رغم الموارد الهيدروكربونية الهائلة التي حبا الله بها المناطق الصحراوية من شبه الجزيرة العربية ودول الخليج العربي، فقد تركزت الجهود في السنوات الأخيرة على استغلال الموارد الطبيعية البديلة، خصوصاً الطاقة الشمسية، في محاولة لتنويع مصادر الدخل والحد من تلوث الهواء والمحافظة على الموارد البترولية للأجيال القادمة. من جهة أخرى، تزايدت الأنشطة الزراعية في بعض المناطق لمقابلة الطلب المتزايد للغذاء وتقليل الاعتماد على الغذاء المستورد. إلا أن الري باستخدام المياه الجوفية المحدودة أدى إلى تدهور الخزانات الجوفية في المنطقة، مما تسبب في تسرب مياه البحر اليها، كما أنه يزيد من معدلات التصحر وانجراف التربة في بعض المناطق.

تكامل سياسات وتقنيات موارد الطاقة المستدامة يمثل تحدياً يعتبر منظمو "معرض ومؤتمر البيئة 2007" أن لا بد من مواكبته. وتدعو الضرورة إلى الاستفادة من مختلف الطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية والطاقة الجيوحرارية وغيرها، للوفاء باحتياجات المناطق القاحلة، مع الوضع في الاعتبار الظروف الاقتصادية والبيئية والاجتماعية. كما يجب أيضاً دراسة إمكانية نقل واستخدام التقنيات الحالية والجديدة لموارد الطاقة المختلفة، مثل نظم التوليد المائي والوقود الهيدروجيني وطاقة الرياح والكهرباء الضوئية ونظم الطاقة الشمسية الحرارية.

يعقد المؤتمر في أبوظبي خلال 28 ـ 31 كانون الثاني (يناير) 2007، تحت رعاية رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وبتنظيم مشترك بين هيئة البيئة – أبوظبي وشركة ريد للمعارض. ويهدف إلى تقييم إمكانات الادارة المستدامة لموارد وتقنيات الطاقة، والاستفادة من مصادرها الطبيعية التي تشمل الوقود الأحفوري والطاقات المتجددة. وسوف يجمع نخبة من الخبراء من أنحاء العالم لمناقشة أحدث الأبحاث والابتكارات الرائدة وتبادل المعلومات. وسيسعى الى تحديد أولويات التنمية المستدامة لموارد الطاقة، وخاصة في المناطق القاحلة. وستكون هناك خمسة محاور رئيسية هي: مصادر الطاقة المتجددة، تقنيات معالجة وتحلية المياه، برامج تطبيقية للمحافظة على الطاقة، سياسات الطاقة، تحديد الأولويات.

يتناول هذا المحور الطاقة الشمسية ونظم إنتاجها على المستويات الكبيرة والتطبيقات الريفية في توليد الكهرباء والعازلات، وطاقة الرياح في المناطق البحرية ونظمها الصغيرة والمركّبة والاعتبارات التقنية والبيئية، وموارد الطاقة المتجددة البحرية والساحلية بما فيها طاقة المد والجزر والأمواج والاختلاف الحراري، والطاقة الجيوحرارية.

ومن المشاركين البروفسور أ. س. بهاج الذي سيقدم دراسة حالة من جامعة ساوثامبتون البريطانية حول استخدام الخلايا الفوتوفولطية لأبنية مستدامة، والدكتور فريدريك مورس حول استخدام الطاقة الشمسية على نطاق كبير، والدكتور ألان هوفمان حول دور الطاقة المتجددة في تلبية الحاجات المستقبلية، والبروفسور عمار موسي من جامعة بسكرة في الجزائر حول الاتجاهات والتوقعات الملحوظة للأنظمة الفوتوفولطية.

وفي مجال طاقة الرياح، يقدم المهندس عبد عاشور حسن من الدنمارك والدكتور أثناسيوس زيريس من اليونان تقييماً لدورة حياة التوربينات الهوائية وتحليلاً لأثرها البيئي. ويعرض الدكتور جوزف سيباستيان بيمبيليل من الهند أساليب تقدير الطاقة المحتملة للأمواج قرب السواحل.

توضح الدراسات أن 37 في المئة من اليابسة هي عبارة عن مناطق قاحلة وشبه قاحلة. ويقع 64 في المئة من المناطق الجافة و97 في المئة من الصحاري القاحلة في قارتي آسيا وأفريقيا. وتعاني معظم هذه المناطق من نقص كبير في موارد المياه العذبة الطبيعية، التي يمكن زيادتها بتحلية المياه المالحة ومياه البحر. إلا أن التقنيات الحالية للتحلية تستهلك كميات كبيرة من الطاقة التي لا تستطيع الدول النامية تحمل كلفتها.

