تؤوي الإمارات العربية المتحدة نحو 20 في المئة من مجموعة طيور العقاب النساري في الشرق الأوسط، 90 في المئة منها في إمارة أبوظبي. وقد قامت هيئة البيئة ـ أبوظبي مؤخراً بإجراء دراسة مسحية مكثفة للجزر والمواقع الساحلية الرئيسية في الامارة لمعرفة التغيرات التي طرأت على أوضاع هذه الطيور وأعدادها.

بناء على نتائج المسح، تم تسجيل 61 زوجاً متكاثراً في إمارة أبوظبي. وباعتبار بعض المواقع التي لم تتم تغطيتها، يمكن تقدير العدد الكلي بنحو 70 زوجاً متكاثراً. وتعتبر مواقع التعشيش في مجمع جزيرة المهيمات وقرين العيش والبزم وأم أمين وغاغا والفزعية وبوطينة وأم حطب من المواقع الهامة لتكاثر العقاب النساري.

وذكر ماجد المنصوري، الأمين العام لهيئة البيئة، أن تقديرات العام 1994 كانت أشارت الى وجود 50 ـ 70 زوجاً متكاثراً على مستوى دولة الإمارات، منها نحو 58 ـ 60 زوجاً في أبوظبي، وهذا يشير الى بعض الاستقرار في أعداد طيور العقاب النساري المتكاثرة في الإمارة. وأشار الى أنه، في السنين العشر الأخيرة، اختفى 50 في المئة من الأعشاش من بعض الجزر الرئيسية التي كانت توفر مواقع هامة لتكاثر هذا النوع، بسبب التغيرات الكبيرة التي حدثت في الجزر. ودعا الى حماية هذا النوع على المدى الطويل، مؤكداً أن من الضروري ترك بعض الجزر على حالتها الطبيعية دون إزعاج من الوجود البشري المستمر الذي يجبر العقاب النساري على هجر أعشاشه.

ويبدو أن الانزعاج الناتج عن التغيرات والوجود البشري مؤثر جداً على تكاثر العقاب النساري وأعداده، لدرجة أن هنالك جزراً كبيرة مثل أبو الأبيض ليست فيها أي أعشاش. وذلك بسبب الأنشطة المكثفة والحركة المستمرة للأشخاص والمركبات، خصوصاً على الساحل، رغم مشاهدة هذه الطيور وبناء منصات لتشجيعها على التعشيش في تلك الجزيرة.

الجدير بالذكر أن بعض المواقع تمت حمايتها فعلاً، مثل مجمع جزيرة المهيمات وأم حطب، وتم تقليل الإزعاج الى أدنى مستوى ممكن في مواقع رئيسية أخرى. وتعتبر المراقبة المستمرة لتكاثر العقاب النساري وتتبعه بالأجهزة المتصلة بالأقمار الاصطناعية من المتطلبات الرئيسية لدراسة التكاثر وانتشار الأفراخ بعد خروجها من الأعشاش.

وقد بدأت دراسة تجريبية بتثبيت جهاز تتبع فضائي على فرخ عقاب نساري في 7 آذار (مارس) 2007 في جزيرة البزم، ومتابعة تحركاته بنجاح الى جنوب شرق ساحل سلطنة عمان بالقرب من شبه جزيرة مدركة، حيث قطع نحو 2000 كيلومتر. وكانت هذه الدراسة الأولى من نوعها لصغار العقاب النساري في شبه الجزيرة العربية، ومهدت الطريق لتتبع عدد أكبر من هذه الطيور سنة 2008.

 كادر

العقاب النساري، المعروف محلياً بنسر البحر أو عقاب السمك، هو طائر زيتي الريش متخصص بصيد الأسماك، يتميز بوجود إصبع خارجي مرن وراحة قدم شوكية مهيأة لالتقاط الأسماك وحملها. وتعشش العقبان النسارية على الجزر المعزولة الهادئة والسواحل الخالية من الأنشطة البشرية. وهي تنتمي الى نوع واحد وأربعة نويعات فرعية هي الشمالي والأميركي الشمالي والكاريبي والاوسترالي. وفي شبه الجزيرة العربية يتكاثر العقاب النساري على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي وخليج عمان.