مياه الشرب المحلاة في مدينة ينبع الصناعية عالية النقاوة وتضاهي في مواصفاتها مياه الشرب المعبأة، بل تفوقها في بعض المعايير. وقد قامت الهيئة الملكية للجبيل وينبع بتطبيق مواصفات خاصة لمياه الشرب استناداً الى معايير منظمة الصحة العالمية ومواصفات وكالة حماية البيئة الاميركية.
مصدر مياه الشرب هذه محطة التحلية في الهيئة الملكية بسعة ألف متر مكعب من مياه البحر. وتستخدم المحطة تقنية التقطير المتعدد (multiflash distillation) وتقنية التناضح العكسي (reverse osmosis). فتمر مياه البحر بعدة مراحل، تتضمن المعالجة الفيزيائية كالفلترة وازالة العوالق والرواسب، والمعالجة الكيميائية ومعايرة الأس الهيدروجيني pH لتعديل درجة الحمضية، والتعقيم لقتل البكتيريا والميكروبات المرضية، مع اضافة الأملاح والمعادن والكلور بنسب خاصة لمنع دخول البكتيريا في شبكة التوزيع من خلال التشققات والتوصيلات بين الأنابيب.
مراقبة دائمة لاجتناب المخاطر
يطبق برنامج مراقبة دائم لمياه الشرب للتأكد من عدم تعرضها للتلوث بمواد ضارة بصحة الانسان. ويتم جمع نحو 22 عينة من مصادر مياه الشرب أسبوعياً من مواقع مختارة داخل مدينة ينبع الصناعية، يجرى عليها 246 تحليلاً حسب الأنظمة العالمية المتبعة للتأكد من سلامتها من الملوثات. وتجمع العينات الأسبوعية من نقاط الاستهلاك النهائي ونقاط التوزيع وأحواض التخزين ومن منازل ومدارس ومكاتب ومساجد. ويتم قياس العديد من العناصر الفيزيائية: العكارة، اللون، الرائحة، درجة الحرارة، وغيرها. كذلك تجرى تحاليل مختبرية كيميائية لقياس مؤشرات التلوث مثل درجة الحموضة، الملوحة، الكلوريد، التوصيل الكهربي، الكبريتات، الكلور المترسب. ويتم الكشف عن وجود بكتيريا الكوليفورم التي تعد مؤشراً معتمداً في جميع مواصفات مياه الشرب العالمية لضمان خلوها من مياه الصرف الصحي.
ويتفاوت حجم الضرر باختلاف تركيز الملوثات. فعند تلوث مياه الشرب بتراكيز عالية، قد تسبب الغثيان وأمراض الجهاز الهضمي والتقيؤ والاسهال والدوخة والحساسية في الجلد والرئتين. أما عند تلوثها بتراكيز منخفضة فقد تؤدي مع الوقت الى العديد من الأمراض المزمنة، مثل السرطان وتشوهات الأجنة واصابات الجهاز العصبي والمناعي. وفي حالات تلوث المياه على مستوى واسع تتزايد الأخطار وتؤدي الى انتشار الأوبئة، ومن أهمها مرض الكوليرا الذي ينتشر بسرعة في حالات الكوارث الانسانية والحروب ومخيمات اللاجئين.
تحسينات وأبحاث
بالرغم من الجودة العالية لمياه الشرب في مدينة ينبع الصناعية، الا أن الهيئة الملكية قامت باجراءات لتحسين جودتها، خاصة لعنصري الكلسيوم والمغنيسيوم. أهمها انشاء وحدة للتناضح العكسي يجري تسليمها لشركة مرافق المسؤولة عن توفير مياه الشرب حالياً.
ومتابعة لأحدث المستجدات العلمية الصادرة من منظمة الصحة العالمية بشأن جودة مياه الشرب، كشف النقاب مؤخراً عن دراسة حديثة لتحديد مخاطر تعقيم مياه الشرب بالكلور. وعلى أثرها قامت الهيئة الملكية ـ ادارة حماية البيئة باجراء دراسة تجرى لأول مرة للكشف عن محتوى مياه الشرب من أحد المركبات الهيدروكربونية العضوية المكلورة وهو الترايهالوميثان (trihalomethane).
وتقوم الهيئة الملكية حالياً بالتعاون الفني مع مراكز بحثية عالمية على شبكة الانترنت في موقع وكالة حماية البيئة الأميركية، من خلال برنامج شبكة المعلومات البحثية لمياه الشرب(Drinking Water Research Information Network – DRINK). ويهدف هذا البرنامج الى تطوير جودة مياه الشرب حول العالم من خلال انضمام المراكز البحثية في جميع البلدان وتسخير جهودها لتبادل التجارب والمعلومات الخاصة بالأبحاث والدراسات حول مياه الشرب وتقديم الاستشارات والمقترحات لتحسين نوعيتها.
المهندس أحمد بن سعيد باجحلان مدير ادارة حماية البيئة في الهيئة الملكية للجبيل وينبع، مدينة ينبع الصناعية، السعودية.
|