لم يكن ثمة ما يحفز غالبية الناس على النظر الى الآثار البيئية للحرب الإسرائيلية على لبنان، في خضمّ الفظائع الانسانية الناتجة عنها، لولا حجم التدمير البيئي الذي فاق كل تصور.
واستهدف القصف الإسرائيلي الغابات الجنوبية، بشكل خاص، بحجة أنها ملجأ للمقاومة ولقواعد الصواريخ. ونظراً إلى أن شهري تموز (يوليو) وآب (أغسطس) يسجلان عادة أعلى عدد من الحرائق، فمن الطبيعي أن يتسبب القصف على الغابات في اندلاع واسع للحرائق. وقد طاول في الأسابيع الأخيرة كل أنواع الأشجار، فتعرضت بساتين الزيتون مثلاً لقصف مكثف. وأشارت التقارير اليومية من الجنوب الى حرق مساحات واسعة من الأشجار والغابات مع استهداف القصف الاسرائيلي مراكز الدفاع المدني، حيث تم تدمير سبعة مراكز تدميراً شاملاً وتضرر أكثر من عشرة مراكز بشكل جزئي واحترق نحو 23 آلية، فيما قتل رجل إطفاء واحد وجرح 57 عنصراً. وهذا حال دون تدخل رجال الإطفاء في إخماد الحرائق المندلعة في الغابات الجنوبية.
يشار هنا إلى أن نسبة عالية تتجاوز 10 في المئة من القذائف لا تنفجر، مما يسبب انتشاراً واسعاً في المناطق الحرجية لأعداد كبيرة من الأجسام القابلة للانفجار. ولا بد من الإشارة الى الآثار السلبية التي يصعب قياسها حالياً للقنابل المنفجرة الحارقة وغير الحارقة التي استعملتها إسرائيل.
إن من مقومات الإدارة المستدامة للغابات مدى مساهمتها في تطوير حياة المجتمعات التي تقيم بجوارها. من هذا المنطلق، لعل أهم أثر للحرب على الغابات الجنوبية هو استهدافها للمواطن الجنوبي مباشرة في حياته ومقومات عيشه. وسيكشف المستقبل عن هذه الآثار وعن قدرة الغابات الجنوبية على ترميم ما تعرضت له من تخريب.
منير بوغانم مدير جمعية حماية وتنمية الثروة الحرجية.
|