل الاسلامي الحضاري مع نفايات الاستهلاك اليومية.
أما حبيبة المرعشي، رئيسة مجموعة الامارات للبيئة، فقالت انه العام الرابع على التوالي للحملة التي شملت الامارات السبع والتي باتت ظاهرة سنوية وأضخم حملة تنظيف وطنية تقام في الامارات. وأوضحت أن الهدف من هذا النشاط أكبر بكثير من مجرد تحديد منطقة وتنظيفها من النفايات، "فالغاية الرئيسية هي العامل التثقيفي المجسد في عمل التنظيف، ومن خلال حملات التنظيف نشجع أفراد المجتمع على التضامن ومعرفة أن حماية البيئة أمر مهم من أجل صحتنا ورفاهيتنا". ولفتت الى أن "نظفوا الامارات" هي نتاج التعاون المستمر والمثمر بين مجموعة الامارات للبيئة والقطاعين العام والخاص، ولا سيما نادي الصافي لأصدقاء البيئة التابع لشركة الصافي دانون.
وقد تم تقسيم المواقع التي شملتها الحملة المحددة الى مناطق صغيرة لتسهل عملية الاشراف عليها من قبل المنظمين والمتطوعين. ونصبت خيمة مركزية في كل موقع كنقطة رئيسية لتوزيع اللوازم على المشاركين، من القفازات وأكياس النفايات الى المرطبات والوجبات الخفيفة. وأشرف على المواقع عدد من متطوعي المجموعة بالتعاون مع الجهات المنظمة في كل إمارة. وتم توزيع القمصان والقبعات على جميع المشاركين، كما تم توفير خدمات الاسعافات الأولية.
رُفع علم الحملة في دبي حيث شملت منطقة العوير، والرأس الأخضر وشاطئ الكورنيش الشرقي في أبوظبي ومدينة العين والسلع وغياثي، وكورنيش بحير الخان في الشارقة، وشاطئ الزور في عجمان، وجزيرة الحليلة في رأس الخيمة، وشاطئ البحر في أم القوين، إضافة الى منطقة الرغيلات والكورنيش في الفجيرة.
وأعربت المرعشي عن امتنانها للمؤسسات الاعلامية التي واكبت الحملة، وللشركات التي شجعتها والتي "أخذت مسؤوليتها الاجتماعية الى آفاق جديدة، وباتت مثالاً طيباً وقدوة للشركات ودافعاً محفزاً لاحتضان مبادرات حماية البيئة والمشاركة الجادة من أجل رفاهية المجتمع، لا من أجل الترويج لسمعتها فقط، وذلك من خلال البرامج الفعلية".
من جهته، نوَّه يوسف العتيبي، أمين عام نادي الصافي لأصدقاء البيئة، بالدعم الملحوظ للمؤسسات التعليمية، "حيث تم حشد الآلاف من طلاب المدارس للمشاركة في هذه الاحتفالية، فمشطوا السواحل والبراري والساحات الترابية في ماراثون لجمع القمامة، تذكيراً بخطورة التلوث، ولكي يعيد الجميع حساباتهم تجاه ما قدموه للبيئة".
|