لندن ـ "البيئة والتنمية"

ريك ستانلي فتى أميركي في السابعة عشرة من عمره، صوَّر ضفدعاً عالقاً بين فكي أفعى. سمّى صورته "ورطة" (dilemma) وأرسلها الى مسابقة "أفضل مصور للحياة الفطرية" لسنة 2006، التي ينظمها متحف التاريخ الطبيعي في لندن ومجلة BBC للحياة الفطرية وترعاها شركة "شل". ففاز بالجائزة الأولى لفئة المصورين الشباب.

كان ريك في رحلة علمية مع مجموعة من العلماء وأصدقاء الطبيعة في جمهورية الدومينيكان في البحر الكاريبي. وذات صباح، خرج مع صديقه الدومينيكي روبيو الى الغابة. يقول ريك: "فجأة سمعنا زعيقاً، وكان روبيو أول من اكتشف مصدره. انه ضفدع شجر عالق بين فكي أفعى شجرية خضراء. صوَّرتُ هذه الحادثة المأسوية والضفدع يتدلى أمامي. لكن روبيو أبى إلا أن يساعد الضحية، فلمس الأفعى برفق، وإذ بها تلفظ وليمتها على الفور وتنسلّ مبتعدة بين الأغصان". ويبدو أن الضفدع لم يتأثر بسم الأفعى المعتدل، فقفز هارباً. وما زال ريك يتساءل عما اذا كان من الأفضل أخلاقياً ترك الأفعى تأكل فريستها، وهل كانت ستقدر على ابتلاع هذا الضفدع الكبير لو تركت لشأنها.

بدأ ريك يلتقط صوراً للطبيعة عندما كان في الثامنة من العمر وأهديت اليه آلة تصوير. وفي سن الثانية عشرة نُشرت إحدى صوره في كتاب عن طيور بونتاكانا في الدومينيكان. وفي عام 2004، حازت صورة التقطها لسرب بط مرقط في منتزه دينالي الوطني في ألاسكا على تنويه في مسابقة أفضل مصور للحياة الفطرية.

وقد وافقت لجنة التحكيم بالاجماع على فوز "ورطة" ريك. وقال العضو في اللجنة تيم فلاش معلقاً: "هذه الصورة معبرة على مستويات عدة. للوهلة الأولى، يبدو لك ان الضفدع يقفز، ولكن سرعان ما تلاحظ أن الأفعى ممسكة به. ثم تنظر الى الضفدع، فيبدو لك مبتسماً!"

شارك في مسابقة 2006 أكثر من 18,000 صورة لمحترفين وهواة من 55 بلداً. ومن لقطاتهم الجميلة والطريفة: فقمة تتنفس من ثقب في الجليد العائم، جدال بين طيور البطريق، سرطان يتسلق شجرة جوز الهند، صورة جوية للاعصار "غودرون" في السويد، ورقة سوسن، نظرة في عيني نمر مسلوخ...

الصور الفائزة في المسابقة بفئاتها المختلفة، والتي حصلت على تنويه، بدأ عرضها للجمهور في متحف التاريخ الطبيعي في لندن حتى 29 نيسان (ابريل) المقبل، لتبدأ بعد ذلك جولة في بريطانيا وحول العالم. أما الراغبون في المشاركة بمسابقة 2007، فعليهم تقديم صورهم في موعد أقصاه 31 آذار (مارس) المقبل. ويمكن الحصول على معلومات حول شروط الاشتراك من الموقع الالكتروني www.mhm.ac.uk/wildphoto.

وسط نحو 4 ملايين طائر فلامنغو (نحام) كانت مشكلة تود غوستافسون "أين أقف وكيف ألتقط صورة لا تكون مجرد كتلة زهرية". عند بلوغه بحيرة ناكورو في كينيا قبيل الفجر، اختار بقعة على حافة البحيرة تضربها الشمس المشرقة. ومن عادة ذكور الفلامنغو أن تقف في مجموعة وهي تلوي رقابها الطويلة وتنفش ريشها رغبة في استثارة أنثى "عزباء". وقد تنضمّ ذكور أخرى فيرتفع عدد الراقصين الى مئات تؤدي حركات دورانية والتفافية.

مع شروق الشمس، وقفت ذكور هذه المجموعة جنباً الى جنب على حافة "حلبة" الرقص في حالة ترقّب، وقد سلطت الشمس عليها ضوءاً خفيفاً جميلاً وتوازنت مناقيرها المعقوفة الى حد أقرب من الكمال. يقول تود: "لاحظت أنني كلما خفضت الكاميرا بدت الطيور أجمل على خلفية السماء الرمادية الصافية. وعندما التقطت الصورة، كنت منبطحاً على الأرض وسط روث الفلامنغو".

منتهى العز لسلحفاة خضراء: جلسة تنظيف وتدليك تقدمها الأسماك المحلية كلما ظهرت السلحفاة في البقعة المحددة. موقع Turtle Pinnack (برج السلاحف) قرب ميناء هونوكوهو في هاواي تفتخر بمحطة تنظيف من هذا النوع على عمق 15 متراً تحت سطح الماء. أحياناً تكون هناك عدة سلاحف تتسكع في المكان بانتظار الخدمة، ونادراً ما يتعين عليها الانتظار طويلاً. في هذه الصورة، أسماك التانغ الصفراء والسرجون الزرقاء والراس (في الأسفل)، التي لا تعيش إلا في مياه هاواي، غادرت الحيد المرجاني لتقضم الطحالب النامية على صدفة السلحفاة وجلدها.

يقول أندريه سيل: "هذه صفقة رابحة للجميع، وبالتأكيد لي أيضاً".

فرس النبي ذو القوائم البيضاء مكث في إحدى أمسيات أيار (مايو) لأكثر من ساعة على أعشاب متصالبة. ويبدو هنا محدّقاً بالمصور مثلما كان المصور محدقاً به. يقول ثيو بوسبوم: "بعدما التقطت صورتين من مسافة بعيدة، زحفت مقترباً شيئاً فشيئاً، محاولاً عدم القيام بأي حركة غير متوقعة. وبعد مضي نحو ساعة والتقاط كثير من الصور أصبحت قريباً منه. لكنه بقي يحدق الي وأنا ألتقط الصورة تلو الأخرى". هذه اللقطة القريبة المفصّلة لا تظهر جمال ألوانه فحسب، وإنما أيضاً شعره المنتصب ولحيته الصغيرة "المشذبة" وسلاحه المتمثل بأهداب استشعار في قوائمه.

عندما كان جو ماكدونالد يراقب الحمر الوحشية في محمية ماساي مارا في كينيا، لاحظ أنثى وحيدة واقفة على بعد نحو مئة متر فقط من ثلاث لبوءات. وكانت مصابة بجرح في خاصرتها، ربما من هجوم أحد الأسود. بقيت بلا حراك مدة ثلاث ساعات، وبعدئذ، وفي ما يبدو رغبة في الموت، مشت مقتربة من اللبوءات، التي لم تفعل لها شيئاً. لكن عندما بدأت تحفّ جرحها على شجرة هاجمتها إحداهنّ، فانطلقت هاربة، ثم قامت بانعطافة غير مقوقعة بزاوية 180 درجة في اتجاه جو. يقول جو: "التقطت هذه الصورة مباشرة قبل أن تمتلئ ذاكرة الكاميرا". ولم تمضِ الا ثوان حتى كانت الحمارة الوحشية مطروحة أرضاً.