يشبه الطهر العربي ماعزاً صغيراً في ملامحه العامة. واسمه اللاتيني (Hemitragus jayakari) يعني حرفياً "نصف ماعز". شعره طويل بني ضارب الى الحمرة، مع شريط داكن على ظهره. له قرنان قصيران مقوسان، وللذكور الأكبر سناً لحية تفتقدها الصغار. لكنه حيوان نادر جداً لم يشاهده في البرية طوال الماضي القريب إلا قليل من السكان المحليين في شبه الجزيرة العربية.
تناقصت أعداد الطهر العربي بشكل حاد نتيجة الصيد وتدمير الماعز الوحشي لموطنه الطبيعية. ويرجح انه على حافة الانقراض، ان لم يكن انقرض بالفعل مثل ثدييات برية أخرى في شبه الجزيرة العربية. وأعداده التي تعيش في الأسر محدودة أيضاً. وتعد المجموعة التي تعيش في جزيرة صير بني ياس المحمية في الامارات أساسية وحيوية في برنامج طموح يهدف الى تكوين قطعان من هذا الحيوان، من خلال استيلاده في الأسر كخطوة أولى ومن ثم الشروع باطلاقه في مناطق محمية على نحو منظم.
خلافاً للغزلان الاماراتية، لا يتمتع الطهر العربي بدرجة تأقلم عالية مع المناطق الجافة القاحلة، ويحتاج الى شرب الماء العذب يومياً. وهو يقطن في المرتفعات الشديدة الانحدار، ويتغذى على الحشائش المتناثرة والتي تنمو بين الصخور. انه خفيف الحركة ويجيد التسلق، متخذاً الكهوف مكاناً يستظل به من حرارة الشمس. وفيما يجد في المرتفعات والصخور ملجأ آمناً، فانه ينزل الى الوديان والبرك ليشرب من مياهها.
والطهر من الحيوانات التي تقيم لنفسها منطقة نفوذ خاصة، ويميل الى العزلة، وغالباً ما يوجد بمفرده أو ضمن مجموعة صغيرة جداً. وهو يحدد اقليمه من خلال تنظيف محل اقامته من الحجارة مستخدماً أظلافه وقرنيه، واضعاً عليه "بصماته" الخاصة باستخدام البول والبراز.
يمكن أن يتوالد الطهر العربي على مدار العام، وتمتد فترة حمله الى 140 يوماً. وأخطر أعدائه الذئب والنمر العربي والضبع، علماً أن هذه أيضاً أصبحت على حافة الانقراض في شبه الجزيرة العربية.
|