المعالجة المسبقة لمياه البحر والمياه الجوفية، والآثار البيئية والصحية للتحلية وطرق التخفيف منها، وكفاءة الطاقة في التحلية واستخدام النظم المركبة، والتسخين الحراري لمياه التغذية، هي ضمن المواضيع الرئيسية التي سيتناولها مؤتمر البيئة 2007 في أبوظبي. وسيتضمن هذا المحور ورقة للدكتور ألان هوفمان وكينيل توريان حول التحلية بواسطة الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وعرضاً للبروفسور ستيفن سالتر من اسكوتلندا عن تحلية مياه البحر بطاقة الأمواج، وورقة للبروفسور أ. س. بهاج عن تحويل طاقة التيارات البحرية. وتقدم منظمة الاسكوا دراسة حول الآثار البيئية والصحية للتحلية وسبل تخفيفها، ويعرض جون تونر الآثار البيئية لمحطات تحلية مياه البحر بالتناضح العكسي. أما جوزف كوتروفو وعبدالحسين أبو زيد، من منظمة الصحة العالمية، فيقدمان خطوطاً توجيهية حول المؤشرات الصحية والبيئية لانتاج مياه محلاّة سليمة.

من المواضيع التي ستطرح في المؤتمر الكفاءة الحرارية في المباني ونظم التكييف والتدفئة والتبريد، والخطوط التوجيهية لتصميم المباني والمدن، والنقل المستدام بما يتضمن من تطوير تقنية الوقود الكهربائي.

ومن المشاركين البروفسور أ. س. بهاء الذي سيعرض الآثار المحتملة لتكنولوجيا التزجيج على استهلاك الطاقة في أبنية الشرق الأوسط، والبروفسور هيزلبرغ من الدنمارك عن الاتجاهات الاوروبية للكفاءة الطاقوية في الأبنية، ومحمد امبابي من اسكوتلندا حول تكنولوجيا "التنفس الديناميكي للمباني" وتطبيقاتها في المناطق الجافة، والبروفسور فدريكو بوتيرا من ايطاليا حول تصميم الأبنية المقتصدة بالطاقة في المدن الحارة ذات المناخ الجاف. وثمة ورقة من الاسكوا حول الخطوط التوجيهية للأبنية والتخطيط المدني.

ويتناول الدكتور علي عبدالعزيز تأثير الفتحات واتجاه الرياح على الأداء الحراري للسقوف المدفأة، ويبين سايدور ستار كفاءة الطاقة في قطاع النقل في ماليزيا، ويطرح ألان هوفمان إمكانيات إنتاج الطاقة الشمسية الحرارية لتصبح مصدراً رئيسياً للطاقة في البلدان الصحراوية. ويتحدث ب. جايمس عن الآثار المحتملة للتكنولوجيات الناشئة على استهلاك الطاقة في أبنية الشرق الأوسط.

يتناول المؤتمر سياسات الطاقة المستدامة في ما يتعلق بالوقود الأحفوري والطاقة المتجددة والطاقة النووية وغيرها، وتسهيل نقل تقنيات الطاقة المتجددة، وسياسات وبرامج تقليل التلوث والحد من التغيرات المناخية ومن تأثير الطاقة على صحة الانسان.

يقدم مايكل جيفرسون، رئيس لجنة السياسات في الشبكة العالمية للطاقة المتجددة، مراجعة نقدية لسياسات الطاقة المستدامة بالتركيز على البرامج وتعميم الابتكارات التكنولوجية والحاجات البيئية والاجتماعية. ويعرض الدكتور جون كريستسن وإريك اوشر من برنامج الأمم المتحدة للبيئة لأنظمة النقل وتأثيراتها العالمية واتجاهات الاستثمار في الطاقة المتجددة. ويتناول براديب شاتورفيدي سياسات إمداد الطاقة المستدامة في المناطق الجافة. ويقدم البروفسور علي صايغ الطاقة المتجددة كحل وحيد لتغير المناخ. وتعرض الدكتورة أنكا ديانا باربو من النمسا سياسات لترويج الطاقة المتجددة بين أوروبا الوسطى والشرقية ودول مجلس التعاون الخليجي.

ويعرض محمد عمران نقاط الخطأ في سياسات الطاقة والنقل في باكستان، ويقدم البروفسور علي كراغولي من جامعة البحرين إمكانات الكهرباء الشمسية في العالم العربي، والدكتور أياد الطائي لمحة عامة عن النقل المستدام والطاقة النظيفة. ويتناول الدكتور تروند بوهلر تطوير برامج وطنية لضبط نوعية الهواء، ويعرض الدكتور ماثيو أرلاند ادارة نوعية الهواء في الامارات.

ويتحدث ديفيد ميلر عن برامج التوعية في الشركات والمجتمع. وتقدم سعاد بن رمضان كيلاني، نائبة رئيس مختبرات كلونغن، اعتماد العلامات التجارية البيئية والادارة البيئية المتكاملة كطريق الى الكفاءة الطاقوية. ويتناول الدكتور باسل اليوسفي من مكتب "يونيب" الاقليمي لغرب آسيا توقعات الطاقة المتجددة في المنطقة العربية والهيكلية المؤسساتية للتعاون.

ستكون الانكليزية اللغة الرسمية للمؤتمر. وسيتم تنظيم حلقة نقاش في ختام أيامه الأربعة، لإصدار توصيات تعدها لجنة علمية وتكون أساساً للمتابعة مع المجتمع الدولي. وسوف تنشر جميع الأوراق التي تعرض خلال الجلسات وتوزع على جميع المتحدثين.

وبالتزامن مع المؤتمر، سيقام معرض يركز على تقنيات الهواء والطاقة والمياه والنفايات ويوفر فرصة مثالية لترويج المنتجات والخدمات في هذا المجال.